-- مزّق الانفصال فيليب وأحزنه، ولم تسعفه رسائله العاطفية إلى كوبينا
-- في السابعة عشرة من عمره، يقع الشاب فيليب في حب شابة أمريكية في البندقية...

   هاري، ليس العضو الوحيد في وندسور الذي وقع في حب ممثلة من هوليوود. قبل ما يقرب من ثمانين عامًا من وقوعه في حب ميغان، عاش جده الأمير فيليب الرومانسية نفسها ، شغف حقيقي حدث في مدينة البندقية، قبل عام من الحرب العالمية الثانية. في السابعة عشرة من عمره حينها، وفي إجازة مع عائلته، سيقع دوق إدنبرة المستقبلي، الذي توفي في 9 أبريل، بجنون في حب نجمة أمريكية شابة تصغره بشهرين، كوبينا كارولين رايت، ابنة وكيل للصرافة في نيويورك، ومغنية أوبرا.

   «في ذلك الوقت، كان فيليب اليونان قد تخرّج من المدرسة الثانوية في جوردونستون، وهي مدرسة داخلية صارمة للغاية في اسكتلندا، ويستعد لامتحان القبول في مدرسة دارتموث للطلبة”، يذكّر فيليب ديلورم، مؤلف سيرته الذاتية عن دار تالاندير*.
   لم يعد يرى والديه، فوالدته في دار لرعاية المسنين، ووالده يبدد القليل من المال الذي تبقّى له في موناكو، وكان هو يقضي عطلته في البندقية مع أسباسيا، أرملة الإسكندر الأول، ملك اليونان العابر، ابن عم فيليب. وغني عن القول، إنه يريد فقط الاستمتاع واغتنام الفرص. وستقول عنه ابنة عمه ألكسندرا، إنه يشبه كلبًا ضخمًا جائعًا «...

    خلال صيف عام 1938، أدار أمير اليونان جميع الرؤوس الشابة في حفلات الرقص التي تنظم تحت سقف قصور الطبقة الأرستقراطية. أشقر، عضلي، طويل (1.90 مترًا)، يُلقب بـ “الفايكينغ”، أدرك فيليب بسرعة السحر الذي يمارسه على الفتيات، وكان “يرافق بالكثير من الكياسة الشقراوات والسمراوات، في اعتقادي، بحياد تام”، تروي ابنة عمه ألكسندرا لاحقا. “كان يحب الاستقبال والتسلية في البيت، ولا تتكرر ضيفاته أبدًا».

متعاقدة مع شركة فوكس
   في بار هاري الشهير، على مرمى حجر من ساحة سانت مارك، التقى في أحد الأيام بالشابة كوبينا كارولين رايت، شقراء منحوتة، تزين صورها مجلات الموضة، وتحلم بالمجد في هوليوود. وسبق أن وقّعت والدتها باسمها عقدًا حصريًا مع شركة فوكس.
   الحب من نظرة أولى، ونزهات رومانسية، وجولات بين الحانات، وعلى نهر ليدو، يستمتع الشابان بعاطفتهما الرومانسية خلال صيف عام 1938 في أزقة المدينة الخالدة ... قصة حب تستمر في لندن لبعض الوقت، قبل أن تنهيها السيدة رايت وتعيد ابنتها إلى الولايات المتحدة.

   هل فهمت أن فيليب المفلس لم يكن الطرف الجيد؟ هل أعلن العم مونتباتن، الذي يشرف على ابن أخيه، نهاية العطلة؟
 في كل الأحوال، كان الانفصال مؤلما وحزينا وممزقا لفيليب، الذي بعث برسائل عاطفية إلى كوبينا، حتى أنه اقترح الزواج منها، دون جدوى ... قامت الممثلة الشابة بتصوير بعض الأفلام دون أن تنجح في الاختراق، وتزوجت من وريث ثري من ميشيغان، قبل ان تكرّس نهاية حياتها في مكافحة الإدمان على الكحول.

   أما بالنسبة لفيليب، فسوف يقترب تدريجيًا من الدائرة الملكية الأولى: خلال صيف عام 1939، لفت هذا الرجل الطويل أنظار ابنة عمه إليزابيث البالغة من العمر 13 عامًا خلال زيارة رسمية للزوجين الملكيين إلى دارتموث. وبينما يترأس الحكام الاحتفالات، كلّف فيليب بإبقاء إليزابيث ومارغريت مشغولتين بالتنس والكروكيه.

    في أكتوبر 1941، كان في إجازة في وندسور، حيث سرد مآثره في البحرية أمام ابنة عمه المنبهرة والمذهولة>>
 وفي ديسمبر 1943 أمضى عيد الميلاد مع الملوك، وكانت الملكة المستقبلية تبلغ من العمر 17 عامًا ...
 تم الإعلان رسميًا عن الخطوبة عام 1947، رغم بعض التردد من جورج السادس: “أتساءل عما إذا كان يدرك أي عالم يلج، صرح بذلك في جلسة خاصة، في يوم ما، ستكون ليليبت ملكة، وسيكون الأمير القرين... وهو أصعب من أن تكون ملكًا ... «
*فيليب إدنبرة، حياة في خدمة جلالة الملكة، بقلم فيليب ديلورم، منشورات تالاندير.