بعد التشاور مع رئيس الدولة واعتماده.. محمد بن راشد يعلن تغييرات في حكومة الإمارات
فايننشال تايمز: ألمانيا صداع في رأس بايدن بسبب أوكرانيا
وصف الكاتب السياسي في صحيفة “فايننشال تايمز” إدوارد لوس الموقف الألماني من أوكرانيا بـ”الصداع” في رأس الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي ألغى في وقت مبكر من ولايته، خط أنابيب نورد ستريم 2 بين روسيا وألمانيا من العقوبات. لماذا تتوتر العلاقات الألمانية الأمريكية في وقت إعلان عودة الولايات المتحدة إلى الساحة الدولية؟ سيكون التعقل الجزء الأفضل من الشجاعة. في جميع الأحوال، كان اعتماد ألمانيا على الغاز نتيجة منطقية لقرار المستشارة السابقة أنجيلا ميركل بتسريع التخلي عن الطاقة النووية في ألمانيا، وبعد فوات الأوان، قد يندم بايدن على ذلك الإعفاء.
الشيء ونقيضه.. إن رفض ألمانيا إهانة موردها الأساسي للغاز، سبب رئيسي للتوتر العابر للأطلسي وسط حشد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته العسكرية على الحدود مع أوكرانيا، فنصف إمدادات الغاز إلى ألمانيا مصدره روسيا. في الأوقات العادية، سيكون ذلك عبارة عن وضع الكثير من البيض في سلة واحدة. في أواسط الشتاء، ومع ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة الوحدات العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية، يعطي هذا الأمر بوتين سلاحاً. الغريب في ذلك، والمقلق لواشنطن، هو أن ألمانيا لا تزال تعتقد أن خط الأنابيب سيعطيها النفوذ في مواجهة روسيا ليس العكس. ويكرر بعض الوزراء الألمان زعم ميركل أن نورد ستريم 2 هو مشروع تجاري دون تأثيرات جيوسياسية، لكنهم لا يستطيعون الحصول على الشيء ونقيضه حسب لوس. فإما أن يكون خط الأنابيب حافزاً لروسيا لتتصرف بشكل جيد، أو أن ليس له أي تأثير مهما كان شكله.
حل بايدن؟.. التفسير الثالث حسب الكاتب هو أن نورد ستريم 2 يعطي روسيا أداة لتقسيم أوروبا. ففي مواجهة أكبر تهديد محتمل للأمن الأوروبي منذ عقود، لا تزال الولايات المتحدة تحاول صياغة توافق بين الحلفاء. ولكن ألمانيا لا تزال أكبر متردد، ليضل السؤال عن كيفية تخطي بايدن لهذه المشكلة. ثمة حل يسعى إليه بايدن وهو العثور موردين بدلاء لألمانيا، على رأسهم قطر، وشحنات الغاز الأمريكي المسال. لكن التحديات اللوجستية كبيرة.
ألمانيا والطاقة النووية.. يبدو أن لا شهية لألمانيا لتغيير فكرتها عن الطاقة النووية. كانت المشاعر الألمانية المناهضة للطاقة النووية منتشرة جداً منذ كارثة تشرنوبيل.
وكانت خطوة ميركل مدفوعة برد فعل شعبي عنيف عقب كارثة فوكوشيما النووية اليابانية في 2011. كان سلفها غيرهارد شرودر أول من أعلن أن ألمانيا ستتخلص تدريجياً من الطاقة النووية.
يبدو أن المشاعر المناهضة لهذه الطاقة أقوى من الجيوبوليتيك. وفي هذا الشهر، أغلقت ألمانيا 3 من المنشآت النووية الست المتبقية، بعد أسابيع من حشد روسيا قواتها على الحدود الأوكرانية. وستغلق بقية المنشآت في وقت لاحق من 2022. ويبدو أن الشعور المناهض للطاقة النووية يتفوق على المخاوف من الاحتباس الحراري. تزيد فرنسا رهانها على الطاقة النووية، بينما تصر ألمانيا التي تشكل أكبر مصدر للطاقة العاملة على الفحم بين غالبية جيرانها، على ضرورة ألا تعتبر بروكسل الطاقة النووية، متجددةً، ما يضع ألمانيا ضمن أقلية معاندة.
الزهرة والمريخ.. أثناء الاستعداد لحرب العراق، اشتهر روبرت كايغان بوصف الأوروبيين بأنهم من كوكب الزهرة والأمريكيين من المريخ.
عارضت ألمانيا وفرنسا الحرب بشدة. لكن هذا الوصيف لا يلخص الوضع في أوروبا اليوم.
إن العديد من أعضاء حلف شمال الأطلسي، خاصةً فرنسا، والمملكة المتحدة، وبولونيا، ودول البلطيق، على المستوى نفسه من التشدد الأمريكي مع روسيا.
لكن كوكب الزهرة كان بمثابة استعارة جيدة لوصف ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. مع أنبل النوايا، كانت ألمانيا مدفوعة بالرغبة في تفادي تكرار التاريخ والتكفير عن تدميرها روسيا. وحسب الكاتب، فإن الدافع أخلاقي بطبيعته، لكن ذلك لا يعني أنه عملي.
اختبار
دون كثير من الأدلة، اعتقدت ألمانيا أن الروابط التجارية مع الاتحاد السوفييتي السابق أدت دوراً كبيراً في إنهاء الحرب الباردة، وثمة أدلة قليلة على أن التهديد بالعقوبات المالية سيجعل بوتين يفكر مرتين. لقد جمعت روسيا 620 مليار دولار من الاحتياطي النقدي، منذ أن ضمت القرم في 2014. وهي تنوع أسواقها أيضاً، ومن المتوقع أن تصبح الصين واحداً من أكبر مشتري الغاز الروسي.
في هذا الوقت، تحظر برلين صادرات الأسلحة الألمانية إلى أوكرانيا، وبينما يغامر العالم أكثر في أدغال التنافس بين القوى العظمى، يقدم نهج ألمانيا اختباراً لمعرفة إذا كان مزيجها من الأخلاق والتجارة، يمكن أن يهدئ المنطقة.
ويرى لوس أن العالم سيشكل مكاناً أفضل لو ثبت أن هذا النهج فعال، لكن الأدلة تشير حتى الآن إلى أن ألمانيا أصبحت مفيدة لروسيا، مريخ هذه الأزمة، حتى لو أنها لم ترد ذلك.