نافذة مشرعة

تعداد ومواجهات سياسية...!

تعداد ومواجهات سياسية...!


    في هذه الأيام، هناك العديد من المنشورات التي تقدم وتحلل البيانات من أحدث تعداد سكاني في الولايات المتحدة.
   ربما قرأتم ذلك في مكان آخر، ولكن من بين البيانات التي يتم عرضها غالبًا، هذا الانخفاض في السكان البيض. هذا الاتجاه موجود منذ فترة، غير ان الانخفاض بنسبة 8 فاصل 6 بالمائة يشير إلى تسارع هذه الظاهرة.
   وهكذا، نجد 57 فاصل 8 بالمائة من البيض (أقل من 60 بالمائة للمرة الأولى)، و18 فاصل 7 بالمائة من المتحدثين بالإسبانية، و12 فاصل 4 بالمائة من السود، و6 بالمائة من الآسيويين. وكلما مر الوقت، زاد تنوع السكان الأمريكيين.
   هذا التنوّع مثير للاهتمام في حد ذاته ويستحق مقالا منفصلا. بالإضافة إلى ذلك، ليس السكان البيض فقط في حالة انخفاض، ولكن المزيد من الأمريكيين يزعمون أن أصولهم مختلطة، ويقولون إنهم ينتمون إلى أكثر من أقلية.

   في النهاية، الولايات المتحدة بلد مهاجرين منذ البداية، لكن بما أنني عادة ما أركز على تغطية القضايا السياسية، فإن هذا الإحصاء لا يخلو من عواقب على استراتيجيات الديمقراطيين والجمهوريين.   بالنظر إلى الخريطة، يمكن للمرء أن يستنتج أنه بعد الانتصارات في أريزونا وجورجيا في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، فإن للديمقراطيين كل الأسباب ليكونوا سعداء، ليس فقط لان النمو السكاني أكثر وضوحًا بين المجموعات التي عموما أكثر تأييدا للأجندة الديمقراطية، ولكن لان نمو هذه المجموعات أكبر في جنوب البلاد.   هل تتخيلون وضع حزب جو بايدن إذا كان، إلى جانب هيمنته في الولايات ذات الكثافة السكانية في الساحل الشرقي أو الساحل الغربي، بإمكانه إضافة تكساس إلى قائمته؟ لئن قرأوا التعداد بابتسامة متكلفة، فان الديموقراطيين لن ينخدعوا... لن يكون الأمر بهذه السهولة.

   على المستوى السياسي البحت، أستخلص استنتاجًا رئيسيًا واحدًا من هذا الإحصاء: الحرب التي يخوضها الحزبان لإعادة تحديد قواعد المشاركة في الانتخابات، وتلك التي تهدف إلى إعادة التوزيع الحزبي للدوائر الانتخابية، ستكتسبان زخمًا ويجب توقّع الأسوأ.
   يضع التعداد الأساس للتمثيل الانتخابي. ومن الواضح أن الجمهوريين هم الأكثر خسارة هذه الأيام. وبما أنهم بطيؤون في تكييف خطابهم مع واقع الأقليات، أو يرفضون القيام بذلك (رغم بعض النجاحات مع المتحدثين باللغة الإسبانية)، فإنهم سيضمنون إعادة توزيع تسمح لهم بتقليل نطاق تصويت هؤلاء من خلال دمجهم في دوائر اين يشكّل البيض، الأكثر محافظة، وفي المناطق الريفية، الأغلبية.   لا يوجد شيء بسيط في النظام الأمريكي، حيث اللعب الحزبي يغيّر دائما قوانين اللعبة. نادرا ما تمثل نتائج الانتخابات النمو الملحوظ للأقليات ومصالحهم. وهذا الواقع المحزن يخاطر بتأجيج العديد من الاحتكاكات أو الصدامات المحتملة التي نتمنى ان تكون افتراضية فقط.

   لقد رأيتم في رئاسة ترامب، كيف تم تحرير الكلمة المتطرفة التي كانت كامنة منذ فترة طويلة، لكنها نادراً ما تجرأت على الظهور علناً. ولم يعد هؤلاء المتطرفون يكتفون بطقوس صغيرة حقيرة بعيدة عن الأنظار، بل تجرأوا على مهاجمة مبنى الكابيتول في 6 يناير، ووعدوا بالعودة.
   من ناحية أخرى، كيف سيكون رد فعل جميع ممثلي الأقليات، هؤلاء الذين يشعرون أن مطالبهم غرقت في إعادة التوزيع السياسي للدوائر الانتخابية؟ منذ فترة، أشعر بالقلق من تقادم العديد من جوانب النظام الأمريكي.
   إذا كان من الواضح أنه يجب الاستماع إلى المناطق الريفية، وأن سكانها يشعرون بالإهمال في كثير من الأحيان، فإن التوزيع الحالي يمنحهم وزناً أكبر بكثير من المناطق التي توجد بها أقليات. من الصعب تخيّل حل قصير المدى في مثل هذا العالم السياسي المستقطب، ولكن في الأثناء، ينتشر السخط.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot