تعديل يثير الدهشة
حول جونسون، «فريق أحلام» يوحي بنهاية عهد...!
-- التعيينات الجديدة فاجأت ولم تطمئن... ويبدو أنه واجه مشكلة في الانتدابات
-- فاز تعيين جاكوب ريس موغ في منصب «وزير البريكسيت» بجائزة التناقض السياسي
في خضم أزمة “بارتيجيت”، أجرى رئيس الوزراء البريطاني بعض التغييرات على داوننغ ستريت تثير الدهشة في بعض الأحيان.
تفوح في بريطانيا مثل رائحة نهاية حكم. ومع ذلك، على عكس إليزابيث الثانية، التي خدمت بلادها ببسالة لأكثر من 70 عامًا على العرش، وتستعد لتسليم المشعل إلى الأمير تشارلز، يتعرض بوريس جونسون لنيران النقاد: يبدو أنه استنفد حلول الخروج براس مرفوعة من سلسلة الفضائح والأكاذيب المحرجة. لا أحد يشك في أن أيامه في داوننغ ستريت باتت معدودة حتى من داخل عائلته السياسية.
وإذا كان يكافح من أجل البقاء في السلطة، معلنًا أنه “حتى فرقة بانزر لا يمكنها طرده من داوننغ ستريت”، فإن تعديله الوزاري يشبه أكثر، غروب سيجمارينجين.
بعد رحيل خمسة من أقرب مساعديه عن داوننغ ستريت الأسبوع الماضي، منهم مستشارته السياسية المخلصة منيرة ميرزا ، إلى جانبه منذ 14 عامًا ولم يتوقع أحد استقالتها، كان على بوريس جونسون أن يقرر انتداب فرقه وتعديلها.
أضعف من أن يهاجم أي شخص، كان مجبرا على تحريك بيادقه كما على رقعة شطرنج، وإعادة توزيع ما بقي له من موالين. ومن الواضح أن هذه التعيينات الجديدة فاجأت ولم تطمئن، ويبدو أنه واجه مشكلة في التجنيد والانتداب.
مدير اتصاله الجديد، الويلزي، جوتو هاري، صرّح لموقع إخباري ويلزي فور وصوله، أن بوريس جونسون استقبله في داوننغ ستريت وهمهم كلمات أغنية غلوريا جاينور “سأبقى على قيد الحياة”،
وأنهما “ضحكا معًا”، وأن رئيس الوزراء “ليس مجرد مهرج».
لتولي منصب مدير الاتصال بعد أسابيع من الفضائح، كان يفترض أن يكون أفضل حالًا، أو على الأقل أكثر تحفظًا ورصانة. وكان رد فعل رئيسة الوزراء الأسكتلندية نيكولا ستورجون سريعًا: “بينما هذا العدد الغفير من الناس بصدد التعافي من صدمة الوباء أو يشعرون بالقلق من ارتفاع الأسعار ... يضحك بوريس جونسون ورفاقه... هذا ليس مضحكًا، بل إنه مهين.»
«فعل يأس»
رئيس مكتب بوريس جونسون الجديد ليس سوى النائب والوزير ستيف باركليز، وزير البريكست السابق في عهد تيريزا ماي. تعيين غير عادي لأن مدير الديوان عادة ما يكون موظفًا حكوميًا كبيرًا.
وهذا ما دفع رؤساء المكاتب السابقين، مثل جوناثان باول، إلى القول: “نائب ورئيس ديوان؟ هذه الاخيرة وظيفة بدوام كامل. هل سيقدم تقاريره إلى رئيس الوزراء أو أمام البرلمان؟ يبدو لي أن هذا التعيين بمثابة عمل يائس».
في الحكومة، لئن حافظ أصحاب الوزن الثقيل، مثل ريشي سوناك، وزير الاقتصاد، الذي يزداد توتر العلاقة معه؛ وبريتي باتيل، وزيرة الداخلية؛ وساجد جافيد وزير الصحة، وليز تروس، وزيرة الخارجية، بمناصبهم، فان آخرين غيروا حقائبهم الوزارية.
تعيين جاكوب ريس موغ في منصب “وزير البريكسيت والفرص وفعالية الحكومة”، قد فاز بجائزة التناقض السياسي. طالب سابق في إيتون وأكسفورد، وعمل في مجال المالية قبل أن يصبح نائبًا في البرلمان عام 2010، يبدو أنه خرج مباشرة من قصة ديكنز القصيرة مع انه ولد عام 1969.
طويل جدًا، ونحيف جدًا، حيث يفرض عليه طوله، مترًا وتسعون، الوقوف منحنيًا قليلاً.
وعندما يتحدث، يقضي وقته في تعديل نظارته على أنفه بالمليمتر، يرتدي بدلات تويد من ثلاث قطع منذ سن العاشرة، ولا تزال المربية التي ربته في خدمته وتتحدث لغة لا تفهمها سوى الملكة.
هذا الإنجليزي الكاثوليكي الذي أطلق على طفله السادس سيكستوس، ليس له مثيل في إطلاق السهام الحادة على خصومه السياسيين، ولكن دائمًا بكياسة شديدة لها موهبة إثارة غضب محاوريه أكثر.
عندما سحب زعيم حزب المحافظين الإسكتلندي دوجلاس روس مؤخرًا دعمه لبوريس جونسون، وصفه بأنه “وزن الريشة”، ولوح بيده مجسّما عدم أهميته. مناهض للإجهاض والزواج للجميع، كما هو مناهض لفرنسا كما يجب... عن قناعة عميقة أو عن تصنّع، يصعب القول.
في أكتوبر الماضي، تعليقًا على رد فعل الحكومة الفرنسية الغاضب على صفقة الغواصات الأسترالية، غرد: “الفرنسيون دائمًا في حالة مزاجية سيئة في أكتوبر، لا شك ان الذكرى السنوية لترافلغار وأجينكورت تزعجهم».
مراقب دقيق للحياة السياسية البريطانية، لخص الممثل هيو غرانت، الانطباع العام بعد هذا التعديل الوزاري المصغر: “إنه ما يسمّى فريق الأحلام».
-- فاز تعيين جاكوب ريس موغ في منصب «وزير البريكسيت» بجائزة التناقض السياسي
في خضم أزمة “بارتيجيت”، أجرى رئيس الوزراء البريطاني بعض التغييرات على داوننغ ستريت تثير الدهشة في بعض الأحيان.
تفوح في بريطانيا مثل رائحة نهاية حكم. ومع ذلك، على عكس إليزابيث الثانية، التي خدمت بلادها ببسالة لأكثر من 70 عامًا على العرش، وتستعد لتسليم المشعل إلى الأمير تشارلز، يتعرض بوريس جونسون لنيران النقاد: يبدو أنه استنفد حلول الخروج براس مرفوعة من سلسلة الفضائح والأكاذيب المحرجة. لا أحد يشك في أن أيامه في داوننغ ستريت باتت معدودة حتى من داخل عائلته السياسية.
وإذا كان يكافح من أجل البقاء في السلطة، معلنًا أنه “حتى فرقة بانزر لا يمكنها طرده من داوننغ ستريت”، فإن تعديله الوزاري يشبه أكثر، غروب سيجمارينجين.
بعد رحيل خمسة من أقرب مساعديه عن داوننغ ستريت الأسبوع الماضي، منهم مستشارته السياسية المخلصة منيرة ميرزا ، إلى جانبه منذ 14 عامًا ولم يتوقع أحد استقالتها، كان على بوريس جونسون أن يقرر انتداب فرقه وتعديلها.
أضعف من أن يهاجم أي شخص، كان مجبرا على تحريك بيادقه كما على رقعة شطرنج، وإعادة توزيع ما بقي له من موالين. ومن الواضح أن هذه التعيينات الجديدة فاجأت ولم تطمئن، ويبدو أنه واجه مشكلة في التجنيد والانتداب.
مدير اتصاله الجديد، الويلزي، جوتو هاري، صرّح لموقع إخباري ويلزي فور وصوله، أن بوريس جونسون استقبله في داوننغ ستريت وهمهم كلمات أغنية غلوريا جاينور “سأبقى على قيد الحياة”،
وأنهما “ضحكا معًا”، وأن رئيس الوزراء “ليس مجرد مهرج».
لتولي منصب مدير الاتصال بعد أسابيع من الفضائح، كان يفترض أن يكون أفضل حالًا، أو على الأقل أكثر تحفظًا ورصانة. وكان رد فعل رئيسة الوزراء الأسكتلندية نيكولا ستورجون سريعًا: “بينما هذا العدد الغفير من الناس بصدد التعافي من صدمة الوباء أو يشعرون بالقلق من ارتفاع الأسعار ... يضحك بوريس جونسون ورفاقه... هذا ليس مضحكًا، بل إنه مهين.»
«فعل يأس»
رئيس مكتب بوريس جونسون الجديد ليس سوى النائب والوزير ستيف باركليز، وزير البريكست السابق في عهد تيريزا ماي. تعيين غير عادي لأن مدير الديوان عادة ما يكون موظفًا حكوميًا كبيرًا.
وهذا ما دفع رؤساء المكاتب السابقين، مثل جوناثان باول، إلى القول: “نائب ورئيس ديوان؟ هذه الاخيرة وظيفة بدوام كامل. هل سيقدم تقاريره إلى رئيس الوزراء أو أمام البرلمان؟ يبدو لي أن هذا التعيين بمثابة عمل يائس».
في الحكومة، لئن حافظ أصحاب الوزن الثقيل، مثل ريشي سوناك، وزير الاقتصاد، الذي يزداد توتر العلاقة معه؛ وبريتي باتيل، وزيرة الداخلية؛ وساجد جافيد وزير الصحة، وليز تروس، وزيرة الخارجية، بمناصبهم، فان آخرين غيروا حقائبهم الوزارية.
تعيين جاكوب ريس موغ في منصب “وزير البريكسيت والفرص وفعالية الحكومة”، قد فاز بجائزة التناقض السياسي. طالب سابق في إيتون وأكسفورد، وعمل في مجال المالية قبل أن يصبح نائبًا في البرلمان عام 2010، يبدو أنه خرج مباشرة من قصة ديكنز القصيرة مع انه ولد عام 1969.
طويل جدًا، ونحيف جدًا، حيث يفرض عليه طوله، مترًا وتسعون، الوقوف منحنيًا قليلاً.
وعندما يتحدث، يقضي وقته في تعديل نظارته على أنفه بالمليمتر، يرتدي بدلات تويد من ثلاث قطع منذ سن العاشرة، ولا تزال المربية التي ربته في خدمته وتتحدث لغة لا تفهمها سوى الملكة.
هذا الإنجليزي الكاثوليكي الذي أطلق على طفله السادس سيكستوس، ليس له مثيل في إطلاق السهام الحادة على خصومه السياسيين، ولكن دائمًا بكياسة شديدة لها موهبة إثارة غضب محاوريه أكثر.
عندما سحب زعيم حزب المحافظين الإسكتلندي دوجلاس روس مؤخرًا دعمه لبوريس جونسون، وصفه بأنه “وزن الريشة”، ولوح بيده مجسّما عدم أهميته. مناهض للإجهاض والزواج للجميع، كما هو مناهض لفرنسا كما يجب... عن قناعة عميقة أو عن تصنّع، يصعب القول.
في أكتوبر الماضي، تعليقًا على رد فعل الحكومة الفرنسية الغاضب على صفقة الغواصات الأسترالية، غرد: “الفرنسيون دائمًا في حالة مزاجية سيئة في أكتوبر، لا شك ان الذكرى السنوية لترافلغار وأجينكورت تزعجهم».
مراقب دقيق للحياة السياسية البريطانية، لخص الممثل هيو غرانت، الانطباع العام بعد هذا التعديل الوزاري المصغر: “إنه ما يسمّى فريق الأحلام».