رئيس الدولة يتلقى دعوة للمشاركة في القمة الخليجية التي تستضيفها البحرين
ترامب-ممداني..هل هي بداية صداقة سياسية ؟
تناولت صحيفة “نيويورك بوست” في افتتاحيتها اللقاء المفاجئ بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس بلدية نيويورك المنتخب زهران ممداني. وقالت إن اللقاء، الذي توقّع كثيرون أن يشبه “مباراة مصارعة سياسية”، تحول إلى “جلسة ودّية كاملة” كشفت رغبة الطرفين في التعاون لما فيه مصلحة نيويورك.
وأوضحت الافتتاحية أن التقارب غير المتوقع قد يكون بداية “صداقة جميلة”، وربما نقطة تحول مهمة في مستقبل المدينة التي تمرّ بمرحلة مفصلية. وقالت الافتتاحية إن الرئيس ترامب افتتح اللقاء برسالة دعم واضحة، قائلاً: “أتوقع أن أساعده، لا أن أؤذيه سأكون عوناً كبيراً لأني أريد لمدينة نيويورك أن تكون عظيمة”. وأضافت الافتتاحية أن ممداني ردّ التحية بمثلها، مشدداً على الغاية المشتركة في خدمة سكان نيويورك.
وتابعت الافتتاحية أن الطرفين تجنبا الخلافات، وركزا على القضايا التي يتفقان عليها، سلامة الشوارع، وتخفيض الإيجارات، وزيادة الإسكان، رغم أن ترامب اعترف بأنهما قد يختلفان على كيفية تحقيق تلك الأهداف.
ترامب يضع الكرة في ملعب ممداني
وأوضحت الافتتاحية أن الرئيس ترامب ختم اللقاء برسالة حاسمة لممداني: “لديك فرصة لتفعل شيئاً عظيماً لنيويورك”. وأضافت الافتتاحية أن ترامب ذكّر رئيس البلدية المنتخب بأن المدينة تمر بمنعطف حاسم، وقال: “يمكن أن تسير الأمور بشكل رائع… أو في اتجاه آخر تماماً”.
وقالت الافتتاحية إن أول خطوات ممداني تشير إلى اتجاه نحو الوسط السياسي بدل اليسار الراديكالي الذي اشتهر به خلال حملته.
وأوضحت أن إقناعه مفوضة الشرطة جيسيكا تيش بالبقاء في منصبها خطوة تُظهر أنه يريد الحفاظ على استقرار المدينة الأمني، وليس الدخول في مواجهة مع المؤسسات.
وأضافت الافتتاحية أن ترامب محقّ في الاحتفاظ بنيران انتقاداته، وبالطبع الحرس الوطني،
إلى حين وجود سبب فعلي، بينما يجب على ممداني التركيز على الوفاء بوعود خفض كلفة المعيشة وتحسين القدرة على الإسكان.
لا أحد يريد القتال
وقالت الافتتاحية إن الرغبة في رؤية مواجهة حادة بين ترامب وممداني لا تصدر إلا من الذين لا يضعون مصلحة المدينة في المقام الأول. وأكدت أن سكان نيويورك، الذين يواجهون تحديات اقتصادية وأمنية، في حاجة إلى رؤية تعاون بين القيادة الفيدرالية والبلدية، وليس صداماً سياسياً يزيد المشاكل سوءاً. وتابعت أن “نيويورك بوست” ستكون سعيدة جداً إذا تمكن الطرفان من الحفاظ على هذا الجو الإيجابي والبحث عن طرق شريفة لمواصلة التنسيق.
ماذا يعني هذا التحول؟
وأوضحت الافتتاحية أن العلاقة بين البيت الأبيض وبلدية نيويورك كانت طيلة عقود شديدة التوتر، لكن المشهد الجديد بين ترامب وممداني قد يشير إلى مرحلة تعاون نادرة. وأضافت أن هذا التعاون، إن استمر، قد ينعكس في تحسين الأمن العام، وتسريع بناء الوحدات السكنية، وتخفيف الضغط الضريبي على السكان، واستعادة الحيوية الاقتصادية لمدينة منهكة بعد الجائحة، ومعالجة أزمة المشردين، وتدهور البنية التحتية. وترى الافتتاحية أن التقارب الشخصي بين الرجلين قد يكون المفتاح لتحريك ملفات متوقفة منذ سنوات.
تعاون قد يصنع الفارق
واختتم الافتتاحية بالتأكيد أن مدينة نيويورك، التي تقف عند مفترق طرق، تحتاج إلى التفاهم لا التصادم.
وتقول الافتتاحية إن لقاء ترامب وممداني منح المدينة بصيص أمل، وأن استمرار أجواء الود السياسي قد يغيّر مستقبل نيويورك نحو الأفضل.
فمن يريد لهذه المدينة أن تنهض، يجب أن يرحب بالتقارب لا الفجوة، وبالعمل المشترك لا الخصومة العبثية.