بشراكة بلغارية-ألمانية.. «مصنع البارود» يرفع سقف المواجهة مع موسكو
وقّعت بلغاريا وشركة “راينميتال” الألمانية، صفقة تتجاوز قيمتها مليار يورو لبناء مصنع جديد لإنتاج البارود وقذائف المدفعية عيار 155 ملم، فيما يعدّ خطوة حاسمة لتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية في مواجهة التهديدات الروسية في شرق أوروبا.
وبحسب تقارير فإن هذه الخطوة ستمكّن بلغاريا ودول الناتو من تلبية احتياجات الإمداد السريع بالذخيرة لدعم أوكرانيا أو أي صراع محتمل في المنطقة، وتزيد من القدرة على الحفاظ على جاهزية القوات بشكل مستمر.
ويأتي هذا المشروع في وقت يزداد فيه الاهتمام الأوروبي بتعزيز القدرات الدفاعية عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث استفادت “راينميتال” من زيادة الإنفاق العسكري في المنطقة.
ويُشكل المشروع شراكة بين “راينميتال” المتخصصة في الصناعات الدفاعية، وVMZ البلغارية، بنسبة ملكية 51% للشركة الألمانية و49% للشركة البلغارية، بتمويل بلغاري عبر قرض من آلية الاستثمار الدفاعي الأوروبية، وصرح رئيس الوزراء البلغاري روزين جيليازكوف خلال مراسم توقيع العقد في العاصمة صوفيا، بأن المشروع يمثل بداية شراكة استراتيجية جديدة بين الدولة البلغارية و”راينميتال”، ستغير مستقبل صناعة الدفاع في البلاد.
من جهته أكد المدير التنفيذي لشركة “راينميتال”، أرمين بابيرغر، أن المصنع ستكتمل عملياته خلال 14 شهرا، مشيرا إلى أن بلغاريا ستسهم بشكل فعال في تلبية احتياجات الناتو وأوروبا من الذخيرة، مضيفا أن المشروع سيوفر نحو ألف وظيفة جديدة ويعيد بناء قدرة بلغاريا الدفاعية، مع إنتاجٍ يشمل البارود وقذائف المدفعية الثقيلة “155 ملم” وأحدث نظم الشحن المعيارية.
ويشير مسؤولون إلى أن المشروع يعكس سرعة بلغاريا غير المسبوقة في تطوير بنيتها الدفاعية، مستذكرين اللقاء الثاني الذي جمع بين “راينميتال” وزعيم حزب «GERB» الحاكم بويكو بوريصوف، في أغسطس الماضي، والذي أُقر خلاله المشروع، كما يعد المصنع جزءا من جهود أوسع لشركة “راينميتال” في أوروبا، بالتعاون مع شركات دفاعية كبرى مثل “ليوناردو” الإيطالية و”لوكهيد مارتن” الأمريكية، لتوسيع قدرتها الإنتاجية ومواجهة الطلب المتزايد على الذخيرة.
ويضع المشروع، بلغاريا في موقع استراتيجي ضمن أوروبا، حيث يسهم في تعزيز أمن القارة ويزيد من قدرتها على دعم مهام الناتو في ظل المخاطر الإقليمية المستمرة، ويعيد إحياء قطاع دفاعي مهم كان بحاجة إلى تحديث وتطوير منذ سنوات.