صحف عربية: حرب بيانات في لبنان..طريق إلى المجهول

صحف عربية: حرب بيانات في لبنان..طريق إلى المجهول


توتر الوضع السياسي المتدهور في لبنان، أكثر بعد اندلاع ما أطلقت عليه وسائل الإعلام العربية والمحلية، “حرب البيانات” بين الرئيس ميشال عون، والمكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري.
ووفق صحف عربية صادرة أمس الخميس، تبخر التفاؤل بولادة قريبة للحكومة اللبنانية، ما ضاعف الإحباط داخلياً وخارجياً، وقرب بيروت من قاع الأزمة، في وقت كل الآمال معقودة على خروجها من عنق الزجاجة.

توبيخ الراعي
أثار التجاذب السياسي في لبنان، انتقادات واسعة، كان أبرزها توبيخ البطريرك المارونــي بشارة الراعي شبه المباشر لتيار المستقبل ومن خلفه الحرير، والتيار الوطني الحـــر ومن خلفه جبران باسيل، فقال:
 “الحكومة فوق أي اعتبار ولبنان بلد الحوار ويجب أن يكون هناك حوار فالإهانات غير مقبولة، وليست من ثقافتنا ونحن مجروحون من لغة الإهانات وأنا أستهجن الأمر” وفق موقع الحرة.
وأوضح الموقع أن حرب البيانات والبيانات المضادة التي اندلعت أمس الأول في بيروت “عادت لتتصدر المشهد السياسي في لبنان، وانخفض معها منسوب التفاؤل بقرب ولادة الحكومة الجديدة، في الوقت الذي كان فيه رئيس البرلمان نبيه بري يحاول إحياء مبادرته الأخيرة للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف لتسهيل تشكيل الحكومة،

على الطريق إلى المجهول
وبدورها، قالت صحيفة “الجريدة” الكويتية، إن “لبنان وضع قدماً جديـــــــدة في المجهــــــول، بعــــــد أن سقطت مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحــــــراك البطريرك بشارة الراعي بالضربة القاضية، إثر تراشق بالبيانات المثقلة بالاتهامات والإهانات بين رئيس الجمهورية ميشـــــــال عون، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، عن الطرف المسؤول عن فشل مساعي تشكيل حكومة جديدة».
في خطوة تعني عملياً سقوط مبادرة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، لتشكيل حكومة لبنانية جديدة برئاسة سعد الحريري “قبل القفز إلى المجهول، اندلعت حرب بيانات شعواء بين رئاسة الجمهورية، وتيار المستقبل، الذي يتزعمه الحريري الذي كان شن مساء أول أول  أمس هجوماً لاذعاً على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل صهر عون، الذي يعتبر كذلك وريثه السياسي».
تبخر التفاؤل
من جانبها قالت صحيفة “الأنباء” الكويتية، إن “أجواء التفاؤل بولادة قريبة للحكومة تبخرت”، بعد مفاجأة حرب البيانات الجديدة، وبيان رئاسة الجمهورية الذي قال إنها “لن تنحدر إلى المستوى المتدني في اللغة السوقية المتبعة، أو في الأكاذيب والأضاليل والوقاحة المعتمدة” ليرد تيار المسقبل بزعامة الحريري، على عون، بوضوح قائلاً:
 “ثبت بالوجه الشرعي والسياسي والدستوري أن رئاسة الجمهورية أسيرة الطموحات الشخصية لجبران باسيل، وأن فخامة الرئيس العماد ميشال عون مجـــــرد واجهـــــة لمشروع يرمي إلى إعـــــــــادة إنتاج باسيل في المعادلات الداخلية، وإنقاذه من حال التخبط الذي يعانيه” ليعصف البيانان بحظوظ الاتفاق على التشكيل، وتجاوز الوضع الخطير الذي تردى فيه لبنان.

جمهورية جبران
ومن جهته، قال عماد الدين أديب في صحيفة “الشرق”، إن “لبنان أمام مفترق طرق تاريخي الآن، إما أن يبقى الجمهورية اللبنانية أو يتحول الى الجمهورية الجبرانية».
وأضاف أديب “الصراع الدائر الآن الذي أصبح فيه التلاسن على المكشوف بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف يبدو أنه صراع على تفسير الصلاحيات الدستورية للرئيس ولرئيس الحكومة. هذا ما يبدو على السطح. ولكن منذ مؤتمر الدوحة عام 1992 أصبحت ممارسة السلطات في لبنان تعتمد على فائض القوة»».
وشدد الكاتب في النهاية على أنه “لا يمكن أن يرتهن مستقبل الحياة السياسية ولا أن ترتهن مصائر وأوزان ملايين اللبنانيين في الداخل وفي المهجر بمشروع ذاتي شخصي يسعى إلى هدف واحد وحيد وهو “تلزيم” مقعد الرئاسة اللبنانية المقبل لجبران باسيل».