رئيس الدولة ونائباه يهنئون ملك البحرين بذكرى اليوم الوطني لبلاده
بين حريص على الإصلاح وحريص على مصالحه الحزبية
عودة السفراء إلى بيروت...رهان على إنقاذ لبنان بالانتخابات
ظهر بعض التفاؤل بين اللبنانيين، بعد عودة سفراء دول الخليج العربي تباعاً إلى بيروت، قبل الانتخابات النيابية المنتظرة، التي ترافقت مع نشاط دبلوماسي خليجي، رغم محاولة بعض الأطراف وفي مقدمتها صهر الرئيس اللبناني وزعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل التشويش عليها، بالتحالف مع حزب الله.
ووفق صحف عربية صادرة أمس الثلاثاء، فإن لبنان الذي يستعد للانتخابات البرلمانية، لم يحسم طريقه الرسمي في المرحلة المقبلة، بين من يدعو إلى تمتين الجسور مع دول الخليج مثل رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الذي أعلن نيته زيارة السعودية قريباً، إثر بوادر انتهاء الأزمة، وبين من يتحالف مع حزب الله، مثل التيار الوطني الحر بقيادة جبران باسيل، للالتفاف على أي تقدم يحرزه لبنان مع محيطه العربي.
عودة سفراء
في هذا السياق قالت صحيفة الأنباء اللبنانية، إن عودة السفيرين السعودي والكويتي إلى بيروت ترافقت مع حراك دبلوماسي بارز، خاصة من جانب السفير السعودي الذي استهل نشاطه بعد العودة بلقاءات مع كل المرجعيات الدينية الإسلامية، من سنية،وشيعية، ودرزية، بالتوازي مع مأدبة إفطار أقامها السفير السعودي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي ولرؤساء الجمهورية والحكومات السابقين" أمس الأول الاثنين.
وأوضحت الصحيفة، أن النشاط الدبلوماسي السعودي، تزامن مع زيارات ومآدب مماثلة أقامها السفير الكويتي في بيروت عبدالعال سليمان القناعي، في انتظار السفير القطري الجديد الذي وصل العاصمة اللبنانية منذ أيام قليلة، ما يكشف حرص الدول الخليجية على تنظيم الانتخابات النيابية في لبنان في موعدها، حرصاً على التزامات بيروت الدولية، ودعماً من دول الخليج للبنان.
وفي المقابل، كشفت الصحيفة لقاء سليمان فرنجية زعيم تيار المردة، وجبران باسيل زعيم التيار الوطني الحر، على مائدة إفطار الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، في ما نقلت الصحيفة أنه "غسل القلوب" لجمع الحزبين المسيحين الكبيرين حول حزب الله اللبناني، رداً على التوجه العربي الجديد والقوي من الحكومة لإصلاح ذات البين مع العالم العربي.
دبلوماسية الإفطار
ومن جهتها، قالت صحيفة نداء الوطن، إن التحركات الدبلوماسية السعودية والخليجية، أزعجت حزب الله اللبناني بشكل واضح ونقلت عن أوساط لبنانية أن "الإفطار الذي أقامه السفير السعودي وليد بخاري في دارة السفارة في اليرزة غروب أمس الأول الاثنين، وجمع فيه قيادات وشخصيات من القوى الوطنية والسيادية أتى لـيُنغص على ما يبدو نصرالله، فسعى في المقابل إلى "التنغيص" على أجوائه الإيجابية، عبر تخصيص الجزء الأخير من خطابه لفتح النار مباشرةَ على السعودية".
وبعد لقاءات السفير الموسعة التي شملت رموز الطوائف الإسلامية والمسيحية في لبنان، شدد السفير على أن "المملكة العربية السعودية لطالما أبدت حرصها على استقرار لبنان ووحدته الوطنية والحفاظ على الانتماء العربي، وانطلاقا من هذه الرؤية كانت العودة إلى لبنان"، مشدداً على أن "السعودية لم تقطع علاقتها بلبنان بل كان الأمر بمثابة إجراء ديبلوماسي للتعبير والتشاور بشأن موقف كان مسيئاً".
ميقاتي في السعودية
عن تضارب وتناقض الأدوار بين الساسة اللبنانيين، بين حريص على إصلاح العلاقات مع دول الخليج وحريص على مصالحه الحزبية، قال موقع "ميدل إيست أونلاين"، إن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يعتزم زيارة السعودية قريباً خلال شهر رمضان بعد بوادر على انتهاء أزمة دبلوماسية استمرت أشهراً، بسبب تصريحات لوزير الإعلام السابق جورج قرداحي.
وقال ميقاتي أمس الأول بعد لقائه بالسفير السعودي وليد البخاري العائد لتوه إلى لبنان: "أنا بإذن الله سأقوم بزيارة للمملكة العربية السعودية قريباً جداً، وإذا أردتم معرفة التاريخ خلال شهر رمضان المبارك"، مضيفاً "لم أشعر يوماً بأن السعودية أغلقت أبوابها أمامي وأمام أي لبناني، فنحن نعلم تماماً أن اللبنانيين الموجودين في المملكة العربية السعودية محاطون بكل رعاية واهتمام من قبل القيادة".
وتحدث ميقاتي عن الأزمة الأخيرة مع الخليج متجنباً وصفها بأزمة، وقال: "لم نتحدث عن الغيمة التي مرت في المرحلة السابقة، لأن العلاقات تمر أحياناً بمطبات ونحن لا نريد أن نذكرها، بل ذكرنا سوية العلاقة التاريخية والمستقبلية بين المملكة ولبنان".
وأردف قائلاً "لقد أكدت في بياني الثوابت وأننا ملتزمون بكل ما يحمي سيادة لبنان، وفي الوقت ذاته ألا يكون لبنان منصة أو مصدر إزعاج لأي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، فهذا هو الأساس".
رهان باسيل على حزب الله
وفي مقابل التزام ميقاتي، يبدو زعيم التيار الحر، على طرف نقيض، وفي السياق قالت صحيفة العرب اللندنية، إن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عاد لمغازلة سلاح حزب الله اللبناني، غداة مصالحة قادها الأخير بينه وبين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، أنهت سنوات من القطيعة.
ولفت مراقبون إلى أن باسيل يوظف سلاح حزب الله وفق مصالحه الانتخابية ومصالح حزبه، مع اقتراب الانتخابات النيابية المقررة في 15 مايو (أيار) المقبل.
ويقول متابعون إنه "إذا فقد باسيل دعم حزب الله فسيخسر الكثير من كتلته النيابية، خاصةً أن التحالف يملك أكبر كتلة نيابية في الانتخابات الماضية، وهو ما يعلمه باسيل جيداً ويدفعه إلى تعزيز حظوظه، ليس من أجل الانتخابات البرلمانية فقط وإنما أيضاً من أجل منصب رئيس الجمهورية الذي يصبو إليه".
ويتوقع مراقبون أن يخسر التيار الوطني الحر بقيادة باسيل في الانتخابات النيابية عدداً كبيراً من المقاعد، بعد خسارة شعبيته في الشارع المسيحي لصالح حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع، وهو ما يدفع باسيل إلى تصعيد الضغط على حزب الله أملاً في الحصول على تعهد مسبق منه لخلافة عون، حتى لو تراجعت كتلته النيابية في البرلمان المقبل.
وفي هذا الإطار قال عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبوفاعور إن "رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل سيكون مرشح قوى 8 (مارس) آذار لرئاسة الجمهورية، وليس رئيس تيار المردة سليمان فرنجية" وكشف أن "كل هم رئيس الجمهورية ميشال عون هو كيفية تأمين مستقبل جبران باسيل السياسي.
وجاءت تصريحات أبوفاعور عقب اللقاء الذي جمع نصرالله، بباسيل وفرنجية مساء الاثنين، إذ يقود أمين عام حزب الله مصالحة بينهما لترتيب تحالفات ما بعد الانتخابات.