أوروبا الدفاع:

عندما تثير الحرب الأوكرانية ثورة صغيرة في الدنمارك

عندما تثير الحرب الأوكرانية ثورة صغيرة في الدنمارك

-- بعد الغزو الروسي، قرر الدنماركيون مشاركة الاتحاد الأوروبي سياسته الدفاعية

    منذ انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي عام 1973، تميزت الدنمارك برفضها الانخراط في مزيد التكامل والاندماج.
 وأعقب “لا” لاتفاقية ماستريخت عام 1992، التي تم إقرارها عن طريق الاستفتاء، بـ “لا” لليورو عام 2000، ثم “لا” أخرى عام 2015 بشأن مسائل العدل والشؤون الداخلية. وقد أكسبها هذا التردد، على مدى العقود الثلاثة الماضية، الإعفاء من المشاركة في بعض سياسات بروكسل.

    غير ان الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير بدأت في تغيير الوضع. صوّت الدنماركيون يوم الأربعاء على رفع الاستثناء الذي أعفاهم حتى الآن من المشاركة في السياسة الدفاعية للمجموعة الاوروبية.
 وفازت الـ “نعم” بنسبة 67 بالمائة تقريبًا. “عندما نضطر للقتال من أجل أمن أوروبا، يجب أن نكون أكثر اتحادًا مع جيراننا”، طالب رئيس الوزراء ميت فريدريكسن، قبل أيام قليلة من التصويت.

   «نحن ندخل حقبة جديدة، هذا العالم لم يعد عام 1992، مع أوروبا حسب الطلب للدنمارك، اوضح لارس بانجرت سترويه، مدير مركز الأبحاث اتلانت سامينسلوتنجين، ومقره في كوبنهاغن، فمن خلال الاندماج في السياسة الدفاعية للاتحاد الأوروبي، ستستفيد البلاد من برامج تحسين القدرات القارية، ولكن المشاركة فيها أيضًا، من خلال المساهمة بخبرتها في مجالات معينة مثل الرادارات وأنظمة تحديد الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية».

   خصوصا، تسمح كلمة الـ “نعم” يوم الأربعاء، بعدم استبعاد الدنمارك اوتوماتيكيا من المهام العسكرية للاتحاد الأوروبي، مثل مهمة حفظ السلام في البوسنة والهرسك أو مكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال. ويؤكد لارس بانغرت سترويه، أن “كل هذا يرسل إشارة قوية إلى الدول الأعضاء الأخرى، التي كانت تتوقع منا جميعًا أن نكون جنبًا إلى جنب».

   ها هي الدنمارك، العضو المؤسس لحلف الناتو عام 1949، تندمج تماما مستقبلا في بنية الأمن القاري. ويرافق هذا التطور تطورًا آخر تاريخيا أيضا: انضمام السويد وفنلندا المرتقبين إلى حلف شمال الأطلسي، اللتين تم تقديم ترشّحهما رسميًا الشهر الماضي، ردًا على الهجوم الروسي على أوكرانيا.

   هناك الكثير من الخطوات الحاسمة في التوحيد السياسي والأمني ، في مواجهة روسيا، لجميع البلدان الأخرى في منطقة البلطيق، التي تنتمي إليها أيضًا إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وألمانيا. “يجري الآن تعاون دفاعي جديد في شمال أوروبا”، يلاحظ لارس بانغرت سترويه.
 تعزيز استراتيجي يكرهه فلاديمير بوتين، لكنه هو من دفع إليه بسبب مغامرته العسكرية.