رغم ضغوط الكرملين.. أفريقيا الوسطى تتمسك ببقاء فاغنر

رغم ضغوط الكرملين.. أفريقيا الوسطى تتمسك ببقاء فاغنر


ذكرت مجلة «جون أفريك» الفرنسية أن جهود موسكو  لإعادة هيكلة وجودها العسكري في أفريقيا الوسطى، تواجه مقاومة سياسية محلية يقودها الرئيس فاوستان-أركانغ تواديرا، الذي يصرّ على الحفاظ على الشراكة مع فاغنر رغم الضغوط الروسية المتزايدة.
وفقاً للتقرير، فإن زيارة نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكوروف، إلى بانغي في مارس- آذار الماضي، لم تفض إلى نتائج ملموسة بشأن استبدال مجموعة «فاغنر» بتشكيل جديد أكثر انضباطا يدعى «أفريكا كوربس».
وتسعى موسكو إلى فرض إشراف مباشر على عملياتها في أفريقيا عبر وزارة الدفاع، في خطوة تهدف لتقليص الاعتماد على الهياكل غير الرسمية لفاغنر، التي فقدت مركزية قيادتها بعد مقتل يفغيني بريغوجين.
إلا أن تواديرا يعمل منذ أشهر على إبقاء ديميتري سيتي، الشخصية النافذة داخل فاغنر، في موقعه القيادي داخل البلاد. 
ويشرف سيتي على الأنشطة الاقتصادية والأمنية للمجموعة، خاصة في مناجم الذهب مثل «نداسيما» و»إديري»، التي تُدار عبر شركات مرتبطة بفاغنر وتشكل مصدر دخل حيويًا للحكومة ومحيطها.
وتقول المجلة إن وجود فاغنر لم يعد يقتصر على الدور العسكري، بل تمدد إلى الحقل السياسي والإعلامي.
فمنذ انتخابات 2020، نشطت المجموعة في دعم الرئيس تواديرا، من خلال الحملات الدعائية، وتوفير الحماية له، والمشاركة في قمع المعارضة، ما جعلها ركيزة أمنية يصعب على الحكومة التخلي عنها بسهولة، خاصة مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي في ديسمبر 2025.
 في المقابل، بدأت نواة «أفريكا كوربس» بالتمركز في بانغي وتوطيد علاقتها مع بعض وزراء الحكومة، أبرزهم وزير الطاقة برتران آرثر بيري، ووزير الثروة الحيوانية حسن بوبا، الذي كان يوماً من أنصار فاغنر. 
ورغم هذه التحركات، تشير مصادر مطلعة إلى أن التحول الكامل نحو «أفريكا كوربس» قد لا يحدث قبل الربع الأول من عام 2026، ما لم تفرض التطورات السياسية أو الأمنية وتيرة أسرع للتغيير.