فايننشال تايمز: رجال الأعمال الإيرانيون حذرون حيال فرص اتفاق نووي

فايننشال تايمز: رجال الأعمال الإيرانيون حذرون حيال فرص اتفاق نووي


في سياق عرضها لتوقعات رجال الأعمال الإيرانيين حيال إمكان التوصل إلى تسوية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي، نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية حديثاً لرجل الأعمال بنهام رونغه الذي تحدث عن مشكلة العمل تحت وطأة نظام العقوبات الأقسى في العالم، وآماله في إمكان اقتراب خفض هذه العقوبات.
فبعد أربعة أعوام من تخلي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن الاتفاق النووي ومعاودته فرض العقوبات، يراهن رونغه على المحادثات الغامضة الجارية بين إيران والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، لإحياء ثروة القطاع الخاص في الجمهورية الإسلامية.

شركاء من الخارج
وخلال وقوفه أمام منصة شركته في المعرض التي تحتوي على ملابس بلاستيكية مضادة للنيران، أبدى المشرف على المبيعات بالجملة حماسة للفرص التي قد تحملها لشركته مسألة جذب شركاء من الخارج وزيادة الصادرات في حال رفع العقوبات. وهناك مشترون محتملون في أوروبا والشرق الأوسط يتواصلون فعلاً مع الشركة بواسطة البريد الإلكتروني. وقال رونغه إنه “جرى تفعيل العلاقات معهم وهذا يمنحنا قوة بناءة...الاتفاق النووي ضروري للجميع».
وأبدى الرجل البالغ من العمر 39 عاماً هذه الحماسة الأولية داخل الشركة، مع تصريح مسؤولين غربيين بأن المباحثات النووية قد دخلت مرحلتها الأخيرة.

لا بديل للاتفاق
والتفاؤل مبني على افتراض أنه على رغم العداء بين طهران وواشنطن، فإن الجانبين لا يملكان بديلاً من التوصل إلى اتفاق. وتحتاج إيران إلى رفع العقوبات كي يخف العبء المالي عن كاهل الإيرانيين لأن الريال هبط إلى مستويات قياسية بينما التضخم في أعلى مستوياته، وفق ما يقول أصحاب الشركات.
ورغم ذلك، فإن كل إيجابية تلاقي تشكيكاً في ما يتعلق بما إذا كان المتشددون الذي يديرون كل نواحي الدولة، مستعدون لتقديم تنازلات من أجل التوقيع على اتفاق. وتتفاقم الشكوك مع مشكلة فك رموز تصريحات المسؤولين الإيرانيين المتعلقة بالمفاوضات في الوقت الذي يؤكد المسؤولون الغربيون، أن الوقت لا يعمل لمصلحة طهران لحسم مسألة قرارها في شأن اتفاق.

رئيسي
وقال تاجر آخر سبق أن اضطر إلى إلغاء عقود مع شركات أوروبية عندما فرض ترامب أقسى عقوباته عام 2018: “ببساط نحن مستعدون».
وفي الوقت نفسه، فإن حماسة بعض أصحاب الشركات حيال احتمال التوصل إلى تسوية، يبددها الرئيس إبراهيم رئيسي الذي يكرر أن الإيرانيين يجب ألا يعلقوا آمالهم على اتفاقات مع الغرب.
وخلال حديث إلى ديبلوماسيين إيرانيين في الخارج، قال رئيسي إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي قالت إنها تريد إحياء الإتفاق النووي، لا تختلف فعلياً عن إدارة ترامب و”أمتنا لن ترضخ للتهديدات والضغوط والآحادية».
ويقول الإيرانيون إن الأمر المهم بالنسبة إلى سلطة رئيسي المتشدد الذي انتخب في يونيو -حزيران، هو ضمان تسوية أفضل من تلك التي أبرمها سلفه المعتدل حسن روحاني عام 2015، وأنه إذا لم يحقق مبتغاه، فإن النظام سيفقد تأييد المتشددين إيديولوجياً الذين يرفضون الشراكة مع الغرب. ويقول الغربيون في طهران إن الشركات الأوروبية تظهر فضولاً لجهة تأسيس شراكة مع إيران في حال إبرام اتفاق. وعلى رغم ذلك، فإنهم يحذرون من الافتقار إلى الزخم الذي كان سائداً عندما تم التوقيع على الإتفاق عام 2015. فالشركات التي وظفت استثمارات وقتذاك لم تتضرر فقط من العقوبات على أثر الانسحاب الأمريكي من الاتفاق، بل وجدت صعوبات في التعامل مع التحديات التي برزت في الداخل الإيراني.
ولفت رجل أعمال إيراني آخر إلى أن عدداً قليلاً من شركائه رجال الأعمال الغربيين اتصلوا به عبر تطبيق واتساب ليسألوه “ماذا يجري؟ وهل ثمة أحد يقول عما إذا كان في إمكاننا الإستثمار في إيران مرة أخرى؟».