ستبرز المنافسة السياسية الأمريكية خلال الأشهر القليلة المقبلة القضايا الأساسية لمستقبل الولايات المتحدة والعالم. وليس هذا هو الوقت لمناسب لأخذ عطلة، حيث تعج السياسة الأمريكية بالنشاط.
وبغض النظر عن وجهة النظر التي يتبناها المرء، فإن القضايا الواقعة في قلب هذه المواجهات تتعلق بجوهر السياسة في عصرنا.

الديمقراطيون والحكم
من منظور ديمقراطي، فالرّهان هو قدرة الديمقراطية الليبرالية على تعبئة موارد الدولة والسوق والمجتمع للتغلب على الأزمات ذات الأبعاد التاريخية.
هناك أزمة صحية يمكن أن تعود بقوة، وهناك الأزمة الاقتصادية التي تختبر حدود قدرة الحكومة، والتي يرى الديمقراطيون أنها فرصة لتغيير دور الدولة. وهناك أيضًا الأزمة الاجتماعية التي تدعو إلى التساؤل عمّا يوحّد الأمريكيين كشعب.
هذه التحديات، هي اصلا صعبة للغاية بالنسبة لحكومة تسيطر بشكل كامل على جميع رافعات حركتها، لكن يجب على الديمقراطيين التعامل مع الأغلبية الصغيرة والانقسامات الداخلية والمعارضة المصممة على عرقلة كل شيء.

الجمهوريون في حرب ثقافية
اليمين الأمريكي استوعبته بالكامل الرهانات الهووية. لقد سقط في “حرب ثقافية».
مكتوب على الأغلبية البيضاء والمسيحية أن تصبح أقلية. وإن المحافظين على الهوية، في موقف دفاعي، مما يساعد على جعل الحزب الجمهوري راديكاليًا أكثر، وأصبح الأداة السياسية لمجموعة كانت مهيمنة ذات يوم.إن الترامبية ليست سوى نتيجة ثانوية لهذا النزوع الراديكالي الجاري، مما يؤدي إلى النظر إلى الخصم السياسي على أنه عدو يجب تدميره وليس مواطنًا. ولا ينبغي الاستغراب من مضاعفة الجمهوريين لإجراءات تقليص تصويت الذين يعتبرونهم مواطنين من الدرجة الثانية.
لقد أصبح الحزب الجمهوري عبادة شخصية، ومن دون مشروع اخر سوى التمسك بالسلطة باسم الدفاع عن أمريكا مثالية لم توجد بالمرّة، وهو ما يبرر لدى البعض، استخدام العنف.
عندما يتعلق الأمر بالسياسة العامة، ليس لدى الجمهوريين الكثير ليقدموه، وتؤكد أوجه العجز الكبيرة في فترة ترامب نفاق محافظتهم الضريبية والمالية.

أكثر من متفرج
تنفس العالم الصعداء في نوفمبر الماضي، لكن شركاء أمريكا، وأولئك الذين ما زالوا يؤمنون بالنموذج الديمقراطي الذي تجسده، هم محقون في القلق الذي يعتريهم. ان اللعبة السياسية الأمريكية حاسمة، لأنه إذا فشلت الديمقراطية الليبرالية في الولايات المتحدة، فإن مستقبلها قاتم في أماكن أخرى أيضًا.