أنهى انتر الايطالي أحلام برشلونة الإسباني بتحقيق الثلاثية، بعدما قلب تأخره من 3-2 قبل لحظات من نهاية الوقت الاصلي الى فوز 4-3 بعد التمديد ليتأهل الى نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، حاسما مجموع المباراتين المثيرتين 7-6 ضمن نصف النهائي.
وبعدما تقدم انتر الذي خرج من نصف نهائي كأس إيطاليا وتراجعت آماله بإحراز لقب الدوري المحلي لمصلحة نابولي، بهدفين عبر هدافه الارجنتيني لاوتارو مارتينيس (21) والتركي هاكان تشالهان أوغلو (45+1 من ركلة جزاء)، رد برشلونة بقوة في الشوط الثاني بثلاثية حملت توقيع إريك غارسيا (54) وداني اولمو (60) والبرازيلي رافينيا (88).
وفرض فرانشيسكو أتشيربي التمديد بهدف قاتل (90+3)، قبل أن يسجل دافيدي فراتيزي هدف التأهل بعد التمديد (99). وينتظر انتر الذي بلغ النهائي للمرة الثانية في آخر ثلاثة أعوام، الآن الفائز بين باريس سان جرمان الفرنسي وأرسنال الإنكليزي (فاز سان جرمان ذهابا 1-0 على ملعب الإمارات)، في مباراة اللقب المقررة على ملعب أليانتس أرينا في ميونيخ في 31 أيار-مايو. في المقابل، سيسعى برشلونة لحسم لقب الدوري المحلي انطلاقا من مواجهة ريال مدريد المرتقبة الاحد، بعدما تُوج على حساب غريمه الازلي بلقب الكأس في 26 نيسان-أبريل بنتيجة 3-2.
وقال غارسيا بعد المباراة "أعتقد أن كرة القدم كانت قاسية للغاية معنا... بعد أن تأخرنا بهدفين مجددا، فإن شخصية هذا الفريق كانت مذهلة، وكل المشجعين الذين حضروا إلى هنا كانوا رائعين.
وتابع "في الشوط الثاني، كنا أفضل منهم بكثير. أظهرنا جدارتنا كفريق، وفي النهاية، إذا سجلوا في الدقيقة 93 وأنت فائز بنتيجة 3-2، فإن كل شيء سيصبح فوضويا".
من جهته قال الهولندي دنزل دومفريس "مباراة مجنونة أخرى. سبعة أهداف اليوم. كانت مباراة مذهلة، قاتلنا حتى النهاية، لكنني فخور جدا بالطريقة التي قاتلنا بها اليوم. بشكل عام، سعيد جدا بتأهلنا إلى النهائي".
وبعدما تعرض لاصابة عضلية خلال لقاء الذهاب، قاد مارتينيس هجوم نيراتسوري، فيما استمر غياب الفرنسي بنجامان بافار الذي بقي الالماني يان بيسيك يشغل مركزه. عدا ذلك، اعتمد المدرب سيموني إنزاغي على جميع عناصره الاساسية بعد أن أراحهم في المواجهة الاخيرة ضمن الدوري المحلي حيث تراجعت آماله بالاحتفاظ به.
في المقابل، اعتمد المدرب الالماني هانزي فليك على الحارس البولندي فويتشيخ شتشيزني على رغم من عودة الالماني مارك أندريه تير شتيغن من اصابته، فيما غاب الظهيران الفرنسي جول كونديه وأليكس بالديه ليحل مكانهما غارسيا وجيرارد مارتين، في حين كان الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي العائد من الاصابة ابرز الغائبين عن التشكيلة الاساسية ليشغل مكانه فيران توريس مركز المهاجم الصريح، قبل أن يزج بالدولي البولندي في أواخر المباراة.
وبدأ برشلونة ضاغطا في ظل أفضلية الاستحواذ له، فيما عمد أصحاب الأرض الى اعتماد الخطوط المتقدمة في سعيه لاستغلال أي هفوة من دفاع النادي الكاتالوني.
وعلى الرغم من سيطرة رجال المدرب الالماني هانزي فليك على الكرة، لكن اللمسة الاخيرة ظلت مفقودة. في المقابل، كان تكتيك "نيراتسوري" اكثر فعالية وسط تفوق بدني واضح، فاختُبر شتشيزني للمرة الاولى من تسديدة لنيكولو باريلا تصدى لها بنجاح (21).
وما هي ثوان حتى عاقب انتر خصمه اثر هفوة دفاعية قاتلة، عندما سرق فيديريكو ديماركو الكرة ومررها الى الهولندي دنزل دومفريس الذي عكسها ببراعة الى مارتينيس المنفرد بالمرمى فأسكنها بسهولة داخل الشباك (21). وحاول برشلونة استيعاب الصدمة سريعا عندما توغل بيدري الى عمق منطقة انتر لكن محاولته التمرير ارتدت من ذراع أتشيربي، لكن الحكم رفض مطلب لاعبي النادي الكاتالوني احتساب ركلة جزاء بعد العودة الى تقنية الحكم المساعد (في أيه آر) (25).
وواصل انتر اللعب على المرتدات فوصلت الكرة الى دومفريس في وضعية أفضل من ممتازة لكن دفاع الضيوف كان سريعا لابعاد الكرة نحو رمية تماس، قبل أن يجرب تشالهانأوغلو حظه من تسديدة من داخل المنطقة لكنها مرت بجانب المرمى (31).
ونجح انتر في انتزاع تقدم ثمين قبل نهاية الشوط الاول عندما احتُسبت ركلة جزاء اثر عرقلة من باو كوبارسي على مارتينيس، احتج عليها برشلونة كثيرا لكن الحكم أكدها بعد العودة الى الفار فانبرى تشالهانأوغلو لها بنجاح (44).
واستهل برشلونة الشوط الثاني مندفعا نحو الامام، وأسفر ضغطه عن تقليص النتيجة بعد سلسلة تمريرات أفضت الى عرضية من مارتين عبرت في عمق منطقة انتر قبل أن يسددها غارسيا "نصف على طاير" في الشباك (54).
وأنقذ حارس انتر السويسري يان سومر نجم اللقاء بامتياز فريقه من هدف محقق اثر هجمة مرتدة هيأها مارتين مجددا امام غارسيا لكن سومر تصدى لمحاولته القريبة ببسالة (57).
وتواصل ضغط برشلونة الذي أسفر عن فرض التعادل فلعب مارتين مجددا دورا محوريا عندما مرر كرة متقنة نحو القائم الثاني تابعها أولمو برأسه في المرمى (60).
وفُرض الصمت في ملعب سان سيرو بعد ان احتسب الحكم ركلة جزاء اثر عرقلة لامين جمال المتوغل داخل المنطقة بسرعة عالية، لكن سرعان ما عاد عن قراره لمصلحة احتساب ركلة حرة لكون الخطأ حصل خارج المنطقة بسنتمترات قليلة (70).
وكاد جمال، الذي أصبح أصغر لاعب يُسجل في الدور نصف النهائي من المسابقة القارية خلال مواجهة الذهاب (17 عاما و291 يوما)، يُحرز أجمل أهدافه من تسديدة قوية من خارج المنطقة ارتمى لها سومر ليبعدها الى الخارج (77).
واقتنص العملاق الكاتالوني هدف التقدم عن طريق رافينيا اثر تمريرة من بيدري، قبل أن يسدد البرازيلي كرة قوية تصدى لها سومر في المحاولة الاولى قبل ان يتبعها بتسديدة ثانية في المرمى (88).
وبعد لحظات من إصابة جمال القائم (90+2)، أبى انتر الاستسلام في سيناريو مشابه لمواجهة الذهاب، واقتنص التعادل اثر اقتناص دومفريس للكرة من مارتين في لقطة مثيرة للجدل طالب برشلونة بخطأ فيها، قبل أن يعكسها الهولندي الى أتشيربي المتواجد داخل المنطقة فسددها في أعلى المرمى متجاوزا الرقابة الدفاعية (90+3). وأضاع جمال فرصة ذهبية لتجنيب فريقه كأس التمديد عندما سدد كرة ضعيفة بين أحضان سومر وجها لوجه (90+6). وانتزع انتر هدف التأهل في مستهل الشوط الاضافي الاول عن طريق فراتيزي من تسديدة قريبة (99)، قبل أن يبقى صامدا في وجه محاولات برشلونة التعديل مجددا.