في صورة اندلاع النزاع:

روسيا -أوكرانيا: التدخل العسكري الغربي غير مؤكد...!

روسيا -أوكرانيا: التدخل العسكري الغربي غير مؤكد...!

-- يهدف الضغط إلى جعل الأوكرانيين يشككون في دعم الغرب لهم
-- الحفاظ على سيطرة روسية على الأراضي الأوكرانية يتطلب استثمارًا عسكريًا كبيرًا للغاية
-- لا يمكن استبعاد تصعيد عسكري على الحدود الروســـية الأوكرانيـــة على المــدى المتوســط
-- سقوط ضحايا من الجانب الروسي، سيترتب عليه تكلفة سياسية داخلية لفلاديمير بوتين
-- تفعيل المادة 5 من معاهدة شمال الأطلسي لن يكون ممكنًا، لأن أوكرانيا ليست جزءًا من حلف الناتو


   الأسوأ غير مؤكد أبدًا، لكن تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا حقيقي جدًا. في الأسابيع الأخيرة، وقد صل إلى مستوى جديد حيث تتهم كييف موسكو بنشر حوالي 115 ألف جندي على الحدود بين البلدين، مما يثير المخاوف من وقوع هجوم. في لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الخميس الماضي جدّد وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين مخاوفه، قائلا إنه “قلق للغاية بشأن خطط روسيا لمزيد من العدوان على أوكرانيا”.
 وبالنسبة لماري دومولين، الدبلوماسية السابقة، والباحثة، ومديرة برنامج أوروبا الواسعة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، فإن الضغط الذي تمارسه روسيا على أوكرانيا يهدف، من بين أمور أخرى، إلى اختبار ردود الفعل الغربية.

   *حذّر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الخميس، من عودة “سيناريو كابوس المواجهة العسكرية” مع أوكرانيا... برأيك كيف سيترجم الغرب رد فعله في صورة الصراع؟
   - في تحذيره، أشار سيرجي لافروف إلى أن الهجوم لن يأتي من الجانب الروسي. ومع ذلك، في حال حدوث نزاع روسي أوكراني، فإن معرفة من سيبدأ بالهجوم سيكون له تأثير كبير على كيفية تخطيط الدول الغربية للرد عليه، أي: هل هو اعتداء روسي، أم رد فعل روسي على عمل عسكري من قبل أوكرانيا؟ ستؤثر الإجابة على هذا السؤال بشكل كبير على المناقشات والقرارات التي يمكن اتخاذها بعد ذلك.
   إذا بدأت روسيا الهجوم، فمن المرجح أن يزيد من احتمال رد فعل غربي. ومع ذلك، فليس من المؤكد أن الدول الغربية ستقرر الاشتباك عسكريًا إلى جانب أوكرانيا. سيكون إرسال قوات إلى أوكرانيا لمواجهة هجوم روسي قرارًا صعبًا، ولا أعتقد أن أي شخص يريد التفكير في هذه الفرضية. لكن يجب علينا جميعًا أن نظل حذرين، لأن الهجوم الذي تشنه روسيا سيكون حدثًا مهمًا بحيث لا يمكن استبعاد أنه سيؤدي إلى رغبة في رد عسكري من جانب بعض الدول الغربية.

   *سبق أن أجريت مناورات عسكرية مشتركة بين أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي. ماذا سيكون رد فعل الحلف الأطلسي في حال هجوم روسي؟
   - في ختام اجتماع للدول الأعضاء، أعلن الناتو، الثلاثاء، أن “أي عدوان روسي مستقبلي ضد أوكرانيا سيكون باهظ الثمن، وستكون له عواقب سياسية واقتصادية خطيرة على روسيا”. ومع ذلك، يجب أن يكون مفهوماً أن تفعيل المادة 5 من معاهدة شمال الأطلسي -التي تنص على أن الهجوم على أحد أعضاء الحلف يشكل هجومًا على جميع الأعضاء الآخرين -لن يكون ممكنًا، لأن أوكرانيا ليست جزءً من حلف الناتو. وبالتالي، فإن أي رد فعل عسكري محتمل سيكون، في كل الاحوال، خارج إطار هذه المعاهدة.

   وسيفترض وجود إجماع بين جميع أعضاء الحلف حول هذه المسألة... بلوغ ذلك ليس مستحيلا، ولكن من الصعب في هذه المرحلة تحديد ما إذا كان مثل هذا الإجماع سيوجد. والأرجح، ان رد فعل سيتمثّل في عقوبات اقتصادية وسياسية قاسية للغاية ضد روسيا. ولا يستبعد أن ترى بعض الدول ضرورة تقديم دعم عسكري لأوكرانيا، على الأقل بشكل رمزي. والأرجح، أن هذا الدعم العسكري سيأتي من خلال التدريب وإمدادات الأسلحة والمعدات، لكن دون تدخل عسكري مباشر.

   *عام 2014، استبعد الغرب أي تدخل عسكري في أوكرانيا ...
   - فعلا، ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أننا كنا عام 2014، في وضع مختلف تمامًا، لأن درجة التقارب بين أوكرانيا والدول الغربية كانت أقل أهمية بكثير. واليوم، العلاقات مع أوكرانيا أكثر كثافة، وتم وضع تعاون عسكري: المملكة المتحدة وكندا، على سبيل المثال، نشطتان للغاية في مجال التدريب العسكري، وتركيا نشطة أيضًا على المستوى العسكري الصناعي، لذا فإن حقيقة استبعاد التدخل العسكري عام 2014 لا تعني بالضرورة أنه سيكون هو نفسه اليوم.

   *هل أن تصعيد بوتين لضغوطه على أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، طريقة لاختبار رد الفعل الغربي؟
   - على الإطلاق. أعتقد أن حسابات الروس هي أن الغرب لن يذهب إلى حد دعم أوكرانيا عسكريًا، وبالتالي ستحتفظ موسكو بأسبقية عسكرية على كييف في حال نشوب صراع. في النهاية، يعدّ هذا الضغط وسيلة لجعل الأوكرانيين يشكّكون في دعم الغرب: إظهار أن الدول الغربية ستتردد في الانخراط عسكريا، وأنه لا يمكن الاعتماد عليها، على عكس روسيا.

   ومع ذلك، أعتقد أن شبكة القراءة الروسية خاطئة جزئيًا. يستخف الروس بدرجة عدم الشعبية التي يتمتعون بها في أوكرانيا، ويبالغون في تقدير التعاطف الذي يتمتعون به لدى السكان الناطقين بالروسية في ذلك البلد. في الواقع، يعتبر هؤلاء أنفسهم أوكرانيين قبل كل شيء، وقد صُدموا تمامًا مثل باقي السكان بضم شبه جزيرة القرم وزعزعة استقرار دونباس. وهذا أمر يجعل الوضع الحالي أكثر خطورة: ليس فقط لان نوايا روسيا غير معروفة بوضوح، ولكن ينضاف اليها سوء التقدير كاحتمال مرجح، أي أن للروس تحليلا للوضع في أوكرانيا ربما يكون خاطئًا جزئيًا.

   *إذا لمّح الغرب أنه لن يتدخل عسكريًا للدفاع عن أوكرانيا، ألا يجازف بإطلاق العنان لبوتين؟
   - إنها مخاطرة، لكن في الواقع لا يوجد حلّ جيّد. إذا قال الغرب إنه لن يتدخل، فسيؤكد الافتراضات الروسية، والتي ستعتبرها روسيا بمثابة ضوء أخضر لفعل ما تريد. لكن على العكس من ذلك، إذا قال الغرب إنه سيتدخل عسكريًا للدفاع عن أوكرانيا، فسيزيد الضغط ويزيد من خطر التصعيد. ان الروس مقتنعون بأن هناك محاولة من قبل الناتو لكسب موطئ قدم في أوكرانيا. لذلك كلما ذهبنا في اتجاههم، زاد جنون العظمة لديهم. في هذه المرحلة، فإن الخطاب العسكري حول هذه القضية، لن يؤدي إلا إلى وضع تكون الخسارة من نصيب الطرفين.

   *هل يمكن للحوار المقبل بين بايدن وبوتين أن يقلّل من مستوى التوتر؟
   - نأمل ذلك، ولكن توجد في رأيي صعوبتان: من ناحية، سيناقش الأمريكيون والروس أمن الدول الأوروبية، دون مشاركة الدول الأوروبية، الأمر الذي لا يزال محرجًا بعض الشيء بالنسبة لهم. من ناحية أخرى، تطالب روسيا بضمانات مكتوبة بأن أوكرانيا لن تنضم إلى الناتو في المستقبل، وأنه لن يكون لأي دولة في الناتو هيكل للتعاون العسكري مع أوكرانيا.
   وهذه ضمانة لن يتمكن الأمريكيون على الأرجح من إعطائها لهم. علاوة على ذلك، لا يمكن لأحد أن يملي على أوكرانيا الاتجاه الذي ينبغي أن تسلكه، وليس لديها أي خطط للتخلي عن عضوية الناتو. لكل هذا نتوقع أن يواصل الروس الضغط.

   *في هذا السياق، هل هناك مصداقية في القول بهجوم روسي على المدى القصير أو المتوسط؟
   - للإجابة على هذا السؤال، هناك العديد من الأشياء التي يجب مراعاتها. بداية، سيكون هجوم روسيا مكلفًا للغاية على عدة جبهات: اولا، لأنه سيثير رد فعل من الدول الغربية، ولو من خلال العقوبات فقط. ثانياً، لأن الأوكرانيين لن يستسلموا. وبالتالي، فإن الحفاظ على سيطرة روسية على الأراضي الأوكرانية سيتطلب استثمارًا عسكريًا كبيرًا للغاية، في مواجهة قوات مسلحة أوكرانية نمت بشكل كبير منذ عام 2014، وهي على وجه الخصوص، أكثر عددًا وأفضل تجهيزًا.

   في الواقع، سيكون هناك ضحايا أيضًا من الجانب الروسي، الأمر الذي سيترتب عليه تكلفة سياسية داخلية لفلاديمير بوتين. لذلك سيكون من الصعب تبرير هذا التدخل العسكري للرأي العام الروسي. من جهة اخرى، فإن التوضيح لنفس الرأي العام الروسي بأن روسيا تخوض حربًا ضد الأوكرانيين، الذين قدمتهم الدعاية الروسية نفسها كشعب شقيق لسنوات، يعقّد إدارة هذه العملية بشكل أكبر. لذا لا يبدو لي أن سيناريو التدخل العسكري الروسي هو الأرجح على المدى القصير. لكن في الوقت نفسه ، فإن مستوى التوتر وصل إلى درجة لا يمكن معها استبعاد تصعيد على المدى المتوسط.


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/