رئيس الدولة والرئيس الروسي يبحثان سبل احتواء التصعيد في المنطقة والاحتكام إلى الحوار
رغم صعود أسهمها في استطلاعات الرأي:
سباق الإليزيه: تجسد فاليري بيكريس أملًا هشًا لليمين...!
-- تقدم فاليري تم، بشكل رئيسي أو كلي، على حساب اليمين المتطرف ممثلا في مارين لوبان وإريك زمور
-- شريحة كبيرة من اليمينيين استقبلت تعيين بيكريس بارتياح
-- تقدم بيكريس في الاستطلاعات لا يسبب أي تراجع للمتصدّر منذ عدة أشهر: إيمانويل ماكرون
-- تجلى الانقسام بين اليمين «الليبرالي المحافظ» الذي تمثله بيكريس ويمين «قومي-هووي» بقيادة سيوتي داخل الجمهوريين
بعد صعود أسهمها في استطلاعات نوايا التصويت إثر الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي، ستواجه مرشحة الجمهوريين الحلقة الأكثر تعقيدًا في حملتها الرئاسية.
ثلاث نقاط أخرى في “هاريس التفاعلية”، وأربع نقاط أخرى وفقًا لـ “إيبسوس”، وسبع نقاط أخرى لـ “ايفوب”، و11 نقطة أخرى حسب “ايلاب”... من يقول أفضل؟ ما ان تم تعيينها من قبل ما يفوق عن 110 ألف ناخب من بين ما يقرب من 140 ألف عضو مسجلّ في حزب “الجمهوريون” (تم تسجيل حوالي 70 ألف عضوية جديدة بين نهاية سبتمبر و16 نوفمبر)، دخلت فاليري بيكريس بشكل مذهل استطلاعات نوايا التصويت الرئاسية 10 و24 أبريل 2022.
تغيير في المكانة، سيعرّضها الآن لانتقادات حادّة من أشد خصومها الذين يقفون على يمينها وليس على يسارها، فهذا الاخير نفسه في ازمة. لقد حصلت على 69326 صوتًا (60 فاصل 95 بالمائة من الأصوات المدلى بها) مقابل 44412 صوتًا (39 فاصل 05 بالمائة) لصالح إريك سيوتي، في مؤتمر للحزب اليميني في مطلع ديسمبر –والذي كان، في الواقع، انتخابات تمهيدية مغلقة مخصصة لـ الأشخاص المسجلين ودفعوا معلوم انخراطهم.
في نهاية الجولة الأولى، التي شهدت على عكس كل التوقعات، تقدم سيوتي قليلاً على بيكريس، وهي أيضًا غير متوقعة في هذا المكان، صوّت جميع المرشحين الذين تم استبعادهم (ميشيل بارنييه، وكزافييه برتران، وفيليب جوفان) لصالح المرأة الوحيدة في المنافسة.
سلطت مبارزة الجولة الثانية بين الوزيرة السابقة، رئيسة منطقة إيل دو فرانس، ونائب جبال الألب ماريتيم الذي يطمح إلى أن يصبح وزيرًا للداخلية في حكومة يمينية، الضوء على خط الانقسام الذي يخترق حزب “الاتحاد من أجل حركة شعبية” السابق، وهو حزب دعّم جاك شيراك ونيكولا ساركوزي خلال فترتهما الرئاسية من 2002 إلى 2012 قبل تغيير اسمه، في 2015، ليصبح حزب “الجمهوريون”. وتجلى الانقسام بين اليمين “الليبرالي المحافظ”، الذي تمثله بيكريس، ويمين “قومي-هووي” بقيادة سيوتي داخل “الجمهوريين».
تعيين في شكل
تنفّس الصعداء
الدرس الأول المستفاد من التعيين الناجح للمرشح الرئاسي اليميني، والذي يجد تعبيره الأكثر وضوحًا في الاستطلاعات الأربعة الأولى بعد الانتخابات التمهيدية، هو ارتفاع منسوب بيكريس الكبير في نوايا التصويت (على الأقل، قبل أربعة أشهر من الجولة الأولى من الانتخابات الرئيسية للجمهورية الخامسة). وهذا يعني أن جزءًا كبيرًا من اليمينيين استقبلوا هذا التعيين بارتياح وتنفسوا الصعداء.
انه يضع حداً لفترة طويلة من عدم اليقين والحرب الكامنة بين الذين ظلوا مخلصين للحزب (بارنييه، سيوتي، جوفان) وأولئك الذين تركوه –قبل العودة لضرورات القضية الانتخابية الداخلية –لأنهما يعتقدان (برتران في 2017 وبيكريس في 2019) أن إعادة التأسيس لا يمكن أن تتم إلا من خارج الحزب.واســـتنكر الاثنان حينها “الاتجـــــاه يمينا” للجمهوريين الذي، حسب رأيهما، يخاطر بأن يــــــؤدي إلـى “انكماش” انتخابي.
تقدم على حساب
اليمين المتطرف
الدرس الثاني من هذه الاستطلاعات، هو أن هذا التقدم يتم، بشكل رئيسي أو كلي، على حساب اليمين المتطرف الذي تمثله مارين لوبان زعيمة التجمع الوطني وإريك زمور على رأس حركة “استرداد” فرنسا الجديدة! وكذلك على حساب أقصى اليمين بقيادة نيكولاس دوبون ايغنان حزب “انهضي فرنسا».
وقد يتعلق الامر بشريحة أكثر راديكالية من ناخبي اليمين لجأت للتصويت المتطرف تعبيرا عن خيبة أملها من إدارة اليمين البرلماني لما يقرب من عقد من الزمان.
ويمكن أن نضيف اليهم، ربما، جزءً صغيرًا من الناخبين العائمين الذين ميولهم السياسية أقل إيديولوجية و - أو أقل تأكيدًا.
رئيس الدولة لا يزال
في مركز الصدارة
الدرس الثالث من تقدم بيكريس-المصحوب، بالتأكيد، بنقل نوايا التصويت بين المرشحين الآخرين الذين هم بطبيعتهم أقل قابلية للتحليل لأنهم أقل وضوحًا (بسبب نقص البيانات الدقيقة) -هو أنه لا يسبب أي تراجع كبير أو انعدامه للشخص الذي يحتل الصدارة منذ عدة أشهر: إيمانويل ماكرون.
إقلاع مستدام
أو صحوة عابرة
وهذه هي فترة الكمون التي سيكون من الصعب على بطلة اليمين البرلماني إدارتها.
سيتعين عليها الاستفادة من حماس معسكرها الذي أثاره تعيينها وقياسه من قبل مؤسسات الاستطلاع في نوايا التصويت. وإثبات أن الأمر يتعلــق بإقلاع متين وصلب وليس مجرد انتعاش عابر، كما لوحظ في الماضي مع ترشيحات أخرى:
بينوا هامون، مرشح الحزب الاشتراكي عام 2017، هو أحدث مثال على ذلك وأبرزه فيما يتعلق باليسار.
لأن نقطة ضعف ترشيح بيكريس، رغم ضجيج المؤثرين على وســــــائل التواصل الاجتماعي حول موضوع وحدة اليمين، هو بالضبط الانقسام المستوطن الذي اســـــتمر في اختـــــــراق اليمين بقوة ووضوح متفاوتــــين طيلــــــة خمسـين عامًا.
ووحده ساركوزي تمكّن، من خلال صد اليمين المتطرف قبل انتخابه عام 2007، من التغلب على هذا الصدع من خلال الاستيلاء (على نحو متناقض) على الصيغة الشيراكية التي بموجبها “الزعيم وُجد ليكون زعيمًا».
المواجهة التاريخية اللانهائية لليمين
ولكن، من جاك شابان-دلماس، رئيس الوزراء الديغولي الذي أزاحه عام 1972 اتباع بومبيدو بسبب رؤيته الاجتماعية جدا لـ “المجتمع الجديد”، إلى مبارزة جوبيه-فيون في الانتخابات التمهيدية اليمينية عام 2016، مرورا بالانقسام بين جيسكار وشيراك عام 1976، والتعارض بين ريمون بار وشيراك مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية عام 1988، والصراع الدامي بين إدوارد بالادور، وللمرة الثالثة شيراك عام 1995، واجه تياران لليمين بعضهما البعض دائمًا.
تم وضع هذه الحالة في الاعتبار في أوائل الخمسينات من القرن الماضي من قبل اب العلوم السياسية الحديثة، المؤرخ رينيه ريمون، الذي أضاف تيارًا ثالثًا، الشرعيين، ممثلي اليمين المتطرف اليوم.
وإذا استطاعت بيكريس، كما تشير استطلاعات الرأي الأربعة الأولى، ان تجسّد تقدّمها الملموس وتنجح في فصل جناح اليمين البونابارتي بشكل دائم، أو حتى بعض الأورليانيين الذين فروا إلى أقصى اليمين، يمكنها ان تعتبر أن حملتها تسير على الطريق الصحيح. لكن سيتعين عليها مواجهة الحركة المترافقة لمرشحيّ اليمين المتطرف، ولأكثرهما نشاطا، ايريك زمور، الذي يريد أن يكون استمرارا لحزب “التجمع من أجل الجمهورية” زمن شارل باسكوا... فلا (لوبان) ولا الآخر، يفكران في ان يتــــــم تجريدهما بالكامل.
العنصر الآخر الذي يجب أخذه بعين الاعتبار، هو رد فعل الجزء المعتدل من ناخبيها. تخضع لضغوط داخلية من منافسها في الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية، سيوتي، ليؤيدها ويكون حاضرا في الانتخابات النيابية، شهدت التحاق مسؤولين منتخبين ونشطاء من ألب ماريتيم، بمعسكر كريستيان إستروزي، عمدة نيس.
وانضم هذا الاخير إلى الحركة التي أطلقها رئيس الوزراء الأسبق، إدوارد فيليب، هوريزون (آفاق)، أحد مكونات التكتل الذي يدعو إلى ترشيح جديد لماكرون.
«في نفس الوقت”، ورقة رابحة أو الإعاقة؟
سيتعين على مرشحة اليمين أن تلعب في حزام ضيق. لأنها جلست على التوالي في حكومات فيون (2007 -2012) قبل أن تدعم الان جوبيه ضد نفس فيون في الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية اليمينية لعام 2016 (مرتكبة خطأ في التحليل لأنها اعتقدت أن الجولة الثانية ستكون بين جوبيه، الشيراكي، وساركوزي) ثم اعتبارها، بشكل خاطئ، غنيمة حرب لماكرون عام 2017، بينما أعلنت دعمها لـ “مظاهرة للجميع” (ضد زواج المثليين) تحت ولاية الرئيس فرنسوا هولند.
وهذه الخلطة، الذي قد يسميها البعض للمفارقة “في نفس الوقت”، يجب أن تتحول إلى ورقة رابحة إذا لم تصبح عائقا.
-- شريحة كبيرة من اليمينيين استقبلت تعيين بيكريس بارتياح
-- تقدم بيكريس في الاستطلاعات لا يسبب أي تراجع للمتصدّر منذ عدة أشهر: إيمانويل ماكرون
-- تجلى الانقسام بين اليمين «الليبرالي المحافظ» الذي تمثله بيكريس ويمين «قومي-هووي» بقيادة سيوتي داخل الجمهوريين
بعد صعود أسهمها في استطلاعات نوايا التصويت إثر الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي، ستواجه مرشحة الجمهوريين الحلقة الأكثر تعقيدًا في حملتها الرئاسية.
ثلاث نقاط أخرى في “هاريس التفاعلية”، وأربع نقاط أخرى وفقًا لـ “إيبسوس”، وسبع نقاط أخرى لـ “ايفوب”، و11 نقطة أخرى حسب “ايلاب”... من يقول أفضل؟ ما ان تم تعيينها من قبل ما يفوق عن 110 ألف ناخب من بين ما يقرب من 140 ألف عضو مسجلّ في حزب “الجمهوريون” (تم تسجيل حوالي 70 ألف عضوية جديدة بين نهاية سبتمبر و16 نوفمبر)، دخلت فاليري بيكريس بشكل مذهل استطلاعات نوايا التصويت الرئاسية 10 و24 أبريل 2022.
تغيير في المكانة، سيعرّضها الآن لانتقادات حادّة من أشد خصومها الذين يقفون على يمينها وليس على يسارها، فهذا الاخير نفسه في ازمة. لقد حصلت على 69326 صوتًا (60 فاصل 95 بالمائة من الأصوات المدلى بها) مقابل 44412 صوتًا (39 فاصل 05 بالمائة) لصالح إريك سيوتي، في مؤتمر للحزب اليميني في مطلع ديسمبر –والذي كان، في الواقع، انتخابات تمهيدية مغلقة مخصصة لـ الأشخاص المسجلين ودفعوا معلوم انخراطهم.
في نهاية الجولة الأولى، التي شهدت على عكس كل التوقعات، تقدم سيوتي قليلاً على بيكريس، وهي أيضًا غير متوقعة في هذا المكان، صوّت جميع المرشحين الذين تم استبعادهم (ميشيل بارنييه، وكزافييه برتران، وفيليب جوفان) لصالح المرأة الوحيدة في المنافسة.
سلطت مبارزة الجولة الثانية بين الوزيرة السابقة، رئيسة منطقة إيل دو فرانس، ونائب جبال الألب ماريتيم الذي يطمح إلى أن يصبح وزيرًا للداخلية في حكومة يمينية، الضوء على خط الانقسام الذي يخترق حزب “الاتحاد من أجل حركة شعبية” السابق، وهو حزب دعّم جاك شيراك ونيكولا ساركوزي خلال فترتهما الرئاسية من 2002 إلى 2012 قبل تغيير اسمه، في 2015، ليصبح حزب “الجمهوريون”. وتجلى الانقسام بين اليمين “الليبرالي المحافظ”، الذي تمثله بيكريس، ويمين “قومي-هووي” بقيادة سيوتي داخل “الجمهوريين».
تعيين في شكل
تنفّس الصعداء
الدرس الأول المستفاد من التعيين الناجح للمرشح الرئاسي اليميني، والذي يجد تعبيره الأكثر وضوحًا في الاستطلاعات الأربعة الأولى بعد الانتخابات التمهيدية، هو ارتفاع منسوب بيكريس الكبير في نوايا التصويت (على الأقل، قبل أربعة أشهر من الجولة الأولى من الانتخابات الرئيسية للجمهورية الخامسة). وهذا يعني أن جزءًا كبيرًا من اليمينيين استقبلوا هذا التعيين بارتياح وتنفسوا الصعداء.
انه يضع حداً لفترة طويلة من عدم اليقين والحرب الكامنة بين الذين ظلوا مخلصين للحزب (بارنييه، سيوتي، جوفان) وأولئك الذين تركوه –قبل العودة لضرورات القضية الانتخابية الداخلية –لأنهما يعتقدان (برتران في 2017 وبيكريس في 2019) أن إعادة التأسيس لا يمكن أن تتم إلا من خارج الحزب.واســـتنكر الاثنان حينها “الاتجـــــاه يمينا” للجمهوريين الذي، حسب رأيهما، يخاطر بأن يــــــؤدي إلـى “انكماش” انتخابي.
تقدم على حساب
اليمين المتطرف
الدرس الثاني من هذه الاستطلاعات، هو أن هذا التقدم يتم، بشكل رئيسي أو كلي، على حساب اليمين المتطرف الذي تمثله مارين لوبان زعيمة التجمع الوطني وإريك زمور على رأس حركة “استرداد” فرنسا الجديدة! وكذلك على حساب أقصى اليمين بقيادة نيكولاس دوبون ايغنان حزب “انهضي فرنسا».
وقد يتعلق الامر بشريحة أكثر راديكالية من ناخبي اليمين لجأت للتصويت المتطرف تعبيرا عن خيبة أملها من إدارة اليمين البرلماني لما يقرب من عقد من الزمان.
ويمكن أن نضيف اليهم، ربما، جزءً صغيرًا من الناخبين العائمين الذين ميولهم السياسية أقل إيديولوجية و - أو أقل تأكيدًا.
رئيس الدولة لا يزال
في مركز الصدارة
الدرس الثالث من تقدم بيكريس-المصحوب، بالتأكيد، بنقل نوايا التصويت بين المرشحين الآخرين الذين هم بطبيعتهم أقل قابلية للتحليل لأنهم أقل وضوحًا (بسبب نقص البيانات الدقيقة) -هو أنه لا يسبب أي تراجع كبير أو انعدامه للشخص الذي يحتل الصدارة منذ عدة أشهر: إيمانويل ماكرون.
إقلاع مستدام
أو صحوة عابرة
وهذه هي فترة الكمون التي سيكون من الصعب على بطلة اليمين البرلماني إدارتها.
سيتعين عليها الاستفادة من حماس معسكرها الذي أثاره تعيينها وقياسه من قبل مؤسسات الاستطلاع في نوايا التصويت. وإثبات أن الأمر يتعلــق بإقلاع متين وصلب وليس مجرد انتعاش عابر، كما لوحظ في الماضي مع ترشيحات أخرى:
بينوا هامون، مرشح الحزب الاشتراكي عام 2017، هو أحدث مثال على ذلك وأبرزه فيما يتعلق باليسار.
لأن نقطة ضعف ترشيح بيكريس، رغم ضجيج المؤثرين على وســــــائل التواصل الاجتماعي حول موضوع وحدة اليمين، هو بالضبط الانقسام المستوطن الذي اســـــتمر في اختـــــــراق اليمين بقوة ووضوح متفاوتــــين طيلــــــة خمسـين عامًا.
ووحده ساركوزي تمكّن، من خلال صد اليمين المتطرف قبل انتخابه عام 2007، من التغلب على هذا الصدع من خلال الاستيلاء (على نحو متناقض) على الصيغة الشيراكية التي بموجبها “الزعيم وُجد ليكون زعيمًا».
المواجهة التاريخية اللانهائية لليمين
ولكن، من جاك شابان-دلماس، رئيس الوزراء الديغولي الذي أزاحه عام 1972 اتباع بومبيدو بسبب رؤيته الاجتماعية جدا لـ “المجتمع الجديد”، إلى مبارزة جوبيه-فيون في الانتخابات التمهيدية اليمينية عام 2016، مرورا بالانقسام بين جيسكار وشيراك عام 1976، والتعارض بين ريمون بار وشيراك مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية عام 1988، والصراع الدامي بين إدوارد بالادور، وللمرة الثالثة شيراك عام 1995، واجه تياران لليمين بعضهما البعض دائمًا.
تم وضع هذه الحالة في الاعتبار في أوائل الخمسينات من القرن الماضي من قبل اب العلوم السياسية الحديثة، المؤرخ رينيه ريمون، الذي أضاف تيارًا ثالثًا، الشرعيين، ممثلي اليمين المتطرف اليوم.
وإذا استطاعت بيكريس، كما تشير استطلاعات الرأي الأربعة الأولى، ان تجسّد تقدّمها الملموس وتنجح في فصل جناح اليمين البونابارتي بشكل دائم، أو حتى بعض الأورليانيين الذين فروا إلى أقصى اليمين، يمكنها ان تعتبر أن حملتها تسير على الطريق الصحيح. لكن سيتعين عليها مواجهة الحركة المترافقة لمرشحيّ اليمين المتطرف، ولأكثرهما نشاطا، ايريك زمور، الذي يريد أن يكون استمرارا لحزب “التجمع من أجل الجمهورية” زمن شارل باسكوا... فلا (لوبان) ولا الآخر، يفكران في ان يتــــــم تجريدهما بالكامل.
العنصر الآخر الذي يجب أخذه بعين الاعتبار، هو رد فعل الجزء المعتدل من ناخبيها. تخضع لضغوط داخلية من منافسها في الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية، سيوتي، ليؤيدها ويكون حاضرا في الانتخابات النيابية، شهدت التحاق مسؤولين منتخبين ونشطاء من ألب ماريتيم، بمعسكر كريستيان إستروزي، عمدة نيس.
وانضم هذا الاخير إلى الحركة التي أطلقها رئيس الوزراء الأسبق، إدوارد فيليب، هوريزون (آفاق)، أحد مكونات التكتل الذي يدعو إلى ترشيح جديد لماكرون.
«في نفس الوقت”، ورقة رابحة أو الإعاقة؟
سيتعين على مرشحة اليمين أن تلعب في حزام ضيق. لأنها جلست على التوالي في حكومات فيون (2007 -2012) قبل أن تدعم الان جوبيه ضد نفس فيون في الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية اليمينية لعام 2016 (مرتكبة خطأ في التحليل لأنها اعتقدت أن الجولة الثانية ستكون بين جوبيه، الشيراكي، وساركوزي) ثم اعتبارها، بشكل خاطئ، غنيمة حرب لماكرون عام 2017، بينما أعلنت دعمها لـ “مظاهرة للجميع” (ضد زواج المثليين) تحت ولاية الرئيس فرنسوا هولند.
وهذه الخلطة، الذي قد يسميها البعض للمفارقة “في نفس الوقت”، يجب أن تتحول إلى ورقة رابحة إذا لم تصبح عائقا.