بعد التشاور مع رئيس الدولة واعتماده.. محمد بن راشد يعلن تغييرات في حكومة الإمارات
صحف عربية: قراءات حوثية خاطئة... صنعاء ليست كابول
أثبتت الاعتداءات الإرهابية لميليشيا الحوثي أنه لا مجال للصبر أكثر على إرهابها، وأن الوقت حان لتخليص المنطقة من عبثها وجرائمها.
ووفق صحف عربية أمس الأربعاء، اعتبرت مصادر أن على أمريكا قيادة حرب عالمية للقضاء على الإرهاب الإيراني، مثل ما فعلت مع تنظيم القاعدة وداعش.
عودة إلى الحرب على الإرهاب
في موقع الحرة قال حسين عبدالحسين، إن الهجمات الإرهابية المتنامية غيرت الأولويات العالمية، والاستراتيجيات الدولية، بسبب الخطر المتعاظم لظاهرة الإرهاب، سياسياً، واقتصادياً، وحضارياً، وأضاف “قبل هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في نيويورك وواشنطن، لم يستحوذ الإرهاب على اهتمام يذكر، إذ أن الهجمات اقتصرت على أهداف صغيرة لا تعرقل اقتصاد الدول، مثل خطف طائرات أو وزراء أو ما شابه، لكن هجمات 11 سبتمبر أقنعت واشنطن أن المشكلة تتطلب معالجة جذرية، بما في ذلك اقتلاع حكام الدول الفاشلة واستبدالها بديمقراطيات، وافتتحت الولايات المتحدة خطتها في أفغانستان ثم العراق».
وفي سياق الحديث عن الهجمات الإرهابية الحوثية، قال الكاتب: “رأت طهران في الانفلات في اليمن فرصة ممتازة للإمعان في نشر الموت والفوضى في المنطقة، فقدمت رعاية للحوثيين، الذين اخترقوا كل قانون محلي ودولي، وراحت ترمي الصواريخ على أهداف مدنية كان آخرها الأسبوع الماضي.
وأشار الكاتب إلى أن “إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب أدركت أن الحل في اليمن يبدأ بتصنيف الحوثيين تنظيماً إرهابياً، ورفعهم في حال وقفهم الحرب ودخولهم في تسوية” وفي المقابل، بادرت إدارة الرئيس جو بايدن إلى إلغاء التصنيف، ليس لانتفاء صفة الإرهاب، ولكن بعلة أن “الحوثيين يسيطرون على صنعاء، ومعظم أجزاء اليمن، وأن وصمهم بالإرهاب يعرقل جهود الإغاثة الإنسانية في البلاد».
واعتبر الكاتب أن “التذرع بإغاثة المنكوبين، في اليمن أو سوريا أو لبنان، صار مدخلا لأنصار إيران في العاصمة الأمريكية لتقويض العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على نظام إيران لرعايته الإرهاب وعلى ميليشياته الإرهابية” ما يعني أنه لا أمل في تراجع جوهري عن هذه السياسة، بعد “استبدال الفريق الأميركي الحالي بآخر أكثر وعيا وأقل عقائدية في السياسة الدولية. يومذاك، لا بد لأمريكا أن تقود حرباً عالمية للقضاء على الإرهاب، الذي ترعاه إيران بمثل الزخم الذي شنته للقضاء على إرهاب القاعدة ومتفرعاتها».
مايسترو الإرهاب
في صحيفة عكاظ السعودية قال رامي الخليفة العلي، إن الهجمات الأخيرة “تثبت أن الجماعة تمثل خطراً كبيراً على الأمن القومي لمنطقة الخليج العربي، وشبه الجزيرة العربية، ليس فقط باعتبار تلك الهجمات الإرهابية، ولكن الأهم هو ارتباطاتها الإقليمية التي جعلتها مجرد ذراع تستخدمها إيران في إطار تحقيق أهدافها ومصالحها». وأضاف “هناك عاملان أساسيان لعبا دوراً في تصاعد الهجمات الإرهابية والتي طالت أبوظبي هذه المرة، الأول يعود إلى التنسيق الإماراتي السعودي الذي لطالما أزعج أطرافاً كثيرة في المنطقة ومنها تلك الداعمة للجماعة الإرهابية، حيث منيت بخسائر بشرية ومادية هائلة وحققت قوات الشرعية تقدماً مهماً، لذلك كان لا بد من تحقيق سبق إعلامي وسياسي حتى وإن كان بلا قيمة عسكرية. أما العامل الثاني فهو الارتباط مع المجريات في الإقليم وخصوصاً المأزق الذي تواجهه إيران في مفاوضات فيينا، ففي وقت متزامن تقوم ميليشيات إيران بعرقلة تشكيل الحكومة العراقية وإعطاء رسالة من قبل تلك الميليشيات للعالم بأن الحل يكمن في طهران التي تستطيع أن تدير خيوط اللعبة..
وبنفس الوقت عودة داعش على مسرح الحوادث في المنطقة في هجمات متناسقة في العراق، وسوريا أدت إلى سيطرة التنظيم على سجن غويران في محافظة الحسكة السورية، وبالتزامن مع ذلك يرفض حزب الله اللبناني عودة الحياة السياسية في بيروت، وأخيراً هجمات إرهابية حوثية لا شك أن المايسترو لهذه الأحداث واحد، وهو المستفيد من هذا التأزم الذي تشهده المنطقة ويريد الاستفادة منه ورقة في طاولة المفاوضات في فيينا».
صراع محسوم
في صحيفة العرب، قال الحبيب الأسود، إن الحوثيون، يصرون بالهجمات على تأكيد “أن مشروعهم الانقلابي المذهبي الطائفي المدعوم من نظام الملالي في طهران ومن بقية أدواته في المنطقة، قادر على أن يستمر طويلا بالاعتماد على الإرهاب».
ولكن الميليشيا في المقابل تتجاهل أنها لن تنجح في تطويع المواقف للقبول “بانتصار مشروعهم الشعبوي الضال في اليمن. بل على الميليشيات المتحكمة في صنعاء أن تعلم جيداً أن المعركة معها هي معركة وجود بالنسبة إلى السعودية وحلفائها الإقليميين، الذين يدركون أن المنظومة العربية ولاسيما الخليجية منها مستهدفة من قبل المشروع الإيراني الإمبراطوري العنصري القديم، الملتحف بالشعارات المذهبية والطائفية والساعي لتحويل بلاد العرب إلى سرب من العواصم التابعة تحت عباءته الكهنوتية».
ويضيف الكاتب أن الميليشيا الحوثية تعمل على “فرض مشروعها على دول المنطقة عبر خرقها القانون الدولي واستهدافها المدنيين في السعودية والإمارات، وتعتقد أن اكتفاء المجتمع الدولي ببيانات التنديد يعطيها مجالاً واسعاً للإمعان في أعمالها الإرهابية، وفوق ذلك تنتظر أن يكون مصيرها في اليمن كمصير طالبان في كابول».
ويُشير الكاتب إلى سياسة المكيالين، في مواقف بعض الدول، قائلاً: “الغرب يكاد يرسل جيوشه إلى أوكرانيا بسبب مخاوفه من تدخل روسي مزعوم، ولكنه لا يفعل شيئا إزاء الإرهاب الحوثي وهو ما يجعل الدول العربية تحت ضغط الواقع الذي يفرض عليها الوقوف صفا واحدا في مواجهة الخطر الحوثي. كما يجعل من حق الرياض وأبوظبي التحالف مع أي طرف إقليمي ودولي يبدي موقفا واضحاً في دعمهما أمام التهديدات التي تستهدف أمنهما الوطني والقومي».