تنكّر لوليّ نعمته وراعيه

رون ديسانتيس، المنافس الجديد لدونالد ترامب...!

رون ديسانتيس، المنافس الجديد لدونالد ترامب...!

-- تزداد أهمية حاكم ولاية فلوريدا في المشهد السياسي والإعلامي الأمريكي كل يوم
-- مواقفه الأيديولوجية تستهوي بشدة الترامبيين وكذلك جميــع النشـــطاء الجمهوريين، وتثيـر غضب التقدميين
-- لا يزال ديسانتيس في المركز الثاني في الاستطلاعات للتمهيدية الجمهورية المقبلة، ويشكل أملًا لمؤسسة الحزب


    كان الأكثر حظوة عند الرئيس المخلوع، وها هو يثير اليوم إعجاب الجمهوريين الأكثر محافظة ورجعية، ويمكن أن يمثل فرصة جديدة للحزب.
   إنه يشبه ترامب، لكنه أكثر رقيًا، وأكثر انضباطًا، غليظا، ولكن ليس فظًا جدًا”. هذه الكلمات القليلة من دان إبرهارت، المتبرع المنتظم في الحزب الجمهوري، لصحيفة نيويورك تايمز، تصف تمامًا محبوب فوكس نيوز والمحافظين الأمريكيين.

حاكم ولاية فلوريدا منذ عام 2018، تزداد أهمية رون ديسانتيس في المشهد السياسي والإعلامي الأمريكي كل يوم، الى درجة أن ترامب بات يعتبره اليوم منافسًا جديّا على الانتخابات الرئاسية لعام 2024.   في وقت ما، كان الرئيس السابق معلّمه وحاضنه، لكن رجل فلوريدا القوي، يمكن أن يصبح السيد الجديد للحزب الكبير القديم، وربما حتى الرئيس القادم للولايات المتحدة.

النجم الصاعد
 للحزب الجمهوري
   بعد أن أمضى عدة سنوات في البحرية، دخل رون ديسانتيس السياسة عام 2012 من بوابة الحزب الجمهوري.
 انتخب في نفس العام ممثلاً عن الدائرة السادسة لفلوريدا في مجلس النواب، وعرفت شهرته ارتفاعا محليًا. أعيد انتخابه مرتين، ولفت انتباه دونالد ترامب، الرئيس آنذاك، الذي منحه دفعة كبيرة عام 2017 عبر تغريدة إشادة: “رون ديسانتيس سيكون حاكمًا ممتازًا».
   وبهذا الدعم، فاز الشاب المنتخب، البالغ من العمر 39 عامًا، في الانتخابات لذاك المنصب، متغلبًا على المرشح الديمقراطي أندرو جيلوم. هذا التفويض الجديد، منحه حضورا وطنيا، وجعله ســــياسيًا مهمًــــا في عالم المحافظين.
   لكن عام 2021، مع انتشار جائحة كوفيد -19 ووصول الديمقراطيين إلى السلطة، فجّر الشاشة من خلال تحوله الى رافع لواء المناهضين للتدابير الصحية، ومن خلال تجسيد التجديد الجمهوري.

ذكي وخبيث، عرف كيف يبقى بعيدًا بشكل كافٍ عن نظرية معلمه الضبابية حول تزوير الانتخابات، وبالتالي تفادي المشاكل والجدل الذي لا فائدة منه.
  وخصوصا، لم يتردد رون ديسانتيس في أن يظهر كمحافظ متشدد طوال العام الماضي لجذب الكاميرات وتملق اليمين الأمريكي: هاجم الحق في الإجهاض، وشكك في توصيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ومطاردة الساحرات ضد المدرسين والمدارس العامة، ومكافآت لاجتذاب عناصر الشرطة المناهضين للتطعيم إلى فلوريدا، وحتى الرغبة في إنشاء شرطة انتخابية.
 منظومة أيديولوجية، تستهوي بشدة الترامبيين وكذلك جميع النشطاء الجمهوريين، وتثير غضب التقدميين.

ترامب - ديسانتيس:
 أفضل الأعداء؟
   يبدو أن صعود رون ديسانتيس داخل الحزب الجمهوري والناخبين المحافظين، يثير غضب دونالد ترامب الآن. ولئن لم يهاجم الرئيس السابق حاكم فلوريدا بشكل مباشر، فقد استهدفه مؤخرًا بشكل غير مباشر خلال مقابلة مع وسيلة إعلام يمينية متطرفة اون أمريكا نيوز، واصفاً بـ “الجبناء”، السياسيين الذين يرفضون الكشف عما إذا كانوا قد تلقوا الجرعة الثالثة من لقاح كوفيد-19، وهي حال رون ديسانتيس.
   في منتصف شهر يناير، أشارت أكسيوس إلى أن دونالد ترامب ينتقد بشكل علني ومنتظم مهره السابق في الجلسات الخاصة لأنه لم يصرّح علنًا أنه لن يترشح عام 2024، بل ذهب إلى حد وصفه بأنه “جاحد وناكر جميل وبدون شخصية».

   في أعقاب نشر هذا المقال، دخل روجر ستون، وهو صديق مقرب للملياردير، إلى الحلبة عبر رسالة نُشرت على الشبكات الاجتماعية تضمنت “اللعنة رون ديسانتيس”... الأجواء ملتهبة! وردا على ذلك، شكك الحاكم في السياسة الصحية للبيت الأبيض في بداية الوباء، مستعرضا الكثير من القيود والاكراهات.
 إجابة خجولة لكنها صريحة بما يكفي لفهـــــم الدافع السياسي الخفي لـ ديســــانتيس: معـــــه، ســـــيتم دائمًـــــــا احترام “الحرية الصحية” المقدسة، مهما كان الثمن على مستوى الحياة البشرية.

 نوع من المعارضة للمواقف المؤيدة للتطعيم التي تبناها مؤخرًا دونالد ترامب، والتي أكسبته انتقادات عديدة من الأطراف الأكثر تطرفاً بين مؤيديه.
  منذئذ، يحاول الملياردير النيويوركي إطفاء بداية هذا الحريق من خلال وصف كل هذه التأويلات والتسريبات بأنها “أخبار زائفة”.
 ويبدو خصوصا، أنه قد أدرك أنّ استعراض الانقسامات في الساحة العامة، واستعداء ديسانتيس، الذي كان يتصوره في أبريل الماضي مرشحًا على بطاقته عام 2024، قد يضر به في المستقبل.

  لا يزال ديسانتيس في المركز الثاني في مختلف استطلاعات الرأي للانتخابات التمهيدية الجمهورية المقبلة، ويشكل خطرًا حقيقيًا على ترامب وأملًا لمؤسسة الحزب، التي ترغب في التخلص من رئيس سابق أصبح مزعجا للغاية.