بول سولير... «رجل ماكرون» في ليبيا

بول سولير... «رجل ماكرون» في ليبيا


اعتبرت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يسعى إلى تغيير استراتيجية بلاده في ليبيا، واعتماد سياسة أكثر واقعية، بعد عودة المبعوث الفرنسي إلى ليبيا بول سولير. وسبق لسولير أن عمل على الملف الليبي، ويُوصف بـ “رجل ماكرون” فيه، وهو معروف في دوائر الاستخبارات بلقب “بول سعيد”، وسبق أن سافر إلى ليبيا أثناء الانتفاضة على نظام معمر القذافي في 2011.

عودة قوية لباريس.. ووفقاً للمجلة، تحاول باريس العودة بقوة إلى المشهد الليبي، قبل أيام من الانتخابات الليبية المرتقبة في 24 ديسمبر (كانون الأول) الجاري. وتدقق باريس في تطور العملية الانتخابية، وجعلت هذه القضية الملتهبة أولوية، بإرسال مبعوثها إلى طرابلس سريعاً.
وأضافت المجلة “منذ مارس (آذار) الماضي، عاد سولير، الذي يُعتبر المتخصص الأول في القضية الليبية، إلى الواجهة لتوجيه هذه القضية الاستراتيجية عند فرنسا: أمن حوض البحر الأبيض المتوسط». من الناحية الدبلوماسية، سجّلت باريس مكاسب بتنظيم المؤتمر الدولي حول ليبيا، الذي أعده سولير في 12 نوفمب (تشرين الثاني) الماضي. وواجه “العقل المدبّر للسياسة الفرنسية في ليبيا” صعوبة في إجبار باريس على العودة إلى هذه القضية الجيوستراتيجية الحاسمة، خاصةً أن لاعبين أجنبيين يهيمنان بكل ثقلهما على رقعة الشطرنج الليبية، تركيا وروسيا.

دور أنقرة وموسكو.. ووفق المجلة، عززت أنقرة وموسكو بالفعل نفوذهما في البلاد بالانتشار الميداني للقوات العسكرية التركية، وعناصر من مرتزقة “فاغنر الروسية”، بينما يكافح الاتحاد الأوروبي للتحدث بصوت واحد، وفي الوقت الذي ضمنت فيه برلين اليد العليا في المفاوضات لإنهاء الأزمة، بات على باريس إقامة علاقات سلمية أكثر مع الحكومة الانتقالية الليبية.

مقابلات متعدّدة.. وأشارت المجلة إلى أنه “منذ انطلاق العملية الانتخابية، أجرى بول سولير مقابلات عديدة مع المرشحين الرئيسيين، عبد الحميد الدبيبة، وفتحي باشاغا، والمشير خليفة حفتر، وعارف علي النايض وغيرهم. كما شارك المبعوث الخاص في الاجتماع الأخير للجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 في تونس، لإعادة توحيد الجيش».
ونقلت المجلة عن مصدر دبلوماسي مقرب من الملف الليبي، أن “اللعبة لن تكون سهلة”، معتبراً أن “السيناريو الأفضل لباريس، هو أن يكون هناك محاور في الحكومة المقبلة، وأن تكون قادرة على ضمان رحيل القوات الأجنبية».

سياسة أكثر براغماتية.. من جهته، رأى الباحث في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود جلال الحرشاوي، أن باريس يُمكن أن تقبل الآن بقاء السلطة على المدى المتوسط بيد رئيس الوزراء في الحكومة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، المقرب من تركيا.
وقال الحرشاوي، في حديثه للمجلة: “في الآونة الأخيرة أصبحت السياسة الليبية لفرنسا أكثر براغماتية».