قال خبراء تقنيون في النسخة السادسة عشرة من الجلسات النقاشية لمنتدى قيادة الأعمال الآسيوي الذي انعقد في المدينة الافتراضية للحدث، إنه رغم عدم ظهور أي علامات على تراجع موجة الجائحة، لا يزال الباب مفتوحاً للاستفادة من الفرص التي توفرها التكنولوجيا، مع ضمان الشمول الرقمي لمواجهة عدد هائل من القضايا الاجتماعية والاقتصادية العالمية في الوقت الراهن.

وشهدت الجلسات التي عقدت تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش في الإمارات، وبالشراكة مع وزارة الاقتصاد الإماراتية ودبي العطاء، مشاركة كبار قادة التكنولوجيا في المنطقة لمناقشة دور التكنولوجيا وأهمية التمويل والرقمنة والشمول، حيث اقترحوا طرقاً لمواجهة المشكلات الخطيرة التي تواجه مختلف القطاعات في أعقاب الوباء.
وتناول فادي فرعون، رئيس إريكسون لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، في مداخلته مبادرات عملاق التكنولوجيا في مجال التعليم، ودور شركته في توفير حلول تغير المناخ، موضحاً مشاريعها المتوافقة مع رؤية حكومة الإمارات، إلى جانب التنويه لضرورة الاستفادة من قوة الجيل الخامس لتحويل الصناعات والمجتمعات”.

ومع أن التحول الرقمي كان أكثر وضوحاً في قطاع التمويل، لا يزال الشمول المالي يمثل تحدياً. وفي حلقة نقاشية شارك به كل من أحمد النقبي، الرئيس التنفيذي لمصرف الإمارات للتنمية، وسونيا جوخال، الشريك المؤسس لشركة “فنتشر سوق” في الإمارات، تم التركيز على زيادة الشمول الرقمي. وأشار النقبي إلى اضطرار الصناعة المصرفية لتبني أساليب جديدة، والتكيف مع الاحتياجات المتغيرة للعميل بأسرع طريقة ممكنة حال تفشى الوباء. وقال في هذا الشأن: “إن الأعمال المصرفية تهم الناس جميعاً، وكان من الضروري تغيير جميع عملياتنا، بما في ذلك القواعد واللوائح لتتماشى مع طريقة العمل الرقمية”.

ومع ذلك، تمكن مصرف الإمارات للتنمية من مواكبة التحدي، وزاد عروضه الرقمية إلى جانب لعب دور أكبر في التنويع الاقتصادي للدولة. وأشار النقبي: “التزم المصرف بتوظيف 30 مليار درهم في السوق في خمسة قطاعات رئيسية سيكون لها تأثير على الاستدامة والتنمية”.
وناقشت سونيا جوخال التغيير في قطاع الشركات الناشئة بسبب الجائحة. وأطلقت “فنتشر سوق”، الشركة الرائدة في مجال رأس المال الاستثماري والتي تعمل في دول مجلس التعاون الخليجي، أول صندوق للتكنولوجيا المالية في المنطقة في العام 2021 للمساهمة في تحول القطاع. ومع حرص الحكومات في المنطقة، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات، لتعزيز النظام البيئي، تمكنت شركات مثل “فنتشر سوق” من بناء بيئة يمكن للناس تحقيق النمو فيها. وأضافت: “لقد تعلمنا من الجائحة ضرورة التحلي بالذكاء، ورأينا ذلك على أرض الواقع في قطاع الشركات الناشئة”.

وفي مناقشة جذابة حول تسريع الرقمنة بسبب التغييرات غير المسبوقة، ناقش ديريك هوغينكامب، الشريك المؤسس لشركة “بامفيوجين تكنولوجيز” والمالك والعضو المنتدب لشركة “يلا ليمتد”، الاحتمالات الرائعة التي تحملها تقنية البلوك تشين والعملات المشفرة، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي لقيادة الابتكار. ومن جهة أخرى، سلط علاء عادل، نائب الرئيس والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة “سيرنر” الضوء على الابتكار في قطاع الرعاية الصحية الذي شهد ثورة ضخمة مدفوعة بالتكنولوجيا. وقال: “التفاعلات المباشرة وجهاً لوجه ستتحول إلى شيء جديد، وسيكون النهج الهجين بمثابة القاعدة العامة”.

وبما أن المرونة والقدرة على التكيف أصبحتا تشكلان الأساس العام الذي تقوم عليه جميع الاستراتيجيات، يجب أن تأتي التكنولوجيا في المقدمة دائماً، وأن تكون مركز جميع الحلول للتعامل مع المشكلات التي يفرضها الوباء، وهو الجانب الذي أجمع عليه قادة الصناعة. ويحظى المنتدى بالرعاية من قبل مجموعة قوية من الشركاء، بما في ذلك مجموعة “أديتيا بيرلا” الهندية برأس مال قدره 45 مليار دولار، والبنك الرقمي الرائد “زاند” و “اتصالات”، و “سي إن بي سي أرابيا” (شريك البث) و “هندوستان تايمز” و “خليج تايمز” و “مسقط ديلي” وجريدة البيان و “زي تي في” و “ويون” (الشركاء الإعلاميون) ومنظمة اليونيسيف.