ماتاريلا يرفض ولاية ثانية

انطلاق معركة الانتخابات الرئاسية الإيطالية...!

انطلاق معركة الانتخابات الرئاسية الإيطالية...!

-- كثيرون مع بقاء سوبر ماريو رئيسًا للحكومة حتى لا تقع البلاد في حالة من  عدم الاستقرار
-- سيلفيو برلسكوني يرغب في الكرسي الكويرينال، ويحلم بإنهاء مسيرته بأسلوب أنيق


   تنتهي ولاية سيرجيو ماتاريلا في فبراير، ويستبعد الرئيس الإيطالي الترشح لولاية ثانية. ويمكن لماريو دراجي أن يحل محله، لكن الأوساط الاقتصادية تخشى أن تعود البلاد إلى حالة من عدم الاستقرار. سيلفيو برلسكوني على الخط يترصّد.
   من قصر إلى آخر: هل سيغادر ماريو دراجي قصر شيغي للذهاب إلى أبواب كويرينال في فبراير المقبل؟ هذا هو السؤال الذي يؤرّق الصحافة الايطالية حيث أنه في أقل من شهر، سيعيّن البرلمان خليفة سيرجيو ماتاريلا.
   لكن أليس من الأفضل أن يظل ماريو دراجي رئيسًا للحكومة لإدارة تنفيذ خطة التعافي الأوروبية وإطلاق الإصلاحات الهيكلية التي تحتاجها البلاد بشدة؟
هذا هو رأي الاستبلشمنت الإيطالي، الوارد في صحيفتي فاينانشيال تايمز والإيكونيميست، الذين يعتقدون أنه إذا تم انتخاب دراجي رئيسًا للجمهورية، فإن البلاد ستقع في حالة من عدم الاستقرار. ولا ترى الأسبوعية البريطانية، التي صنّفت إيطاليا على أنها دولة العام 2021 وأشادت برئيس حكومتها، أي شخص يتمتّع بالكفاءة الكافية ليحل محله.

سيرجيو ماتاريلا يرفض الترشح لولاية ثانية
   معاينة مرّة للمستوى الرديء للطبقة السياسية الإيطالية، يتم وضعها أيضًا عندما يتعلّق الأمر بمعرفة من سيجلس على كرسي سيرجيو ماتاريلا الذي سيصبح شاغرًا قريبًا.
 استُقبل بحفاوة كبيرة وتصفيق طويل بداية الشهر في لا سكالا دي ميلانو مع صيحات “إنكورا”، يرفض رئيس الجمهورية رفضا قاطعا تولّي فترة ولاية ثانية.
وكذلك فرضية البقاء في المنصب لسنة إضافية لانتظار نهاية المجلس التشريعي عام 2023.
   وخلال مؤتمره الصحفي في نهاية العام، لم يستبعد ماريو دراجي أيا من الفرضيات، ولا حتى انتخابه المحتمل لأعلى منصب دون كشف نواياه الحقيقية.
   حياء لا يعرفه سيلفيو برلسكوني أبدًا. في الخامسة والثمانين من عمره، يحلم الكفاليري، الذي تراجع عن الحياة السياسية دون الانسحاب منها تمامًا، بإنهاء مسيرته بأسلوب أنيق. خارقًا جميع القواعد في هذا الأمر، عيّن نفسه منذ عدة أسابيع كمرشح طبيعي لليمين، منتزعا دعما صوريّا من زعيم الرابطة ماتيو سالفيني وما بعد الفاشية فراتيلي دي إيطاليا من جيورجيا ميلوني. اقوياء باستطلاعات الرأي التي تعزز هيمنة اليمين المتطرف على الطيف السياسي، فانهما يميلان أيضًا إلى اختيار ماريو دراجي ليكون الرئيس القادم للدولة دفعا باتجاه إجراء انتخابات تشريعية مبكرة.

السرعة والإتقان
   ويذكّر زعيما الحزب الديمقراطي إنريكو ليتا، وحركة 5 نجوم جوزيبي كونتي، من جانبهما، أهمية “شخصية محايدة وموحّدة وذات أخلاقية عالية جدا”. خصائص يفتقر إليها سيلفيو برلسكوني المورّط في قضيتين قضائيتين تتعلقان بتلك الأمسيات “بونغا بونغا”، والتي برمجت جلسات الاستماع بشأنها في نهاية شهر يناير. ففي ذلك الوقت، وفي موعد سيتم تحديده في 4 يناير، سيجتمع البرلمان لانتخاب رئيس الجمهورية.
   للحصول على هذه الولاية بسبع سنوات، يجب أن يحصل المرشح على ثلثي أصوات المجمّع الانتخابي. وانطلاقا من الاقتراع الرابع، تكون الأغلبية البسيطة كافية. “لنفعل ذلك بسرعة وبشكل جيد”، يصر ماتيو سالفيني. وقد خطط قادة جميع الأحزاب التشاور بعد العطلة مباشرة، مدركين أنه رغم تعليمات التصويت، يحتفظ المتمردون القناصة دائمًا بمفاجآت في كل انتخابات رئاسية.