بين الحرب وتصاعد الاحتجاجات.. ما هي خيارات نتنياهو المقبلة؟

بين الحرب وتصاعد الاحتجاجات.. ما هي خيارات نتنياهو المقبلة؟


يترقب العالم أجمع حالياً موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اقتراح الهدنة، المقدم من مصر وقطر بدعم أمريكي، والذي وافقت عليه حركة حماس، وسط خلافات حادة في عمق الإدارة الإسرائيلية.
ويعيش نتنياهو حالة من انعدام التوازن، بعدما وجد نفسه في مهب الريح عقب موافقة حركة حماس على الصفقة، حيث بات واقفاً بين ناريْ الفوضى والاحتجاجات التي اشتعلت مجدداً في الشارع وبين الحرب الدائرة بلا هوادة في غزة. وفي حال موافقة نتنياهو على المقترح المقدم عربياً لوقف إطلاق النار، ستكون هذه أول هدنة توقف القتال منذ وقف لإطلاق النار استمر أسبوعاً في نوفمبر-تشرين الثاني، والذي أفرجت حماس خلاله عن نحو نصف الرهائن المحتجزين لديها.

ومنذ ذلك الحين تعثرت جميع الجهود الرامية إلى التوصل إلى هدنة جديدة إذ ترفض حماس إطلاق سراح المزيد من الرهائن من دون تعهد بوقف دائم للحرب، بينما تصر إسرائيل على مناقشة وقف مؤقت فقط أو ما بات يسمى «هدوءاً مستداماً».
وتقول إسرائيل إن عدداً كبيراً من مقاتلي حماس، وربما عشرات الرهائن، موجودون في رفح، لذا يصر الجيش على اقتحام المدينة الحدودية مع مصر، فعجل الجيش باقتحام الجزء الشرقي منها وسيطر على معبر رفح صباح يوم الثلاثاء.

وتساءلت القناة 12 الإسرائيلية في تقرير لها عن إمكانية نجاح إسرائيل وحماس في تخطي الفجوات وإبرام صفقة تقود لتحرير المحتجزين في غزة، لافتة إلى أنه طول يوم الاثنين كانت هناك «إشارات إيجابية» على مرونة وقبول من حماس للتنازل عن شرط وقف الحرب في المرحلة الأولى للصفقة. وقالت إنه وبشكل غير اعتيادي بعث مصدر سياسي رفيع برسالتين مفادهما أنه لن يكون هناك وقف للحرب وأن حماس هي من تعرقل الصفقة، في وقت أكد فيه نتنياهو إصراره على «قلب الطاولة» ورفض الصفقة لإنقاذ نفسه من ورطة حل الحكومة.

واستضافت القناة 14 الإسرائيلية رامي إغرا رئيس شعبة الأسرى والمخطوفين في «الموساد» والذي أكد أنه «كان واضحاً منذ بداية الحرب حتى الآن أنه لن تكون هناك صفقة بدون عودة سيادة حماس على غزة، وانسحاب الجيش، وبمعنى آخر استسلامنا وبالتالي خسارتنا للحرب وعدم عودة المختطفين».
وأضاف: «هذا الأمر كان واضحاً لنا، حتى في مفاوضات باريس، مفاوضات هنا وهناك طيلة الوقت ونعود لنفس المربع، وإذا سألت قبل أسبوع عن هذه الصفقة فمن الواضح أنها لن تكون، لأن إسرائيل لا تستطيع أن توافق على عودة حماس للسلطة في غزة».

واستدرك قائلاً: «لكن فعلياً ما الذي يحدث الآن؟ الآن حماس تسيطر على غزة، الدبابات الإسرائيلية في الجانب الآخر من الشارع وفي الجانب الآخر حماس توزع المساعدات على السكان، وحماس تمول السكان، وهي صاحبة السيادة في غزة».  وتابع: «أقنعنا أنفسنا بمعادلة تقول إن رفح تساوي المختطفين، وما علاقة رفح بالمختطفين؟ لا أعلم. فدخول رفح لن يؤدي للقضاء على حماس ولن يعيد المخطوفين»، على حد تعبيره.

يقول مراقبون إن نتنياهو أبدى إصراره على اقتحام رفح في كافة مراحل التفاوض، وأعلن صراحة عزمه اجتياح المدينة الحدودية مع مصر بغض النظر عن التوصل إلى هدنة من عدمه، وهو ما دفع نتنياهو للتفاوض من باب «الخداع السياسي» فقط.
وأكدوا أن تلك الحيل المكشوفة تعتبر طوق نجاة مؤقت لنتناهو الذي يعمل لمصلحته الشخصية رغبة منه في ترسيخ بقائه في الحكم بدعم اليمين المتطرف وإرضاء أبرز قطبين فيه الوزيرين بن غفير وسموتريتش.
ويشير محللون في تفسيرهم لما يحدث في رفح، إلى أن الجيش الإسرائيلي حاول خلال الأيام الماضية تهدئة الميدان لضمان إخماد الحراك الدولي ضد إسرائيل، وإطالة أمد الحرب النفسية، مؤكدين أن الرهان على ذلك كان خاسراً.
من جهته، قال وائل أبوعمر مدير معبر رفح، في تدوينة عبر منصة «إكس» بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي للمدينة والسيطرة على المعبر، إن «كل المنطقة الشرقية لرفح مسرح عمليات منذ أمس والقصف فيها لم يتوقف للحظة».

وأضاف أن «المعابر تقع ضمن إطار المنطقة الشرقية لرفح وخرجت عن الخدمة منذ عصر الأمس ولا يوجد طواقم عمل نظراً للاستهدافات المباشرة لكل المنطقة».
من جهته، رأى الكاتب المحلل السياسي الفلسطيني ياسين عزالدين أن «حماس ورطت نتنياهو بموافقتها على الصفقة ولهذا حرصت على الإعلان عن الموافقة بشكل واضح فهي مدركة لما يعنيه ذلك».
وأضاف: «المظاهرات اشتعلت الليلة في شوارع تل أبيب وهناك إدراك لدى أهالي الأسرى ومؤيديهم أن حكومة نتنياهو لن توافق على الصفقة»، على حد قوله.

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot