رئيس الدولة يبحث مع وزير الدفاع السعودي علاقات التعاون وتطورات الأوضاع في المنطقة
حتى تخوض الجولة الثانية:
رئاسية 2022: مارين لوبان معفيّة من بذل أي جهد...!
• نجحت المرشحة في التحول: من اللون البني إلى الأزرق الداكن
• على مدار ترشحاتها الثلاثة، طردت مارين لوبان شبح الأب، وقامت الوريثة بتجديد الإرث
• تكمن قوتها في تناقض أسلوبها، قريبة وبعيدة، وديّة ومتحفظة، وأيضًا متعالية، وحتى تسلطية
• بسبب استعارتهم لموضوعاتها المفضلة، أصبح جزء كبير من الطبقة السياسية متوافقًا مع اللوبينية
• أمام فشل تقديم بديل لإيديولوجية التجمع الوطني، استحوذت هذه على عقول الذين يدّعون محاربتها
مارين لوبان تعود... للمرة الثالثة منذ عام 2012، تعلن ترشّحها للانتخابات الرئاسية. لقد فعلت ذلك دون احتفال، تقريبًا على نحو مراوغ خلال رحلة إلى الشمال حيث جاءت لدعم مرشح التجمع الوطني في انتخابات إقليمية. وقد أعلنت "ما بعد مناظرة فاشلة إثر حملة جيدة للغاية، فهم الفرنسيون أن الجوهر ضروري، وأن المرشحة قوية... وهذا هو سبب ترشّحي للرئاسية مرة أخرى".
من الصعب أن تفعل رسميا أقل من هذا. عام 2002، أراد ليونيل جوسبان أيضًا أن يبقي ترشحه بسيطًا؛ واكتفى بإرسال بيانه إلى وكالة فرانس برس بالفاكس، إعلان اعتبر بمثابة الاستخفاف بالفرنسيين. ان تعلن نفسك مرشحا للانتخابات الرئاسية ليس بالأمر السهل، إنه أول المواعيد في "لقاء رجل بشعبه". ويزداد الأمر صعوبة عندما تعلن امرأة حبها له.
أفق الرئاسية الذي لا يمكن تجاوزه
أعلنت مارين لوبان نفسها دون بذخ، كما لو انها تذكّر ببديهية. وبدون تسرع، وبدون رغبة تقريبًا، وبحماس مضبوط الايقاع لمبتدئة على وشك النطق برغباتها. وجاء استطلاع نشرته صحيفة لو جورنال دي ديمانش، ليؤكد شرعيتها: 48 بالمائة من الفرنسيين يعتبرون فوزها "محتملاً" في غضون عام. نتيجة أثارت الذعر على اليسار وكذلك على اليمين. وقد تم إنجاز الاستطلاع من اجل ذلك.
اكتفت المرشحة باعتبار ان فوزها عام 2022 "معقول". لفترة طويلة كان وجودها في الجولة الثانية موضوع تكهن، ومن الآن فصاعدا، هو أمر مؤكد، ولم يعد حادثا انتخابيا، بل هبة من السماء. ان كل السيناريوهات مبنية على تواجدها في الجولة الثانية، وهي الأفق الذي لا يمكن تجاوزه في الانتخابات الرئاسية الى درجة أنه يمكن القول، ليست مارين لوبان هي التي تترشح للرئاسة، وانما الرئاسة هي المرشحة لمارين لوبان.
بعد مناظرتها الفاشلة مع إيمانويل ماكرون عام 2017، اختفت، لتضمّد جراحها، وتعدّ مؤتمر حزبها، وعودتها إلى الاضواء. لقد عرفت كيف تُنسي نفسها، لتظهر بشكل أفضل وبجانبها، المستشار السابق لدونالد ترامب، ستيف بانون، الشرير الرائع، الذي صرح لمناضلي الجبهة الوطنية المجتمعين في ليل: "دعوهم يصفونكم بالعنصرية، وكره الأجانب، ورهاب الإسلام ... ارتدوا ذلك كوسام شرف، لأننا نزداد قوة مع كل يوم يمر، وهم يضعفون".
لم يكن وجود بانون إلى جانبها يعني الموافقة على كل بدعه، وانما يشير إلى نقلة نوعية. انتهى زمن إعادة صياغة التاريخ الاستعماري، الذي لم يتم هضمه أبدًا، وانتهت بوجادية الدكاكين (لوبان هو "العلم الفرنسي الصغير على درج النقود"، يقول بوجاد)، لقد حان الوقت لامتطاء قطار المستقبل، ولتبني رمز اليمين-البديل الأمريكي وطرقه: ركوب موجة التشويه بفضل المعطيات والخوارزميات.
تجميل الدناءة
على مدار ترشحاتها الثلاثة (2012، 2017، 2022) طردت مارين لوبان شبح الاب، وقامت الوريثة بتجديد الارث. لقد ألغت تجريم لوبان، وأنست تلاعباته اللغوية المعادية للسامية، وعنصريته التي لا تُصلح، وصداقاته المشكوك فيها مع النازيين الجدد، وروحه وأغانيه العسكرية، ناهيك عن شبهات التعذيب التي يُزعم أنه مارسها في الجزائر. لقد تمكنت مارين لوبان من التخلص من هذا الأب الثقيل. وبما انها عرفت كيف تهزم مثل هذا الوحش السياسي، كما يقول ناخبوها، فستكون قادرة على مقاومة هجمات العولمة.
كان والدها بغيضًا تمامًا، وابنته ودودة بشكل مخادع. حلت ابتسامتها محل التكشيرة في وجه أقصى اليمين، وباتت معروضة في مجلات النجوم والمشاهير. لعب لوبان دور المهرج، ولعب دور الرجل السيئ، ودفع دائمًا الى ما هو ابعد من حدود ما هو مقبول، وكان يحب أن يُكره... اما البنت تريد أن تكون محبوبة... وقامت بتطبيع البغيض، ومنحت بريقا للدناءة.
ولئن تتجنب بعناية أي تلميح إلى المحرقة، فإنها لا تتردد في مقارنة صلاة المسلمين في الشوارع بجيش احتلال، أو إيقاظ ذكريات الاحتلال الألماني، أو الذهاب إلى حد استدعاء خيال الحروب الصليبية ملوّحة بتهديد قيام "خلافة جديدة" على البلاد.
"تكمن قوتها في تناقض أسلوبها، أكدت منذ عام 2011 مستشارتها الاتصالية، ناتالي فيدال لامويلا، انها في نفس الوقت، قريبة وبعيدة، ودية ومتحفظة، "يمكن التواصل معها"، ولكن أيضًا "متعالية ومتغطرسة"، وحتى تسلطية."
الأم مارين والعشيقة لوبان
وإذا استطعنا التحدث عن منعرج، فهو ليس أيديولوجيًا فحسب، بل انه أيضًا رمزي وحتى كيميائي مثل كاشف فوتوغرافي. لقد تحوّل البني إلى لون أزرق داكن، وتغيرت الجبهة إلى تجمّع، وتوارى الشيطان الاعور ليفسح المجال لفتاة عادية، شيطان جميل وساحر يرتدي الجينز الخام. يقال إنها اقتلعت أضراسها لتخفيف فكيها البارزين، كما غيّرت تصفيفة شعرها: مربع متوسط الطول، مدبب وقريب من الوجه. "إنها هكذا تكتسب رقّة في مظهرها، ولكن أيضًا في أفكارها"، تقول مستشارتها الاتصالية السابقة.
عام 2016، فقدت 11 كيلوغرامًا بفضل اتباع نظام غذائي صارم، وعام 2022 تم تقليص برنامجها. في يوليو 2017، اقترح مكتب وطني للجبهة الوطنية تغيير اسم الحزب وتحديثا برنامجي. ولخص الرجل الثاني السابق للجبهة الوطنية فلوريان فيليبو، الذي انسحب ليؤسس حزب الوطنيين، لخص كل هذه الابعاد في تغريدة موجزة: "نهاية الفريكسيت والخروج من شنغن... هذا واضح جدا".
منذئذ، أخذت مارين لوبان منعطفا جديدا حول الدّين العام، وتحدثت عن سداده، "جانب أخلاقي أساسي" لأنه يجب أن يكون لدولة ذات السيادة "كلمة نحاسية"، انها الأوردو ليبرالية في النص.
"لم يعد هناك أي الغاء للشيطنة، نحن الآن في ثوب الرئاسية"، يؤكد فيليب أوليفييه، المستشار المقرب للمرشحة. وذهب نائب رئيس الحزب، جوردان بارديلا، إلى أبعد من ذلك: "قبل أربعة عشر شهرًا من الانتخابات الرئاسية، حيث قدرتنا الاستطلاعات بين 46 بالمائة و48 بالمائة في الجولة الثانية ضد الرئيس المنتهية ولايته، هذه الاستطلاعات تلزمنا... نحن نأخذ في الاعتبار حقائق عالم يتغير". لكن هل العالم يتغير أم التجمع الوطني هو الذي يؤكد نفسه كنموذج لإدارة "تسلطية" للأزمات؟
نيكولا دوبون-آيغنان ليس مخطئًا في قوله: "مارين لوبان لم تعد تقول أي شيء عن أي شيء"... لكنه يستخلص استنتاجات خاطئة. إذا لم يعد لديها ما تقوله، فذلك لأن آخرين يتكفلون بالرسالة، ولأنها لم تقم فقط بإلغاء تشويه صورة حزبها، وانما أصابت الطيف السياسي بأكمله.
انه يتم انتداب المتحدثين الرسميين باسمها من خارج صفوفها بكثير، وسيكون من الخطأ ان تصرّ. ففيما يتعلق بالهجرة، والإسلام، والهوية الوطنية، والعلمانية، قلة هم الذين يستطيعون تلقينها درسًا. وإذا فعلوا ذلك في بعض الأحيان، فمن أجل توبيخها على "رخاوتها" الكبيرة جدًا على غرار وزير الداخلية، جيرالد دارمانين، أثناء مناظرة مع مارين لوبان، الذي بدا وكأنه يلمح بصوت خافت: "لا تملكين احتكار الكراهية! "
وامام فشل تقديم بديل لإيديولوجية التجمع الوطني، فقد استحوذت هذه على عقول أولئك الذين يدّعون محاربتها: إنهم يتحدثون مثلها، ويلوحون بأعلام ثلاثية الألوان في جميع المناسبات، ويطاردون الغجر، ويلاحقون اللاجئين، ويشككون بشدة في "هويتهم التعيسة". وبسبب استعارتهم لموضوعاتها الاثيرة، أصبح جزء كبير من الطبقة السياسية "متوافقًا مع اللوبانية"... لا يوجد الآن سوى المتكلمين من بطونهم على الشاشات... ان لوبنة العقول قد تحققت.
كاتب. بعد أن كان مساعدًا لميلان كونديرا، أسس عام 1993 البرلمان الدولي للكتّاب وشبكة مدن اللاجئين. وهو مؤلف للعديد من الكتب، منها " آلة صنع القصص وإعادة صياغة العقول" و"طغيان المهرجين".
• على مدار ترشحاتها الثلاثة، طردت مارين لوبان شبح الأب، وقامت الوريثة بتجديد الإرث
• تكمن قوتها في تناقض أسلوبها، قريبة وبعيدة، وديّة ومتحفظة، وأيضًا متعالية، وحتى تسلطية
• بسبب استعارتهم لموضوعاتها المفضلة، أصبح جزء كبير من الطبقة السياسية متوافقًا مع اللوبينية
• أمام فشل تقديم بديل لإيديولوجية التجمع الوطني، استحوذت هذه على عقول الذين يدّعون محاربتها
مارين لوبان تعود... للمرة الثالثة منذ عام 2012، تعلن ترشّحها للانتخابات الرئاسية. لقد فعلت ذلك دون احتفال، تقريبًا على نحو مراوغ خلال رحلة إلى الشمال حيث جاءت لدعم مرشح التجمع الوطني في انتخابات إقليمية. وقد أعلنت "ما بعد مناظرة فاشلة إثر حملة جيدة للغاية، فهم الفرنسيون أن الجوهر ضروري، وأن المرشحة قوية... وهذا هو سبب ترشّحي للرئاسية مرة أخرى".
من الصعب أن تفعل رسميا أقل من هذا. عام 2002، أراد ليونيل جوسبان أيضًا أن يبقي ترشحه بسيطًا؛ واكتفى بإرسال بيانه إلى وكالة فرانس برس بالفاكس، إعلان اعتبر بمثابة الاستخفاف بالفرنسيين. ان تعلن نفسك مرشحا للانتخابات الرئاسية ليس بالأمر السهل، إنه أول المواعيد في "لقاء رجل بشعبه". ويزداد الأمر صعوبة عندما تعلن امرأة حبها له.
أفق الرئاسية الذي لا يمكن تجاوزه
أعلنت مارين لوبان نفسها دون بذخ، كما لو انها تذكّر ببديهية. وبدون تسرع، وبدون رغبة تقريبًا، وبحماس مضبوط الايقاع لمبتدئة على وشك النطق برغباتها. وجاء استطلاع نشرته صحيفة لو جورنال دي ديمانش، ليؤكد شرعيتها: 48 بالمائة من الفرنسيين يعتبرون فوزها "محتملاً" في غضون عام. نتيجة أثارت الذعر على اليسار وكذلك على اليمين. وقد تم إنجاز الاستطلاع من اجل ذلك.
اكتفت المرشحة باعتبار ان فوزها عام 2022 "معقول". لفترة طويلة كان وجودها في الجولة الثانية موضوع تكهن، ومن الآن فصاعدا، هو أمر مؤكد، ولم يعد حادثا انتخابيا، بل هبة من السماء. ان كل السيناريوهات مبنية على تواجدها في الجولة الثانية، وهي الأفق الذي لا يمكن تجاوزه في الانتخابات الرئاسية الى درجة أنه يمكن القول، ليست مارين لوبان هي التي تترشح للرئاسة، وانما الرئاسة هي المرشحة لمارين لوبان.
بعد مناظرتها الفاشلة مع إيمانويل ماكرون عام 2017، اختفت، لتضمّد جراحها، وتعدّ مؤتمر حزبها، وعودتها إلى الاضواء. لقد عرفت كيف تُنسي نفسها، لتظهر بشكل أفضل وبجانبها، المستشار السابق لدونالد ترامب، ستيف بانون، الشرير الرائع، الذي صرح لمناضلي الجبهة الوطنية المجتمعين في ليل: "دعوهم يصفونكم بالعنصرية، وكره الأجانب، ورهاب الإسلام ... ارتدوا ذلك كوسام شرف، لأننا نزداد قوة مع كل يوم يمر، وهم يضعفون".
لم يكن وجود بانون إلى جانبها يعني الموافقة على كل بدعه، وانما يشير إلى نقلة نوعية. انتهى زمن إعادة صياغة التاريخ الاستعماري، الذي لم يتم هضمه أبدًا، وانتهت بوجادية الدكاكين (لوبان هو "العلم الفرنسي الصغير على درج النقود"، يقول بوجاد)، لقد حان الوقت لامتطاء قطار المستقبل، ولتبني رمز اليمين-البديل الأمريكي وطرقه: ركوب موجة التشويه بفضل المعطيات والخوارزميات.
تجميل الدناءة
على مدار ترشحاتها الثلاثة (2012، 2017، 2022) طردت مارين لوبان شبح الاب، وقامت الوريثة بتجديد الارث. لقد ألغت تجريم لوبان، وأنست تلاعباته اللغوية المعادية للسامية، وعنصريته التي لا تُصلح، وصداقاته المشكوك فيها مع النازيين الجدد، وروحه وأغانيه العسكرية، ناهيك عن شبهات التعذيب التي يُزعم أنه مارسها في الجزائر. لقد تمكنت مارين لوبان من التخلص من هذا الأب الثقيل. وبما انها عرفت كيف تهزم مثل هذا الوحش السياسي، كما يقول ناخبوها، فستكون قادرة على مقاومة هجمات العولمة.
كان والدها بغيضًا تمامًا، وابنته ودودة بشكل مخادع. حلت ابتسامتها محل التكشيرة في وجه أقصى اليمين، وباتت معروضة في مجلات النجوم والمشاهير. لعب لوبان دور المهرج، ولعب دور الرجل السيئ، ودفع دائمًا الى ما هو ابعد من حدود ما هو مقبول، وكان يحب أن يُكره... اما البنت تريد أن تكون محبوبة... وقامت بتطبيع البغيض، ومنحت بريقا للدناءة.
ولئن تتجنب بعناية أي تلميح إلى المحرقة، فإنها لا تتردد في مقارنة صلاة المسلمين في الشوارع بجيش احتلال، أو إيقاظ ذكريات الاحتلال الألماني، أو الذهاب إلى حد استدعاء خيال الحروب الصليبية ملوّحة بتهديد قيام "خلافة جديدة" على البلاد.
"تكمن قوتها في تناقض أسلوبها، أكدت منذ عام 2011 مستشارتها الاتصالية، ناتالي فيدال لامويلا، انها في نفس الوقت، قريبة وبعيدة، ودية ومتحفظة، "يمكن التواصل معها"، ولكن أيضًا "متعالية ومتغطرسة"، وحتى تسلطية."
الأم مارين والعشيقة لوبان
وإذا استطعنا التحدث عن منعرج، فهو ليس أيديولوجيًا فحسب، بل انه أيضًا رمزي وحتى كيميائي مثل كاشف فوتوغرافي. لقد تحوّل البني إلى لون أزرق داكن، وتغيرت الجبهة إلى تجمّع، وتوارى الشيطان الاعور ليفسح المجال لفتاة عادية، شيطان جميل وساحر يرتدي الجينز الخام. يقال إنها اقتلعت أضراسها لتخفيف فكيها البارزين، كما غيّرت تصفيفة شعرها: مربع متوسط الطول، مدبب وقريب من الوجه. "إنها هكذا تكتسب رقّة في مظهرها، ولكن أيضًا في أفكارها"، تقول مستشارتها الاتصالية السابقة.
عام 2016، فقدت 11 كيلوغرامًا بفضل اتباع نظام غذائي صارم، وعام 2022 تم تقليص برنامجها. في يوليو 2017، اقترح مكتب وطني للجبهة الوطنية تغيير اسم الحزب وتحديثا برنامجي. ولخص الرجل الثاني السابق للجبهة الوطنية فلوريان فيليبو، الذي انسحب ليؤسس حزب الوطنيين، لخص كل هذه الابعاد في تغريدة موجزة: "نهاية الفريكسيت والخروج من شنغن... هذا واضح جدا".
منذئذ، أخذت مارين لوبان منعطفا جديدا حول الدّين العام، وتحدثت عن سداده، "جانب أخلاقي أساسي" لأنه يجب أن يكون لدولة ذات السيادة "كلمة نحاسية"، انها الأوردو ليبرالية في النص.
"لم يعد هناك أي الغاء للشيطنة، نحن الآن في ثوب الرئاسية"، يؤكد فيليب أوليفييه، المستشار المقرب للمرشحة. وذهب نائب رئيس الحزب، جوردان بارديلا، إلى أبعد من ذلك: "قبل أربعة عشر شهرًا من الانتخابات الرئاسية، حيث قدرتنا الاستطلاعات بين 46 بالمائة و48 بالمائة في الجولة الثانية ضد الرئيس المنتهية ولايته، هذه الاستطلاعات تلزمنا... نحن نأخذ في الاعتبار حقائق عالم يتغير". لكن هل العالم يتغير أم التجمع الوطني هو الذي يؤكد نفسه كنموذج لإدارة "تسلطية" للأزمات؟
نيكولا دوبون-آيغنان ليس مخطئًا في قوله: "مارين لوبان لم تعد تقول أي شيء عن أي شيء"... لكنه يستخلص استنتاجات خاطئة. إذا لم يعد لديها ما تقوله، فذلك لأن آخرين يتكفلون بالرسالة، ولأنها لم تقم فقط بإلغاء تشويه صورة حزبها، وانما أصابت الطيف السياسي بأكمله.
انه يتم انتداب المتحدثين الرسميين باسمها من خارج صفوفها بكثير، وسيكون من الخطأ ان تصرّ. ففيما يتعلق بالهجرة، والإسلام، والهوية الوطنية، والعلمانية، قلة هم الذين يستطيعون تلقينها درسًا. وإذا فعلوا ذلك في بعض الأحيان، فمن أجل توبيخها على "رخاوتها" الكبيرة جدًا على غرار وزير الداخلية، جيرالد دارمانين، أثناء مناظرة مع مارين لوبان، الذي بدا وكأنه يلمح بصوت خافت: "لا تملكين احتكار الكراهية! "
وامام فشل تقديم بديل لإيديولوجية التجمع الوطني، فقد استحوذت هذه على عقول أولئك الذين يدّعون محاربتها: إنهم يتحدثون مثلها، ويلوحون بأعلام ثلاثية الألوان في جميع المناسبات، ويطاردون الغجر، ويلاحقون اللاجئين، ويشككون بشدة في "هويتهم التعيسة". وبسبب استعارتهم لموضوعاتها الاثيرة، أصبح جزء كبير من الطبقة السياسية "متوافقًا مع اللوبانية"... لا يوجد الآن سوى المتكلمين من بطونهم على الشاشات... ان لوبنة العقول قد تحققت.
كاتب. بعد أن كان مساعدًا لميلان كونديرا، أسس عام 1993 البرلمان الدولي للكتّاب وشبكة مدن اللاجئين. وهو مؤلف للعديد من الكتب، منها " آلة صنع القصص وإعادة صياغة العقول" و"طغيان المهرجين".