دجال أم بطل.. كيف ينظر الروس إلى بريغوجين؟
تتذكر آنا، 67 عاماً، من روستوف أون دون الجنوبية، استيقاظها على أصوات المعدات العسكرية في وقت مبكر من صباح 24 يونيو -حزيران، يوم استولت مجموعة فاغنر على المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، 24 ساعة دون أي مقاومة.
اعتبر العديد من المراقبين غياب المقاومة، بالإضافة إلى مشاهد السكان يهتفون لمقاتلي فاغنر عندما أنهوا تمردهم، دلالة على أن يفغيني بريغوجين زعيم فاغنر يمكن أن يشكل تهديداً حقيقياً لسيطرة الرئيس فلاديمير بوتين على السلطة. أما السكان المحليون وخبراء الاجتماع فرسموا صورة مختلفة لما حدث، تحدثوا فيها عن قدر كبير من الدعم لفاغنر وبريغوجين في روستوف أون دون، ولو صورة سلبية، حسب تقرير لصحيفة “موسكو تايمز».
توافد السكان المحليون على وسط المدينة لمعرفة الذي يحدث، والتقطوا صوراً مع المرتزقة وقدموا لهم الطعام. وقال بعض الذين تحدثوا إلى الصحيفة إن عدداً من معارفهم وأصدقائهم أعربوا عن تعاطفهم مع بريغوجين، معتقدين أنه لا يخشى قول الحقيقة، في حين حجبت وزارة الدفاع أنباء الهزائم في الجبهة ومشاكل الجيش.
ورغم أن بريغوجين لم يدعُ الجيش إلى تبديل ولائه، إلا أن بعض الجنود كانوا سيدعمون فاغنر إذا نجاح تمرده، وذلك حسب ما قاله ضابط عسكري من روستوف أون طلب حجب هويته لأسباب أمنية.
وأضاف الضابط قائلاً: “يسود الجيش موقف يتسم بالتناقض من بريغوجين، فهناك من يعبده لتعبيره عن حقيقة المشاكل داخل الجيش، وهناك آخرون يعتبرون أنه دجال يدير عصابة مجرمين. تحدث العديد من زملائي الضباط الذين كانوا وسط المدينة يوم التمرد بإيجابية عن سلوك رجال فاغنر، وكان المرتزقة يلوحون لهم، ويحيونهم، وكانوا ودودين للغاية».
من ناحية أخرى، زعم حاكم منطقة روستوف، فاسيلي غولوبيف، أن مشاهد الدعم لفاغنر نظمها مرتزقة بملابس مدنية.
وقال دينيس فولكوف، رئيس وكالة استطلاعات مركز ليفادا المستقلة، إنه لا يجب النظر إلى ردود أفعال السكان على أنها دعم حقيقي لتمرد بريغوجين.
ورغم أنه أشاد بالنجاحات التي حققتها فاغنر ومقاتلوها في الجبهة، إلا أنه قال إن جزءاً كبيراً من الروس لم يؤيدوا محاولة الانقلاب العسكري، معتبرين أنها “خيانة وتهديد للاستقرار».
وأظهرت دراسة نشرها مركز ليفادا في 29 يونيو -حزيران أنه بعد استيلاء مرتزقة فاغنر على مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، دخل بريغوجين في قائمة أفضل 10 شخصيات سياسية يثق فيها الروس.
وقبل التمرد، بلغت نسبة تأييد بريغوجين بين المشاركين في الدراسة 59%، بيد أنها بدأت في الانخفاض بسرعة بعد 24 يونيو -حزيران، فوصلت إلى 29% في أقل من أسبوع، وقال كثيرون إن السبب، هو التمرد.
هذا ومن الصعب تحديد عدد الذين كانوا على استعداد للانضمام إلى التمرد بسبب التأييد السلبي، ومع ذلك، فإن الأمر ذاته ينطبق على بوتين، حيث لم يخرج أحد إلى الشوارع لدعم السلطات.