بعد التشاور مع رئيس الدولة واعتماده.. محمد بن راشد يعلن تغييرات في حكومة الإمارات
الأزمة في كازاخستان:
بوتين «شرطي» الجمهوريات السوفياتية السابقة...!
-- تخشى روسيا أن يؤدي تمرد في إحدى دول نفوذها إلى إسقاط نظام موال لها
-- بدور الشرطي هذا، يريد بوتين أن يظهر أن روسيا تظل الضـامن لأمن دول الكتلـة الشــرقية الســابقة
يظهر سيد الكرملين مرة أخرى على أنه قارب النجاة لزعيم من الكتلة السوفياتية السابقة... دور بعيد عن الأعمال الخيرية.
لم يكن الرئيس الكازاخستاني جاحد للجميل. “أشكر بشكل خاص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لقد استجاب بسرعة كبيرة، وخصوصا بطريقة ودية، لندائي”، صرّح الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف يوم الجمعة في خطاب متلفز.
قبل يوم، التحقت مجموعة من القوات الروسية ودول أخرى متحالفة مع موسكو بالجمهورية السوفياتية السابقة لدعم السلطة القائمة، بعد عدة أيام من أعمال شغب شعبية، قتلت خلالها الشرطة عشرات المتظاهرين. ورحب الزعيم الكازاخستاني في وقت سابق بـ “استعادة النظام الدستوري إلى حد كبير في جميع المناطق”، مضيفا أن عمليات قوات الأمن ستستمر “حتى التدمير الكامل للناشطين».
دائرة نفوذ
بالنسبة لفلاديمير بوتين، فإن هذا الإنقاذ لنظام حليف على حدوده سبق ان حدث. خلال الاحتجاجات الكبرى التي هزت بيلاروسيا طيلة عدة أشهر بين 2020 و2021، أظهر الزعيم الروسي دعمًا ثابتًا لنظيره ألكسندر لوكاشينكو، حيث بدا أنه خشبة انقاذه. وبعد بضعة أشهر، في سبتمبر الماضي، وقع الزعيمان اتفاقية لتعزيز التكامل الاقتصادي بين بلديهما. وكانت روسيا أيضًا هي الحَكَم بعد الحرب التي اندلعت بين أرمينيا وأذربيجان في خريف عام 2020 في ناغورنو كاراباخ، حيث نشرت الفي جندي حفظ سلام.
«بدور الشرطي هذا، يريد بوتين أن يظهر أن روسيا في قلب اللعبة، وأنها تظل الضامن لأمن دول الكتلة الشرقية السابقة، كما في أيام الاتحاد السوفياتي”، حليل كارول غريمو بوتر، مؤسسة مركز أبحاث روسيا وأوروبا الشرقية. “وهدفها الرئيسي هو إبقاء هذه الدول في دائرة نفوذها «.
لا غرابة في ان يصدر هذا عن الرجل الذي وصف، عام 2005، سقوط الاتحاد السوفياتي بأنه “أعظم كارثة جيوسياسية في القرن العشرين”، وقال مرة أخرى في ديسمبر الماضي، في فيلم وثائقي أذاعه التلفزيون الروسي، “لقد كان تفككًا لروسيا التاريخية تحت اسم الاتحاد السوفياتي”. علاوة على ذلك، “تخشى روسيا أن يؤدي تمرد في إحدى دول نفوذها إلى إسقاط نظام موال لها”، تشير كارول جريمو بوتر. لا تزال ذكرى إقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، الحليف القوي لبوتين، في أعقاب حركة احتجاجية عام 2014، حية في أوكرانيا.
«سيطلب الروس تنازلات»
«تمثل هذه الأزمة في كازاخستان خطرًا على بوتين، لأنها يمكن أن تشكل سريرًا لثورة ملونة جديدة الانتفاضات الشعبية في أوراسيا في العقد الأول من القرن الحالي، ملاحظة المحرر. في الواقع، لئن بدأت هذه الثورة ضد ارتفاع سعر الغاز، فقد سارع العديد من المتظاهرين إلى المطالبة بالتخلص من النظام الحاكم”، تُثري جاليا أكرمان، المؤرخة المتخصصة في روسيا وفضاء ما بعد الاتحاد السوفياتي.
المساعدة التي قدمها سيد الكرملين لنظيره الكازاخستاني بعيدة كل البعد عن الاحسان. كما يتضح من قائمة المطالب التي تم وضعها على تويتر، الأربعاء، من قبل رئيسة تحرير صحيفة روسيا اليوم (صوت السلطة)، مارجريتا سيمونيان، مقابل تدخل روسي. فقد أشارت إلى أنه “يجب علينا بالتأكيد المساعدة، ولكن علينا أيضًا وضع شروط معينة”، مطالبة، من بين أشياء أخرى، “بالاعتراف بشبه جزيرة القرم”، وبالروسية “كلغة رسمية ثانية”، أو “مطاردة المنظمات غير الحكومية المناهضة لروسيا».
«لئن سمح التدخل الروسي لتوكاييف بالاحتفاظ بسلطته، فمن الواضح أن الروس سيطلبون منه تنازلات. وقد يكون ذلك تكاملاً أكبر بين البلدين، أو على الأقل لفتات دبلوماسية”، تلخص جاليا أكرمان... بما يسمح لبوتين بتقديم بيادقه في البلاد.
-- بدور الشرطي هذا، يريد بوتين أن يظهر أن روسيا تظل الضـامن لأمن دول الكتلـة الشــرقية الســابقة
يظهر سيد الكرملين مرة أخرى على أنه قارب النجاة لزعيم من الكتلة السوفياتية السابقة... دور بعيد عن الأعمال الخيرية.
لم يكن الرئيس الكازاخستاني جاحد للجميل. “أشكر بشكل خاص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لقد استجاب بسرعة كبيرة، وخصوصا بطريقة ودية، لندائي”، صرّح الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف يوم الجمعة في خطاب متلفز.
قبل يوم، التحقت مجموعة من القوات الروسية ودول أخرى متحالفة مع موسكو بالجمهورية السوفياتية السابقة لدعم السلطة القائمة، بعد عدة أيام من أعمال شغب شعبية، قتلت خلالها الشرطة عشرات المتظاهرين. ورحب الزعيم الكازاخستاني في وقت سابق بـ “استعادة النظام الدستوري إلى حد كبير في جميع المناطق”، مضيفا أن عمليات قوات الأمن ستستمر “حتى التدمير الكامل للناشطين».
دائرة نفوذ
بالنسبة لفلاديمير بوتين، فإن هذا الإنقاذ لنظام حليف على حدوده سبق ان حدث. خلال الاحتجاجات الكبرى التي هزت بيلاروسيا طيلة عدة أشهر بين 2020 و2021، أظهر الزعيم الروسي دعمًا ثابتًا لنظيره ألكسندر لوكاشينكو، حيث بدا أنه خشبة انقاذه. وبعد بضعة أشهر، في سبتمبر الماضي، وقع الزعيمان اتفاقية لتعزيز التكامل الاقتصادي بين بلديهما. وكانت روسيا أيضًا هي الحَكَم بعد الحرب التي اندلعت بين أرمينيا وأذربيجان في خريف عام 2020 في ناغورنو كاراباخ، حيث نشرت الفي جندي حفظ سلام.
«بدور الشرطي هذا، يريد بوتين أن يظهر أن روسيا في قلب اللعبة، وأنها تظل الضامن لأمن دول الكتلة الشرقية السابقة، كما في أيام الاتحاد السوفياتي”، حليل كارول غريمو بوتر، مؤسسة مركز أبحاث روسيا وأوروبا الشرقية. “وهدفها الرئيسي هو إبقاء هذه الدول في دائرة نفوذها «.
لا غرابة في ان يصدر هذا عن الرجل الذي وصف، عام 2005، سقوط الاتحاد السوفياتي بأنه “أعظم كارثة جيوسياسية في القرن العشرين”، وقال مرة أخرى في ديسمبر الماضي، في فيلم وثائقي أذاعه التلفزيون الروسي، “لقد كان تفككًا لروسيا التاريخية تحت اسم الاتحاد السوفياتي”. علاوة على ذلك، “تخشى روسيا أن يؤدي تمرد في إحدى دول نفوذها إلى إسقاط نظام موال لها”، تشير كارول جريمو بوتر. لا تزال ذكرى إقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، الحليف القوي لبوتين، في أعقاب حركة احتجاجية عام 2014، حية في أوكرانيا.
«سيطلب الروس تنازلات»
«تمثل هذه الأزمة في كازاخستان خطرًا على بوتين، لأنها يمكن أن تشكل سريرًا لثورة ملونة جديدة الانتفاضات الشعبية في أوراسيا في العقد الأول من القرن الحالي، ملاحظة المحرر. في الواقع، لئن بدأت هذه الثورة ضد ارتفاع سعر الغاز، فقد سارع العديد من المتظاهرين إلى المطالبة بالتخلص من النظام الحاكم”، تُثري جاليا أكرمان، المؤرخة المتخصصة في روسيا وفضاء ما بعد الاتحاد السوفياتي.
المساعدة التي قدمها سيد الكرملين لنظيره الكازاخستاني بعيدة كل البعد عن الاحسان. كما يتضح من قائمة المطالب التي تم وضعها على تويتر، الأربعاء، من قبل رئيسة تحرير صحيفة روسيا اليوم (صوت السلطة)، مارجريتا سيمونيان، مقابل تدخل روسي. فقد أشارت إلى أنه “يجب علينا بالتأكيد المساعدة، ولكن علينا أيضًا وضع شروط معينة”، مطالبة، من بين أشياء أخرى، “بالاعتراف بشبه جزيرة القرم”، وبالروسية “كلغة رسمية ثانية”، أو “مطاردة المنظمات غير الحكومية المناهضة لروسيا».
«لئن سمح التدخل الروسي لتوكاييف بالاحتفاظ بسلطته، فمن الواضح أن الروس سيطلبون منه تنازلات. وقد يكون ذلك تكاملاً أكبر بين البلدين، أو على الأقل لفتات دبلوماسية”، تلخص جاليا أكرمان... بما يسمح لبوتين بتقديم بيادقه في البلاد.