رئيس الدولة ونائباه يعزون خادم الحرمين بوفاة الأمير فيصل بن خالد
شخصيات في حياتنا
غالباً ما يشكل الأصدقاء والمعارف جزءاً مهماً في حياتنا، البعض يمدنا بالطاقات الإيجابية والبعض الآخر لم يؤد المطلوب منه، لكن في العموم يؤثر فينا الجميع طالما عقولنا ليست مغلقة تستقبل العلم ولديها الرغبة في التطوير، من بين هؤلاء " معاذ الطيب" شاب لم يتجاوز الثلاثين من عمره، يتمتع بقدرة غريبة في جذب المحيطين به واحتوائهم بشكل مبالغ فيه، يعيد في الأذهان ترتيب أوراق الشعور بالتحول الجذري لانطباعنا عن شباب اليوم، فالصورة الذهنية أنهم سطحيون بلا هوية مفهومة، يسعون وراء المرح واللامبالاة غير مهتمين بالولاء ولا الانتماء، لكن سرعان ما تغير الفكرة بتأمل لمثل هؤلاء الشباب الواعي المثقف الباحث عن المعرفة والمدافع عن وطنه وقضايا قومه
تعرفت على "معاذ الطيب" في مكتبه بمنشأة ثقافية معنية بالتراث، إنسان بسيط في إطاره الخارجي لكن يحمل من العلم الكثير، لديه حب شديد للقراءة والاطلاع، يعتبر واحدا من المثقفين الذين يدركون معنى الحوار بعيداً عن الجدال، لم أستغرب عندما أخبرني بأنه عاش في مصر فترة دراسة الماجيستير في الإخراج السينمائي بالجامعة الأمريكية، وكيف كانت معاملة المصريين للوافدين من أجل تحصيل العلم أو السياحة خاصة من الجنسيات العربية، اختلف كثيراً عن الذين ينقلون الصورة غير الجميلة عن مصر والمصريين، كان محايداً عقلانيا لا يذوب مع الخليط الشبابي الأجوف معتمداً على تحقيق الهدف من خلال صقل الخبرات واكتساب المهارات وبناء ذاته والتسلح بالمعرفة
ليس من الضروري أن تتعلم من شخص مشهور، أو رجل حكيم أو كاتب عبقري أو شاعر مخضرم، لكن التعلم الحقيقي يأتي من أبطال القصص لا كتابها، نحصل على الخبرة من أهلها لا ممن يروون عنها، الاختلاط مع شخوص وعوالم حقيقية بعيداً عن العناوين البراقة والكتب الرنانة، فالحياة مع الأشخاص بعيداً عن الحياة الافتراضية تنعش الذاكرة وتبقيها حية، وتزيد من الوعي والخيال، كما أن الحوار مع هؤلاء مفيد خاصة بعيداً عن الأضواء والميكروفون والكاميرا التى تحول الآراء وتخفي ما في الصدور، هنا ومع هؤلاء نشعر بأننا بلا تزييف ولا ضوضاء نعيش بوجوه حقيقية.
بالتقصي عن حقيقة "معاذ الطيب" والدافع وراء هذا التطوع الإنساني، وجدته باراً بوالديه حريص على احتواء والدته وتحمل مسؤولية أشقائه، وتلاوة ما يزيد عن عشرة أجزاء من القرآن يومياً على روح والده وآخرين، بالإضافة لأكثر من عشرة آلاف من بين ذكر وصلاة وتسبيح، فضلاً عن تكوين جروب لختمة على روح أشخاص رحلوا، كل تلك الخصال ترطب الروح وتهذب النفس وترتقي بالإنسانية لدرجات التخلص من الأنانية والحسد.
له بعض المقالات في مجال السينما وما تحتويه من فنيات، كالإخراج والتصوير وكتابة السيناريو وفن التصوير الفوتوغرافي، وغيرها من الأطروحات التعليمية والمعرفية، كما يقوم على المستوى الإنساني بتقديم المساعدة والاهتمام بالآخر والسعي لقضاء حوائج الناس بدون رياء أو طلب للشهرة، تلك هي الإنسانية التى تتجسد في شبابنا العربي الواعد المهموم بقضايا الوطن الكبير .