تستكشف مستقبل المحيطات وإزالة الكربون والذكاء الاصطناعي

جامعة السوربون أبوظبي ومركز آسيا والمحيط الهادي للقانون البيئي بجامعة سنغافورة الوطنية يستضيفان ندوة دولية حول مستقبل الشحن وإدارة المحيطات المستدامة

جامعة السوربون أبوظبي ومركز آسيا والمحيط الهادي للقانون البيئي بجامعة سنغافورة الوطنية يستضيفان ندوة دولية حول مستقبل الشحن وإدارة المحيطات المستدامة


كشفت جامعة السوربون أبوظبي عن استضافة ندوة دولية يوم الثلاثاء 14 أكتوبر في حرم الجامعة بجزيرة الريم، بالتعاون مع مركز آسيا والمحيط الهادي للقانون البيئي بجامعة سنغافورة الوطنية.
وتُعقد هذه الندوة تحت عنوان "مستقبل المحيطات: تسريع وتيرة إزالة الكربون وتعزيز الابتكار في قطاع الشحن وحماية التنوع البيولوجي البحري من خلال القانون والسياسات والذكاء الاصطناعي"، بالتعاون مع سفارة سويسرا في دولة الإمارات ومملكة البحرين ومبادرة "محيطات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" التابعة لمؤسسة جومبوك. 
وتأتي هذه الفعالية في إطار عام المحيط الذي أطلقته جامعة السوربون أبوظبي، لتؤكد التزام الجامعة الراسخ بتعزيز البحث العلمي المتخصص في علوم البحار، عبر معهد المحيطات التابع لها، والذي جرى افتتاحه خلال مؤتمر الأطراف كوب 28. وتجمع الفعالية نخبة من الخبراء الدوليين لمناقشة دور السياسات والقوانين والابتكارات في ضمان مستقبل أكثر استدامة لمحيطات العالم.
يُنقَل أكثر من 80% من حجم التجارة العالمية عبر الشحن، ويساهم بحوالي 3% من انبعاثات غازات الدفيئة على مستوى العالم، وفقاً للمنتدى البحري العالمي. وفي الوقت نفسه، تفرض الأنشطة البحرية عبئاً متزايداً على التنوع البيولوجي، بدءاً من التلوث السمعي وتشويه المواطن الطبيعية، ووصولاً إلى انتشار الأنواع الغازية. وفي ضوء ذلك، تركّز الندوة على ثلاثة محاور مترابطة، وهي التحوّل نحو تقليل الانبعاثات الكربونية من قطاع الشحن، وحماية التنوع البيولوجي البحري، وتوظيف الذكاء الاصطناعي والروبوتات والحلول المناخية القائمة على الطبيعة لتعزيز حوكمة المحيطات.
ويتضمن البرنامج كلمات رئيسية تلقيها نخبة من القادة في مجال الاستدامة، وجلسات حوارية تستعرض الاستراتيجية المحدَّثة للمنظمة البحرية الدولية بشأن خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، والتدابير القانونية والسياسات الرامية إلى معالجة الآثار البيئية لعمليات الشحن، ودور التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، في حماية التنوع البيولوجي البحري. وتتطرق الجلسات أيضاً إلى آليات رصد التنوع البيولوجي في دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك توظيف التقنيات ذاتية التشغيل في مجال الحماية والبحث العلمي. ويُختتم البرنامج بعرض مباشر لمنصة بلو إيه آي (Blue AI)، وهي منصة مبتكرة للمواطنين تهدف إلى مواجهة تحدي التلوث البلاستيكي في البيئات البحرية بالخليج.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت البروفيسورة ناتالي مارسيال-بْراز، مديرة جامعة السوربون أبوظبي: "تأتي هذه الندوة في إطار مبادرة عام المحيط التي أطلقناها، وتعكس التزامنا بتسخير المعارف والسياسات والابتكار لمواجهة التحديات الملحة التي تواجه بحارنا. ونسعى من خلال حشد مختلف الجهات إلى تعزيز الحوار وتقديم توصيات عملية قائمة على المعرفة العلمية، بما يسهم في إحداث تأثير في السياسات وتحفيز العمل الجماعي على الصعيدين الإقليمي والدولي". وبدورها، قالت الدكتورة جولين لين، الأستاذة المساعدة في كلية القانون بجامعة سنغافورة الوطنية ومديرة مركز آسيا والمحيط الهادي للقانون البيئي: "يواصل التعاون القائم بين مركز آسيا والمحيط الهادي للقانون البيئي وجامعة السوربون أبوظبي التطور والنمو عاماً بعد عام، ما يعكس التزامهما المشترك بالحفاظ على بيئة بحرية مستدامة. ونبذل جهوداً دؤوبة لتحقيق فوائد إقليمية تربط جنوب شرق آسيا بأوروبا والشرق الأوسط، بما يعزز أواصر التعاون عبر المحيطات". 
ومن جانبها، قالت تاتيانا أنتونيلي أبيلا، مؤسسة ومديرة شركة جومبوك ورئيسة مبادرة محيطات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "إن إزالة الكربون في القطاع البحري ليست هدفاً بحد ذاتها، بل وسيلة للحفاظ على سلامة المحيطات”.  وفي إطار دور جومبوك شريكاً إقليمياً للمشاركة والتنفيذ في مهمة الإنجاز البحري ضمن فريق عمل رواد العمل المناخي رفيعي المستوى بالأمم المتحدة، تؤكد مبادرة محيطات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على أهمية التعاون بين مختلف القطاعات، ومشاركة جميع الجهات المعنية، بهدف دمج حماية التنوع البيولوجي والأنظمة البيئية في خطط التحوّل البحري، بما يحقق فوائد مستدامة للمناخ والطبيعة والمجتمعات.
ومن المتوقع أن تُثمر الندوة عن عدة نتائج هامة، أبرزها نشر ملخص للسياسات يغطي ثلاثة محاور رئيسية تم التطرق إليها خلال الفعالية، وإصدار مقالة أكاديمية بعد مراجعتها من النظراء، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات بحثية مستقبلية، وتعزيز التعاون بين الباحثين القانونيين، وصنّاع السياسات في دولة الإمارات، وقادة القطاع.