صحف عربية: مماطلة إيرانية لتحقيق الأمنية النووية

صحف عربية: مماطلة إيرانية لتحقيق الأمنية النووية


تشير تصرفات إيران في فيينا إلى رغبة واضحة في استغباء العالم وذلك بعدما اعتمدت سياسة كسب الوقت بغية تحقيق هدف واضح، ويتمثّل هذا الهدف في وضع المجتمع الدولي أمام أمر واقع بأن إيران دولة نوويّة يجدر بالعالم التعاطي معها من هذا المنطلق.
وبحسب صحف عربية صادرة أمس الاثنين، ما حدث في فيينا بين أمريكا وإيران بحضور الأوروبيين إضافة إلى روسيا والصين هو عودة إلى “المربّع الأوّل” أي إلى الدور الإيراني في المنطقة فهل مسموح لإيران لعب دور المهيمن؟.

ومن جانبها ذكرت صحيفة “العرب” اللندنية بأن “الجمهوريّة الإسلاميّة” تعتقد أن التفاوض من موقع الدولة النوويّة يسمح لها بفرض شروط معيّنة لم تستطع فرضها منذ دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض قبل أحد عشر شهراً في مقدّمة هذه الشروط الفصل بين ملفّها النووي من جهة وسلوكها في المنطقة من جهة أخرى.

وبحسب الصحيفة يشمل هذا السلوك في طبيعة الحال الصواريخ الباليستيّة والطائرات المسيّرة التي استخدمت في بلدان عدّة بينها العراق واليمن وفي الاعتداء على المملكة العربيّة السعوديّة والمنشآت النفطية فيها، كما حدث في خريف العام 2019، عندما استهدفت إيران منشآت “أرامكو” وتعتقد (إيران) أن تغييراً جذرياً سيطرأ على الموقف الأمريكي بمجرّد التخلّص من إدارة دونالد ترامب التي كانت تعرف جيداً ما هي سياسة إيران في المنطقة، حيث نجح ترامب بكشف أن إيران ليست سوى وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تقبل بكلّ بساطة، العودة إلى التزام الاتفاق النووي في حال رفعت العقوبات عنها لأنها تريد الأموال التي يوفرّها رفع العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب، وهي عقوبات من الصعب رفعها تريد في الوقت ذاته استخدام الأموال من أجل دعم مشروعها التوسّعي الذي في أساسه ميليشيات مذهبيّة تعمل على تدمير دول عربيّة معيّنة من الداخل كما يحصل في العراق ولبنان وسوريا واليمن حيث تمارس إيران في لبنان عمليّة تدمير ممنهجة لمؤسسات الدولة اللبنانية وللمجتمع اللبناني بكلّ طوائفه ومذاهبه وتحلم منذ بداية عهد جو بايدن بالعودة إلى عهد باراك أوباما، لكنها اكتشفت، متأخّرة، أنّ ذلك ليس ممكناً وذلك على الرغم من ميل الرئيس الأمريكي نفسه إلى التساهل معها.

وبينت صحيفة “الشرق الأوسط” بان تشكل قوى ناشئة يشي بتأكيد سقوط الأحادية القطبية، بحيث يكثر التداول بمقولة أن الولايات المتحدة لم تعد القوة الوحيدة التي تدير منفردة شؤون العالم وهي تخلت طوعاً أو عنوة عن مهمتها كشرطي له، وهي بحال تراجع، جعلت الكثيرين يتخوفون فوضى شاملة، لا سيما مع غياب قوة بديلة، حيث أدخلت كوريا الشمالية وإيران، العالم في مواجهة ضمن ما يسمى “المنطقة الرمادية”، وهي تلك الفجوة بين الحرب والسلم تسمح لهذه الدول بالقيام بأنشطة تخريبية، لكنها لا تعتبر من الناحية القانونية أعمالاً حربية، وتسمح لمن يرتكبها بالإفلات من العقاب كالحرب الإلكترونية وأعمال القرصنة وحملات التأثير والأخطر الأنشطة العدائية لوكلاء محليين.

وذكرت الصحيفة أنه وفي خضم المحادثات التي تجري في فيينا حول الملف النووي الإيراني، وعنوانها الرئيس، حسب أجواء واشنطن، هو صعوبة التوصل إلى اتفاق جديد، كما صعوبة العودة إلى اتفاق 2015، لا سيما مع اعتراف الأوروبيين والأمريكيين معاً بأنه فقد معناه ومغزاه بسبب التقدم الذي أحرزته إيران على المستوى النووي ترجح الاستطلاعات الأمريكية خسارة الديمقراطيين في الانتخابات النصفية المقبلة في الكونغرس، بجناحيه الشيوخ والنواب، خسارة معتبرة ما سوف يفاقم تعثر الرئيس جو بايدن، ويضع حملة الرئاسة على نار حامية. وهي تشير أيضاً إلى احتمال قوي بأن يعود الجمهوريون إلى البيت الأبيض.

وبينت الصحيفة أنه وفي “المقلب الإيراني”، بحسب وصفها سيزداد الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي، المتشدد أصلاً، من تشدده، لأن عينه على منصب المرشد الأعلى بعد وفاته، وهو يعمل على زيادة قوة الحرس الثوري الإيراني وميزانيته للسنة المالية الجديدة، التي رفعها إلى المجلس بنسبة 240%. والتشدد الأقصى هو تالياً السمة الرئيسة لعهد رئيسي، ولا مساحة فيه للتنازلات حتى للقبول بتسوية وسطية مؤقتة غير نهائية. هذا إضافة إلى أنه يبدو اعتماد إيران ثنائية رفع سقف المطالب إلى حدها الأقصى وكسب الوقت عبر تراجعها عن أمور اتفق عليها في جولات سابقة، أنها تفاوض من أجل التفاوض مع تعويلها على دعم وازن من الصين لا من أجل التوصل إلى تسوية شاملة.