بعد التشاور مع رئيس الدولة واعتماده.. محمد بن راشد يعلن تغييرات في حكومة الإمارات
ليالي الأنس في داوننغ ستريت:
دومينيك كامينغز، الانتقام أولا الانتقام أخيرا...!
-- منذ أكثر من عام، يبذل الذراع الأيمن السابق لبوريس جونسون كل شيء للإسراع بسقوط رئيسه السابق
-- نزول بوريس جونسون إلى الجحيم، يمكن أن يُروى بطريقة مسرحية
يقطّر الذراع الأيمن السابق لبوريس جونسون سمّه بحس درامي شديد. هدفه: إسقاط رئيسه السابق... فهل سيخرج فائزًا؟ بعد عام من رحيله القسري عن داوننغ ستريت، صندوق ملفات تحت ذراعه، وملامح السخط والشرّ تبدو عليه، يستمتع دومينيك كامينغز، الذراع الأيمن السابق لبوريس جونسون، بالانتقام.
فبالنسبة لقائد أوركسترا حملة استفتاء البريكسيت، اللحظة ممتعة.إذا انتهى حزب المحافظين بالتخلص من الرجل الذي منحه أغلبية مطلقة في ديسمبر 2019، في الانتخابات العامة الأخيرة، يأمل كامينغز أن تسلّط كل الأنظار عليه، هو الذي من “أسقط بوريس’’ لأن هذه هي الطريقة التي يريد أن يُعرف بها. منذ أكثر من عام، يبذل الروح الملعونة السابقة لبوريس جونسون كل شيء للإسراع بسقوط رئيسه السابق. إنه يكشف كل أنواع المستور، ويشارك رسائل البريد الإلكتروني والوثائق السرية -وحتى واتسابه مع “بوجو”، عندما كان مكتبه قبالة مكتب رئيس الوزراء. ففي ذلك الوقت، لم يكن بإمكان أحد الوصول إلى بوريس جونسون دون موافقته. اتهاماته كثيرة، لكن يتلخص أفضلها عنده ضد جونسون في “عدم الكفاءة” و”الفجور».
في مايو الماضي، عند الإدلاء بشهادته أمام لجنة برلمانية أثناء التحقيق العام في التعامل مع الوباء، قال كامينغز: “خطة الحكومة لمكافحة الوباء؟ نصفها كارثي ونصفها غير موجود”. إنه يعرف شيئًا عنها، فقد كان هناك. وعرض نصوصا من رئيس الوزراء تتهم وزير صحته، مات هانكوك، بأنه “لا يفيد في شيء”، ويستنكر فضيحة العقود الطبية المثيرة الممنوحة لأشخاص مقربين من الحكومة. وتتالت تصريحاته ضد جونسون، مثل هذه، لبي بي سي: “لقد وضعناه هناك لأننا كنا بحاجة إليه لحل مشكلة، وليس لأنه كان الشخص المناسب لحكم البلاد».
فضيحة ليالي الأنس في داوننغ ستريت، “بارتي غيت”، في انتهاك لقواعد الحجر الصحي، مكّنته من تكثيف هجماته. يقطّر كامينغز سمومه على تويتر وعلى مدونته (التي يتقاضى 12 يورو شهريًا مقابل الدخول إليها)، ويكشف قطرة-قطرة تفاصيل الأمسيات التي لم تعرفها وسائل الإعلام بعد. في 9 ديسمبر، حذر الصحفيين: “احذروا الفخ... لم تكن هناك سهرة في 27 نوفمبر .... بدلاً من ذلك، ركزوا على 13 نوفمبر، فرئيس الوزراء أقام يومها حفلا في شقته”. وكنوع خاص من توم إبهام، ينثر كومينغز خيوطه مثل السم.
في 18 يناير، قرر المستشار السابق توجيه ضربة قاصمة: “بوريس جونسون يكذب عندما يقول إنه اعتقد أن سهرة 20 مايو 2020 كانت اجتماع عمل”. ويؤكد كامينغز، أنه حذّر جونسون من أنه يخالف القواعد، وحتى أنه طلب منه إلغاء السهرة. غير ان جونسون تجاهل ذلك. ويضيف “أنا مستعد للإدلاء بشهادتي تحت القسم، لدي العديد من الشهود”. ومنذئذ، استمعت إليه سو جراي، الموظفة المدنية الكبيرة المسؤولة عن كتابة تقرير عن أمسيات العمل الشهيرة هذه في داوننغ ستريت خلال فترات الحجر الصحي المختلفة في البلاد. وقد حذر في شكل تهديد: “هناك صور كثيرة لهذه الأمسيات لم يتم تسريبها بعد». بالنسبة لخبراء السياسة البريطانيين، مثل بيتر ووكر، “ أن يرغب كامينغز في اسقاط جونسون لا يعني أنه لا يقول الحقيقة”. لدينا هنا، كما يقول، “شخصان مشهوران بالخداع ينخرطان في سباق من أجل الحقيقة”. ومع ذلك، فيما يتعلق بمسألة هذه الأمسيات الخمرية” كل ما قاله كامينغز وكشفه، حتى الآن، تدعمه الحقائق».
«ارحل!»
دائمًا ما تكون المعرفة بالكلاسيكيات والمسرح مفيدة لمراقبي الحياة السياسية البريطانية. ومن خلال اقتباس تاريخي، دعا ديفيد ديفيز، الحليف السابق ووزير البريكست لبوريس جونسون، رئيس الوزراء إلى الاستقالة، وأعلن وسط مجلس العموم “من أجل حب الله، ارحل!”.
وكان يشير إلى الأمر الذي أصدره أوليفر كرومويل للبرلمانيين الفاسدين عام 1653، وهي صيغة تكررت عام 1940 ضد نيفيل تشامبرلين، حيث استقال في اليوم التالي ليفسح المجال أمام ونستون تشرشل.
في إنجلترا، يخترق المسرح كل شيء، من العلاقات الإنسانية والاجتماعية إلى الحياة السياسية وطقوسها، وبالتناوب درامي أو مضحك أو ملحمي أو هزلي أو مأساوي. ونزول بوريس جونسون، أول “مهرج للملكة” في التاريخ المعاصر للمملكة، إلى الجحيم، يمكن أن يُروى بطريقة مسرحية. ويكفي دراسة تركيبة مجلس العموم لقياس هذه الخشبة حيث تُلعب الساعات العظيمة للأمة. ان المساحة الضيقة والمستطيلة، حيث يجتمع 650 مسؤولاً منتخبًا معًا على مقاعد غير مريحة في مواجهة بعضهم البعض، تشجع على المواجهة. هنا، نحن بعيدون عن البرلمانات الفسيحة في جمهورياتنا. ويزيد الضجيج الذي يسود مجلس العموم، وتتخلله أوامر الرئيس، والصياح والهتافات التقليدية من كل جانب، يزيد من حدة التوتر الدراماتيكي. أما الصمت الذي يخيّم فجأة أحياناً فيزيد لمسة في وقاره.
بالنسبة للأكاديمية كيت مالتبي، المتخصصة في المسرح الإليزابيثي، “نحن اليوم في خضم مأساة انتقامية”، وهذا النوع الدرامي ينتمي الى نهاية العصر الإليزابيثي وبداية العصر اليعقوبي.
ومن وجهة نظرها، تحترم مبارزة كامينغز-جونسون كل الأصول. “العادل، منعزل وضعيف، يحقق العظمة البطولية من خلال تحوّله الى أداة انتقام”. لكن كيف ينتهي الامر عادة؟ “الكل ملقى على خشبة المسرح في برك من الدماء!، ترد الأكاديمية وهي تقهقه. يجب ألا ننسى أنه في مآسي الانتقام يكون الجميع فاسدين، ولا يمكن لأحد أن يأمل الخروج سالمًا من مشروع انتقام... دائمًا ما تنتهي نقاط ضعفك بخذلانك...».
-- نزول بوريس جونسون إلى الجحيم، يمكن أن يُروى بطريقة مسرحية
يقطّر الذراع الأيمن السابق لبوريس جونسون سمّه بحس درامي شديد. هدفه: إسقاط رئيسه السابق... فهل سيخرج فائزًا؟ بعد عام من رحيله القسري عن داوننغ ستريت، صندوق ملفات تحت ذراعه، وملامح السخط والشرّ تبدو عليه، يستمتع دومينيك كامينغز، الذراع الأيمن السابق لبوريس جونسون، بالانتقام.
فبالنسبة لقائد أوركسترا حملة استفتاء البريكسيت، اللحظة ممتعة.إذا انتهى حزب المحافظين بالتخلص من الرجل الذي منحه أغلبية مطلقة في ديسمبر 2019، في الانتخابات العامة الأخيرة، يأمل كامينغز أن تسلّط كل الأنظار عليه، هو الذي من “أسقط بوريس’’ لأن هذه هي الطريقة التي يريد أن يُعرف بها. منذ أكثر من عام، يبذل الروح الملعونة السابقة لبوريس جونسون كل شيء للإسراع بسقوط رئيسه السابق. إنه يكشف كل أنواع المستور، ويشارك رسائل البريد الإلكتروني والوثائق السرية -وحتى واتسابه مع “بوجو”، عندما كان مكتبه قبالة مكتب رئيس الوزراء. ففي ذلك الوقت، لم يكن بإمكان أحد الوصول إلى بوريس جونسون دون موافقته. اتهاماته كثيرة، لكن يتلخص أفضلها عنده ضد جونسون في “عدم الكفاءة” و”الفجور».
في مايو الماضي، عند الإدلاء بشهادته أمام لجنة برلمانية أثناء التحقيق العام في التعامل مع الوباء، قال كامينغز: “خطة الحكومة لمكافحة الوباء؟ نصفها كارثي ونصفها غير موجود”. إنه يعرف شيئًا عنها، فقد كان هناك. وعرض نصوصا من رئيس الوزراء تتهم وزير صحته، مات هانكوك، بأنه “لا يفيد في شيء”، ويستنكر فضيحة العقود الطبية المثيرة الممنوحة لأشخاص مقربين من الحكومة. وتتالت تصريحاته ضد جونسون، مثل هذه، لبي بي سي: “لقد وضعناه هناك لأننا كنا بحاجة إليه لحل مشكلة، وليس لأنه كان الشخص المناسب لحكم البلاد».
فضيحة ليالي الأنس في داوننغ ستريت، “بارتي غيت”، في انتهاك لقواعد الحجر الصحي، مكّنته من تكثيف هجماته. يقطّر كامينغز سمومه على تويتر وعلى مدونته (التي يتقاضى 12 يورو شهريًا مقابل الدخول إليها)، ويكشف قطرة-قطرة تفاصيل الأمسيات التي لم تعرفها وسائل الإعلام بعد. في 9 ديسمبر، حذر الصحفيين: “احذروا الفخ... لم تكن هناك سهرة في 27 نوفمبر .... بدلاً من ذلك، ركزوا على 13 نوفمبر، فرئيس الوزراء أقام يومها حفلا في شقته”. وكنوع خاص من توم إبهام، ينثر كومينغز خيوطه مثل السم.
في 18 يناير، قرر المستشار السابق توجيه ضربة قاصمة: “بوريس جونسون يكذب عندما يقول إنه اعتقد أن سهرة 20 مايو 2020 كانت اجتماع عمل”. ويؤكد كامينغز، أنه حذّر جونسون من أنه يخالف القواعد، وحتى أنه طلب منه إلغاء السهرة. غير ان جونسون تجاهل ذلك. ويضيف “أنا مستعد للإدلاء بشهادتي تحت القسم، لدي العديد من الشهود”. ومنذئذ، استمعت إليه سو جراي، الموظفة المدنية الكبيرة المسؤولة عن كتابة تقرير عن أمسيات العمل الشهيرة هذه في داوننغ ستريت خلال فترات الحجر الصحي المختلفة في البلاد. وقد حذر في شكل تهديد: “هناك صور كثيرة لهذه الأمسيات لم يتم تسريبها بعد». بالنسبة لخبراء السياسة البريطانيين، مثل بيتر ووكر، “ أن يرغب كامينغز في اسقاط جونسون لا يعني أنه لا يقول الحقيقة”. لدينا هنا، كما يقول، “شخصان مشهوران بالخداع ينخرطان في سباق من أجل الحقيقة”. ومع ذلك، فيما يتعلق بمسألة هذه الأمسيات الخمرية” كل ما قاله كامينغز وكشفه، حتى الآن، تدعمه الحقائق».
«ارحل!»
دائمًا ما تكون المعرفة بالكلاسيكيات والمسرح مفيدة لمراقبي الحياة السياسية البريطانية. ومن خلال اقتباس تاريخي، دعا ديفيد ديفيز، الحليف السابق ووزير البريكست لبوريس جونسون، رئيس الوزراء إلى الاستقالة، وأعلن وسط مجلس العموم “من أجل حب الله، ارحل!”.
وكان يشير إلى الأمر الذي أصدره أوليفر كرومويل للبرلمانيين الفاسدين عام 1653، وهي صيغة تكررت عام 1940 ضد نيفيل تشامبرلين، حيث استقال في اليوم التالي ليفسح المجال أمام ونستون تشرشل.
في إنجلترا، يخترق المسرح كل شيء، من العلاقات الإنسانية والاجتماعية إلى الحياة السياسية وطقوسها، وبالتناوب درامي أو مضحك أو ملحمي أو هزلي أو مأساوي. ونزول بوريس جونسون، أول “مهرج للملكة” في التاريخ المعاصر للمملكة، إلى الجحيم، يمكن أن يُروى بطريقة مسرحية. ويكفي دراسة تركيبة مجلس العموم لقياس هذه الخشبة حيث تُلعب الساعات العظيمة للأمة. ان المساحة الضيقة والمستطيلة، حيث يجتمع 650 مسؤولاً منتخبًا معًا على مقاعد غير مريحة في مواجهة بعضهم البعض، تشجع على المواجهة. هنا، نحن بعيدون عن البرلمانات الفسيحة في جمهورياتنا. ويزيد الضجيج الذي يسود مجلس العموم، وتتخلله أوامر الرئيس، والصياح والهتافات التقليدية من كل جانب، يزيد من حدة التوتر الدراماتيكي. أما الصمت الذي يخيّم فجأة أحياناً فيزيد لمسة في وقاره.
بالنسبة للأكاديمية كيت مالتبي، المتخصصة في المسرح الإليزابيثي، “نحن اليوم في خضم مأساة انتقامية”، وهذا النوع الدرامي ينتمي الى نهاية العصر الإليزابيثي وبداية العصر اليعقوبي.
ومن وجهة نظرها، تحترم مبارزة كامينغز-جونسون كل الأصول. “العادل، منعزل وضعيف، يحقق العظمة البطولية من خلال تحوّله الى أداة انتقام”. لكن كيف ينتهي الامر عادة؟ “الكل ملقى على خشبة المسرح في برك من الدماء!، ترد الأكاديمية وهي تقهقه. يجب ألا ننسى أنه في مآسي الانتقام يكون الجميع فاسدين، ولا يمكن لأحد أن يأمل الخروج سالمًا من مشروع انتقام... دائمًا ما تنتهي نقاط ضعفك بخذلانك...».