بعد التشاور مع رئيس الدولة واعتماده.. محمد بن راشد يعلن تغييرات في حكومة الإمارات
تحدد العناصر الرئيسية لازدهار العلاقات بينهما
تريندز يصدر دراسة تحت عنوان: «تحول روسيا نحو آسيا: بروز قوة ثالثة وسط التنافس الصيني الأمريكي»
أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة جديدة باللغة الإنجليزية تحت عنوان: “تحول روسيا نحو آسيا: بروز قوة ثالثة وسط التنافس الصيني الأمريكي” التي أعدها البروفيسور ريتشارد جواد حيدريان، مستشار أكاديمي وسياسي في آسيا.
لقد حددت الدراسة العناصر الرئيسية التي تقود العلاقات الاستراتيجية المزدهرة بين روسيا ورابطة دول جنوب شرق آسيا، وقالت إن من أبرز هذه العناصر، جاذبية نموذج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للديمقراطية السيادية، حيث يحافظ الرجل القوي ذو الشخصية الجذابة على الاستقلال الوطني ضد التهديدات الخارجية.
كما أشارت الدراسة في معرض تحليلها للفكرة الرئيسية للورقة البحثية التي أعدها البروفيسور ريتشارد إلى أن روسيا بوتين أيضاً تمثل شكلاً مثالياً من أشكال الحكم فيما يتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية بالنسبة للنخبة السياسية غير الليبرالية في جنوب شرق آسيا في مواجهة التدخل الغربي بالإضافة إلى موقف الصين المتعجرف.
وذكرت الدراسة أن من العناصر الرئيسية التي تقود العلاقات الاستراتيجية المزدهرة بين روسيا ورابطة دول جنوب شرق آسيا هو نظر هذه الدول إلى روسيا باعتبارها شريكاً رئيسياً لتحديث قواتها المسلحة وسط التوترات الجيوسياسية المتزايدة في المنطقة، مبينة في هذا الصدد أن مُجمع موسكو الصناعي العسكري العالمي، ونهج روسيا الخالي من القيود فيما يتعلق بصادرات الأسلحة جعلها المورد الرئيسي للمعدات العسكرية في الآسيان.
وقالت الدراسة أنه بين عامي 2010 و2015، ضاعفت روسيا مبيعاتها من الأسلحة لدول الأسيان إلى درجة أنها شكلت 15% من إجمالي مبيعات الأسلحة في البلاد في عام 2015. كما أنه ما بين عامي 1999 و2018، كانت روسيا أكبر مصدر للأسلحة إلى جنوب شرق آسيا، متجاوزة كل من الولايات المتحدة والصين ومثلت 26% من إجمالي الأسلحة التي استوردتها دول الآسيان.
وأوضحت الدراسة أنه، تاريخياً، كان أكبر عميل إقليمي لروسيا هو فيتنام، وهي حليف سابق، سهل وصول روسيا إلى خليج “كام رانه” الثمين في السنوات الأخيرة. كما أن دولاً أخرى في جنوب شرق آسيا، من ماليزيا إلى إندونيسيا، بدأت أيضاً في زيادة مشترياتها من المعدات العسكرية الروسية المتقدمة، وخاصة الطائرات المقاتلة، وسط التوترات البحرية المتزايدة في بحر الصين الجنوبي.
وذكرت الدراسة أنه، بصرف النظر عن الصادرات الدفاعية، فقد أصبحت شركات الطاقة الروسية أيضاً شريكاً مهماً بشكل متزايد لأنشطة التنقيب عن الهيدروكربونات البحرية عبر بحر الصين الجنوبي، وبحر شمال ناتونا في السنوات الأخيرة.
وقالت إنه على عكس استثمارات الطاقة الغربية في المنطقة، فإن العلاقات الدافئة بين موسكو وبكين تعني أن نشاط التنقيب الروسي في المناطق البحرية المتنازع عليها لم يُقابل، حتى الآن، بأي توبيخ دبلوماسي من الصين ولا مضايقات مستمرة من قبل الميليشيات الصينية، مشيرة إلى أنه يمكن بالطبع أن تتغير الأمور على أرض الواقع، ولكن حتى الآن قامت فيتنام، وإندونيسيا، والفلبين بالتودد بنشاط إلى استثمارات الطاقة الروسية في مناطقها الاقتصادية الخالصة.
وبينت الدراسة أن روسيا تمكنت أيضاً من تحقيق خطوات كبيرة من “القوة الناعمة” خلال جائحة كوفيد-19، وذلك بفضل تطويرها المبكر للقاح Sputnik V ، مشيرة إلى أنه على مدار العام الماضي، عززت روسيا دبلوماسيتها بشأن اللقاحات من خلال عرض الإنتاج المشترك وبيع كميات كبيرة من لقاحات كوفيد-19، والتي تعتبر آمنة وموثوقة من قبل العديد من دول جنوب شرق آسيا، وخاصة فيتنام التي تجنبت الصين إلى حد كبير.
الدراسة ذكرت أن الفجوة الكبيرة في العلاقات بين روسيا ورابطة دول جنوب شرق آسيا تكمن في مجال التجارة والاستثمارات جزئياً بسبب العقوبات الغربية، حيث بلغت تجارة روسيا مع دول جنوب شرق آسيا 18.2 مليار دولار فقط في عام 2019، وهو إجمالي ضئيل يبعث على الشفقة مقارنةً بالصين (644 مليار دولار أمريكي) أو الولايات المتحدة (292.4 مليار دولار).
وأوضحت الدراسة أنه في الوقت نفسه، تعمل العقوبات الغربية كذلك على تعقيد الصفقات الدفاعية واسعة النطاق مع دول جنوب شرق آسيا، وخاصة حلفاء الولايات المتحدة مثل الفلبين. كما أثارت العلاقات الدافئة بين روسيا والمجلس العسكري المعزول بشكل متزايد في ميانمار دهشة اللاعبين الإقليميين.
وخلصت الدراسة إلى أنه للظهور كقوة رئيسية ثالثة في المنطقة، سيتعين على روسيا تبني علاقة شاملة مع دول الآسيان، والتي تتجاوز صادرات الأسلحة، والاستثمار في الطاقة، والتعاون المرتبط بالوباء. كما يتعين على كلا الجانبين بحث اتفاقيات تجارية واستثمارية من أجل الارتقاء بعلاقتهما الاستراتيجية.