رئيس الدولة والرئيس الروسي يبحثان سبل احتواء التصعيد في المنطقة والاحتكام إلى الحوار
الهند تنأى بنفسها عن الصين وروسيا في الحرب الإسرائيلية الإيرانية
تناول الكاتب والمحلل السياسي أندرو كوريبكو المناورة الدبلوماسية الأخيرة للهند، التي نأت من خلالها بنفسها عن بيان لمنظمة شنغهاي للتعاون، وأدانت فيه الضربات الإسرائيلية على إيران.
وقال الكاتب في مقاله بموقع «آسيا تايمز» إن هذه الخطوة لا تكشف عن شرخ كبير داخل المنظمة فحسب، بل قد تأتي بتداعيات سياسية بعيدة المدى على علاقة الهند بشركائها في المنظمة، وعلى رأسهم روسيا والصين.
وأصدرت وزارة الشؤون الخارجية الهندية بياناً أكدت فيه أن الهند «لم تشارك في المباحثات» التي أفضت إلى بيان الإدانة الصادر عن المنظمة. في البداية، أوحى غياب أي اعتراض هندي مسجل في البيان بوجود إجماع بين الدول الأعضاء، بما في ذلك الخصمان الهند وباكستان.
واستطرد الكاتب «لكن توضيح الخارجية الهندية اللاحق يطرح احتمالاً أكثر إثارة للقلق: وهو أن الهند ربما استبعدت عمداً من المداولات». وأشار الكاتب إلى أن منظمة شنغهاي للتعاون تأسست في الأصل لتسوية النزاعات الحدودية بين الصين وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، ثم وسعت مهمتها لاحقاً لتشمل مكافحة التهديدات المشتركة المتمثلة في الإرهاب والانفصالية والتطرف. ومع انضمام الهند وباكستان في 2015، وإيران في 2023، ركزت المنظمة بشكل متزايد على المبادرات الاقتصادية ومشاريع الربط.
وعزا الكاتب هذا التحول جزئياً إلى التوترات المستمرة بين نيودلهي وإسلام آباد، حيث يتبادل البلدان الاتهامات بإثارة نفس التهديدات التي تهدف المنظمة إلى مواجهتها.
وسلط الكاتب الضوء على المادة 16 من ميثاق منظمة شنغهاي دليلاً رئيساً على حجته. حيث تنص هذه المادة على أن جميع القرارات تُتخذ بالإجماع، وأن صمت أي دولة عضو يُفسر على أنه موافقة. وفي حين يمكن لأي عضو تسجيل رأي مخالف دون عرقلة القرار، فإن حقيقة غياب الإشارة إلى اعتراض الهند في البيان تعني بقوة، من وجهة نظر كوريبكو، أن نيودلهي لم تستشار على الإطلاق.
وتناول الكاتب التداعيات السياسية المحتملة لهذا الاستبعاد، مشيراً إلى أن هذا الحادث قد يفاقم المخاوف القائمة داخل الهند بشأن مكانتها في منظمة شاركت روسيا والصين في تأسيسها إلى حد كبير. وفي حين يستبعد كوريبكو احتمال انحياز روسيا الكامل إلى جانب الصين ضد الهند، يعتقد أن هذا الحدث سيؤجج مخاوف صناع السياسة الهنود من تحول محتمل في نظرة روسيا لبلادهم.
ولفت الكاتب النظر إلى تحليلات سابقة له، تناول في أحدها مصادقة روسيا الظاهرية على ادعاء دونالد ترامب أنه توسط في نزاع هندي باكستاني حديث، وهو ادعاء نفته الهند مراراً وتكراراً.
وخلص الكاتب إلى قول إن نأي الهند بنفسها علناً عن بيان المنظمة هو أكثر من مجرد خلاف دبلوماسي بسيط، وعدّه مؤشراً على انقسامات أعمق.
وتوقع الكاتب أن يسعى الدبلوماسيون الهنود بحذر للحصول على توضيح من روسيا لسبب تهميش بلادهم على ما يبدو في عملية صنع قرار رئيسة. يبرز هذا الحادث، وفق الكاتب، مدى التعقيدات التي تواجهها الهند في إدارة سياستها الخارجية داخل المنتديات متعددة الأطراف التي تهيمن عليها قوى تربطها بها علاقات معقدة ومثيرة للجدل في بعض الأحيان.
ورأى الكاتب أن هذا الحدث يمثل نذيراً محتملاً بتحول في التحالفات الجيوسياسية في آسيا، مع ما يحمله ذلك من تداعيات كبيرة على استقلالية الهند الاستراتيجية ودورها على الساحة العالمية.