عاصفة في فرنسا...جنرالات متقاعدون يدعون إلى مواجهة الإسلاميين

عاصفة في فرنسا...جنرالات متقاعدون يدعون إلى مواجهة الإسلاميين


أثار عشرون جنرالاً متقاعداً عاصفة سياسية في فرنسا بدعوتهم إلى حكم عسكري إذا فشل الرئيس إيمانويل ماكرون في وقف "تفكك" البلاد على أيدي الإسلاميين.
واكتسب البيان المفتوح للجنرالات الذي نُشر في مجلة "فالور أكتويل" الإخبارية اليمينية، صدى بعد طعن إرهابي تونسي حتى الموت امرأة كانت تعمل في مركز للشرطة في رامبوييه بضواحي باريس الجمعة.

ونددت الحكومة الفرنسية بالبيان الذي كان كريستيان بيكيمال، الرئيس السابق للفيلق الأجنبي، أول الموقعين عليه، مشبهة إياه بالانقلاب الفاشل للجنرالات ضد الرئيس شارل ديغول قبل 60 عاماً.
وكان بيكيمال، 80 عاماً جُرد من امتيازات الضابط المتقاعد بعد اعتقاله أثناء مشاركته في تظاهرة مناهضة للتطرف بكاليه في 2016.
وأطلق المبادرة جان بيار فابر برناداك، ضابط الدرك المتقاعد الذي كان نشطاً في حركة احتجاج "السترات الصفراء" في 2018 و2019، ووقعها 80 ضابطاً متقاعداً وبدعم قوي من مارين لوبن، زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف.

وجاء في البيان "فرنسا في خطر. تهددها العديد من الأخطار القاتلة. وحتى في التقاعد، نظل جنوداً لفرنسا ولا يمكننا في الظروف الحالية أن نظل غير مبالين بمصير بلدنا الجميل...فرنسا تتفكك مع الإسلاميين من جحافل الضواحي الذين يفصلون أجزاء كبيرة من الأمة ويحولونها إلى منطقة تخضع لعقائد تتعارض مع دستورنا".
واتهم الجنرالات الدولة بتأجيج الكراهية بالسماح للشرطة باتخاذ إجراءات وحشية ضد المتظاهرين من حركة "السترات الصفراء" الذين حاولوا "التعبير عن يأسهم" قبل عامين.

وقالوا إنه إذا لم يفعل شيء، فسيحدث "انفجار ثم تدخّل من رفاقنا في الخدمة في مهمة خطيرة لحماية قيمنا الحضارية وسلامة مواطنينا". وأضافوا "ليس هناك وقت للثرثرة، وإلا ستضع الحرب الأهلية غداً حداً لهذه الفوضى المتزايدة وسيُحصى القتلى الذين ستتحملون مسؤوليتهم بالآلاف". وأشادت لوبن التي تقوم بحملة للإطاحة ماكرون في الانتخابات المقررة بعد عام بالبيان.
وردت الزعيمية اليمينية على موقع "فالور أكتويل" قائلة: "أدعوكم للانضمام إلى نشاطنا والمشاركة في المعركة التي بدأت وقبل كل شيء معركة فرنسا...بصفتي مواطنة وسياسية، أشارككم معاناتكم".

ورفضت وزيرة الدفاع فلورنس بارلي الرسالة ووصفتها بـ "رباعي من الجنرالات بشباشبهم، لم يعد لهم أي دور في قواتنا المسلحة ويمثلون أنفسهم فقط...كلام السيدة لوبن يعكس جهلاً خطيراً بمؤسسة الجيش، وهو أمر مقلق لمن يريد أن يكون قائداً عاماً للقوات المسلحة".
وبدورها، انتقدت وزيرة الصناعة أنييس بانييه روناتشر لوبن، قائلة: "بعد ستين عاماً من انقلاب الجنرالات ضد الجنرال ديغول، بدأ القناع يتساقط. مارين لوبن يمينية متطرفة. إنها  القصة نفسها كما قبل 60 عاماً"، في إشارة إلى دعم جان ماري لوبن، مؤسس الحزب اليميني المتطرف ووالد مارين جهود الجيش لمنع ديغول من منح الاستقلال للجزائر.