سارع الرئيس جو بايدن إلى إظهار تضامنه مع إسرائيل بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول)، ولكن بعد مرور ستة أشهر، أصبح الناخبون الأمريكيون غير راضين بشكل متزايد عن طريقة تعامله مع أزمة غزة، وفقًا لاستطلاع أجرته مجلة نيوزويك.
وفي أعقاب الهجمات التي شنها مسلحون والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز 253 كرهائن، وقف بايدن إلى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وقال له إن بلاده "ليست وحدها".
ومع ذلك، أظهرت ثلاثة استطلاعات أجرتها شركة Redfield & Wilton Strategies حصريًا لمجلة "نيوزويك" منذ ذلك الحين أن استياء الناخبين الأمريكيين من تصرفات بايدن في الأزمة قد تزايد بشكل حاد منذ ديسمبر (كانون الأول).

يصعب شرحها
وقال أحد خبراء السياسة الخارجية في الشرق الأوسط والولايات المتحدة لمجلة نيوزويك إن القضية الإسرائيلية قد يكون "من الصعب جدًا عليه أن يشرحها لقاعدته الانتخابية" خلال الحملة الانتخابية الرئاسية. لكن محللا سياسيا أميركيا آخر قال إن ذلك لن يحدث فرقاً كبيراً بالنسبة لبايدن بحلول تشرين الثاني(نوفمبر)، مع وجود قضايا أخرى في صدارة أذهان الناخبين.
تم إجراء الاستطلاع الأول لـ 1500 ناخب أمريكي مؤهل من جميع أنحاء البلاد في 29 أكتوبر، بعد 11 يومًا من تعهد بايدن الكامل بالدعم في تل أبيب.
وأظهر الاستطلاع، الذي بلغ هامش الخطأ فيه 2.53 في المائة، أن نسبة الموافقة الإجمالية للناخبين الأمريكيين على تعامل الرئيس مع الوضع في إسرائيل كانت زائد نقطتين مئويتين.
وكان هذا هو الفارق بين 37% ممن وافقوا على تصرفاته، و 35% لم يوافقوا عليها.
وأظهر استطلاع للرأي أجري في 8 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، مع نفس العدد من الناخبين، وبنفس هامش الخطأ، أن نسبة التأييد لبايدن بشأن إسرائيل ارتفعت إلى 6 في المائة - مع موافقة 39 في المائة، مقارنة بـ 33 في المائة  رفضوا ذلك.
لكن الكثير قد حدث منذ ذلك الحين. أدى القصف الإسرائيلي لغزة في أعقاب هجمات حماس إلى مقتل ما لا يقل عن 33 ألف فلسطيني، وفقاً للسلطات الصحية التي تديرها حماس في القطاع، والتي استندن إليها وكالة أسوشيتد برس في 5 أبريل(نيسان). ويواجه جميع سكان غزة الجوع، وفقاً للأمم المتحدة.
ولم يمنع المسؤولون الأمريكيون المساعدات العسكرية لإسرائيل. وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة سمحت بنقل 1800 قنبلة من طراز MK-84 تزن 2000 رطل وأسلحة أخرى إلى البلاد.

ميناء غزة
وفي خطابه عن حالة الاتحاد، أعلن بايدن عن خطة لبناء ميناء على ساحل غزة لتسهيل تدفق المساعدات إلى القطاع، وبدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها في إسقاط المساعدات جواً بالمظلات على غزة
وحظيت هذه السياسة بتأييد أكثر من نصف المشاركين (51%) في آخر استطلاع للرأي أجرته شركة Redfield & Wilton Strategies لصالح مجلة  "نيوزويك"، والذي تم إجراؤه في الفترة من 23 إلى 24 مارس(ذار) بمشاركة 1500 ناخب، مع هامش خطأ قدره 2.53% مرة أخرى.
وأيد ما يقل قليلاً عن الربع (23 في المائة) الخطة "بقوة"، في حين عارضها 16 في المائة فقط، لكن هذه السياسة لم تزد من آراء الناخبين الإيجابية بشأن تعامل بايدن مع أزمة غزة. وقال ما يقرب من نصف الناخبين الأمريكيين (44 بالمائة) إن الجهود الأمريكية لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الأراضي التي تسيطر عليها حماس لم تغير رأيهم حول كيفية تعامل بايدن مع الأزمة.
وبشكل عام، شهد استطلاع الشهر الماضي انخفاض معدل التأييد لبايدن بسبب إسرائيل من زائد 6 في ديسمبر إلى -9 نقاط. وجاء ذلك نتيجة رفض 39% وموافقة 30% فقط. ومن بينهم، أبدى أكثر من الخمس (22%) رفضهم بشدة.
وفي الوقت نفسه، عندما سئلوا عن دور بايدن في الوضع الإنساني في غزة، قال 22% إن الرئيس مسؤول عنه بشكل كبير، وقال 23% إنه مسؤول "إلى حد ما"، وقال 21% إنه "مسؤول إلى حد ما".
ومن بين جميع الناخبين، قال 24% أن حماس هي المسؤولة الأكبر عن الوضع الإنساني في القطاع.