تقرير أمريكي: لبنان... لا أوكرانيا أو تايوان مشكلة واشنطن المقبلة

تقرير أمريكي: لبنان... لا أوكرانيا أو تايوان مشكلة واشنطن المقبلة


قالت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، إن الأزمة التي يمكن أن تواجهها الولايات المتحدة في العام المقبل، قد لا تكون في تايوان، أو أوكرانيا، بل في لبنان، إذا اندلعت حرب ثالثة بين حزب الله الموالي لإيران وإسرائيل.
وفي تقرير بعنوان “أزمة أمريكا المقبلة قد تكون لبنان وليس تايوان أو أوكرانيا”، سأل إريك مانديل مدير شبكة الشرق الأوسط للمعلومات السياسية: “هل سيشهد 2022 اندلاع حرب لبنان الثالثة، فتُشعل المنطقة وتعيد أمريكا إلى الشرق الأوسط؟».

واعتبر أن الإجابة على هذه التساؤلات تبدو ملحة للغاية وفق العديد من المحللين في واشنطن، لأن المصالح الأمريكية لم تختف في المنطقة، كما أن احتمال تأثير مشاكل المنطقة على أمريكا، إذا تُركت دون علاج، مرتفع كما كان منذ زمن بعيد، وقد تجد واشنطن نفسها في ظروف أسوأ بتكاليف أعلى في المستقبل إذا سارعت بالخروج الآن من المنطقة.
وأشار الكاتب، الذي يُطلع بانتظام أعضاء الكونغرس ومساعديهم في السياسة الخارجية، إلى أن “أكثر السيناريوهات ترجيحاً هو ضرب إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية، وإطلاق حزب الله 150 ألف صاروخ على اسرائيل».

وشدد على أن “هذا العدد من الصواريخ يمكن أن يهيمن على جميع أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، ما قد يدفع تل أبيب لشن هجوم بري على لبنان».
وأضاف أن “السيناريو الثاني المرجح، أن يتجاوز حزب الله الخط الأحمر الإسرائيلي بإنتاج صواريخ دقيقة التوجيه يُمكن أن تدمر جميع أنحاء إسرائيل”، معتبراً أن “ذلك يمكن أن يدفع إسرائيل إلى توجيه ضربات استباقية في جميع أنحاء لبنان، ما يشعل حرباً إقليمية شاملة في المنطقة».
وأكد مانديل أنه لهذا السبب لا يمكن لأمريكا أن تغض النظر عن لبنان.

وذكر الكاتب، أن إسرائيل “تدرك أن الوقت ليس في صالحها، وأنه إذا اندلعت حرب، فإن المجتمع الدولي سيُجبرها على قبول وقف إطلاق النار قبل الأوان، بسبب الخسائر في صفوف المدنيين، ما قد يجبر تل أبيب على إرسال قوات برية إلى لبنان». واعتبر أن هذا السيناريو سيحدث عاجلاً وليس آجلاً. ونقل عن مراسل صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عاموس هرئيل، قوله: “يبدو أن حزب الله على وشك إنتاج معدات دقيقة لصواريخه في لبنان».
و اعتبر هذا التطور خطاً أحمر، لكنّه، في الوقت نفسه تساءل، إذا كان يجب مهاجمة مواقع التصنيع مع مع خطر الحرب؟.

ورأى أن “حزب الله قد لا يرغب في الدمار، إذا نفذت إسرائيل هجوماً على إيران، إلا أن أي حملة إسرائيلية جوية على لبنان لتدمير ترسانة الحزب الصاروخية، ستجبره على الرد، وقد يشمل ردّه إطلاق صواريخ وهجمات عبر أنفاق حدودية لم تحددها إسرائيل من قبل».
وأضاف أن “حزب الله لا يريد أن يبدو ضعيفاً إذا لم يرد، كما يمكنه استخدام الهجوم الإسرائيلي لادعاء أنه المدافع الحقيقي عن السيادة اللبنانية، في ظل جيش لبناني عاجز».

واعتبر أن ما يجعل الحرب المحتملة المقبلة أكثر خطورة، أنها ستكون على الأرجح شاملة في الشمال، لا حرباً إسرائيلية لبنانية فقط، مضيفة أن سوريا جزء من الجبهة الشمالية الإيرانية، مع وجود الحرس الثوري، والميليشيات التي تسيطر عليها إيران وحزب الله على أراضيها، وستفعل كل هذه الجبهات إذا قصفت إسرائيل لبنان، بما في ذلك الميليشيات العراقية الخاضعة للسيطرة الإيرانية في غرب العراق.
وأضاف أن هذه التداعيات قد تسمح حتى لتركيا بالاستفادة من تركيز العالم على القتال في الجنوب، للتحرّك ضد الأكراد المتحالفين مع أمريكا، في شمال سوريا.

وإذا فشل حزب الله اللبناني في إلحاق أضرار كبرى بإسرائيل، يُمكن لإيران أن تتحوّل إلى مواجهة بحرية، بمهاجمة منشآت الغاز الطبيعي الإسرائيلية في البحر المتوسط. ومن شأن ذلك أن يؤثر على مصالح مصر، وقبرص، واليونان، والأردن، وجميعها تستفيد من إنتاج إسرائيل للطاقة.

وقال إن “هذا السيناريو هو آخر ما تريده أمريكا، لأنها تتجه نحو الشرق الأقصى لمواجهة الصين، وتأمل أن توافق إيران على العودة إلى شكل من أشكال الاتفاق النووي». وأضاف “قد يكون العام المقبل، العام الذي سيعيد تشكيل شرق البحر الأبيض المتوسط، وقد يجبر 2022 الولايات المتحدة على العودة إلى المنطقة».

واعتبر أن القوات الأمريكية على الحدود السورية العراقية، التي تلعب دورا مهماً في إعاقة إمداد إيران سوريا ولبنان بالأسلحة وتنسيقها مع الحلفاء الأكراد، ستوضع في موقف أكثر صعوبة».
وإذ رجح أن يأتي وقت تشعر فيه إسرائيل بأنها مضطرة للتحرك ضد حزب الله، وقد يكون ذلك قريباً، يختم مانديل بأن واشنطن ستحتاج إلى موازنة المصالح الأمريكية لتقريرإذا كانت تريد مساعدة إسرائيل على النجاح في مهمتها بسرعة».