رئيس الدولة ورئيس الوزراء البريطاني يبحثان هاتفياً التطورات الإقليمية
سباق قصر الإليزيه:
فرنسا: هل حقًا اليسار أكثر انقسامًا من أي وقت مضى...؟
في الوقت الحالي، هناك خمس شخصيات يسارية -آن هيدالجو، ويانيك جادو، وجان لوك ميلينشون، وأرنو مونتبورغ، وفابيان روسيل -مرشحين للانتخابات الرئاسية. هل هذا جديد؟ أكثر من عددهم، فإن ما يلفت الانتباه هو المجموع المنخفض لنوايا التصويت لصالحهم.
نهاية الأسبوع الماضي، كان جان لوك ميلينشون في ريمس لحضور مؤتمر “الاتحاد الشعبي”. أمس السبت، ترشيح آن هيدالجو رسميًا خلال حفل في ليل؛ فائز في الانتخابات التمهيدية للخضر، يقود يانيك جادو حملته؛ وأرنو مونتبورغ أيضًا، حيث التقى بالفرنسيين على وجه الخصوص في القطارات؛ والشيوعي فابيان روسيل يواصل “ لقاءات الأيام السعيدة».
خمسة مرشحين، ناهيك عن أقصى اليسار حيث ستنطلق ناتالي أرثود (فورس اوفريار-القوة العاملة) أو فيليب بوتو (الحزب الجديد المناهض للرأسمالية) أيضًا للبحث عن التوقيعات التي تخول لهما الترشح.
هكذا، وقبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية، انقسم اليسار... أكثر من أي وقت مضى؟ قامت صحيفة لو جورنال دي ديمانش، بتقييم هذا التأكيد من خلال العودة إلى الانتخابات السابقة، حتى انتخابات عام 1981 وانتصار فرانسوا ميتران، الذي يستشهد به أحيانًا قادة اليسار كمثال.
خمسة مرشحين 1981 و 2002
«هذا ليس صحيحًا تمامًا، يشرح فريديريك دابي، المدير العام لـ “ايفوب”.
الوحدة وسيلة لتحقيق نتيجة جيدة ولكنها ليست غاية في حد ذاتها، او شيء يضمن لك انتصارًا أو يحذر من هزيمة”.
ويأخذ المستطلع مثالين: “عام 1974، كان اليسار موحدًا، لكن فرانسوا ميتران خسر... وعام 1981، لم يكن الأمر كذلك، وفاز».
في ذلك العام، كما حدث عام 2002 عندما تم إقصاء ليونيل جوسبان في الجولة الأولى مما افسح المجال أمام مبارزة شيراك -لوبان، تقدم خمسة مرشحين يساريين (باستثناء أقصى اليسار) -وهو رقم قياسي، وتم انتخاب فرانسوا ميتران عام 1981، رغم انقسام اليسار (الشيوعي جورج مارشايه، والخضر بريس لالوند، واليسار الراديكالي ميشيل كريبو، وهوجيت بوشارديو الحزب الاشتراكي الموحد).
ويرى كريستيان ديلبورت، المتخصص في التاريخ السياسي، انه “لا علاقة للكثرة بالموضوع مطلقا... عام 1981، كان من الواضح أن مرشحًا يساريًا سيكون في الجولة الثانية، واليوم لا... وكان ظهور نجم مثل زمور مستحيلًا، بينما ننظر إليه بذهول عام 2021”.
وعام 1981، فشل جان ماري لوبان، الذي تنافس باسم الجبهة الوطنية عام 1974 (0.75 بالمائة من الأصوات)، في الحصول على عدد كافٍ من التوقيعات الضرورية تمهيدا للترشح.
مجموع تاريخيًا منخفض
ولكن، أكثر من عدد المرشحين، فإن إجمالي اليسار في نوايا التصويت للانتخابات الرئاسية لعام 2022 هو المفزع يستوجب التوقف عنده. تتراوح النسبة بين 23 فاصل 5 بالمائة و24 فاصل 5 بالمائة (ونقطة اضافية بتضمين أقصى اليسار)، وفقًا لأحدث بارومتر “ايفوب” لـ “قناة ال سي أي”، وصحيفة لو فيغارو. “إنه ليس مرتبطًا فقط بالتشتت، إنه مرتبط بالرسالة، لا نسمع اليسار... هناك مشكلة في الرسالة والعرض والتجسيد”، يحلل فريديريك دابي.
“ولما كانت هذه القاعدة الانتخابية منخفضة جدًا، لم يظهر ويتميز أي مرشح -هيدالجو وجادو وميلينشون -وهم ضمن هامش الخطأ، بين 5 و8 بالمائة حسب “ايفوب”.
فما جدوى ان ينسحب هذا أو ذاك لصالح آخر؟”، يتساءل كريستيان دلبورت.
عام 1981، سجل المرشحون اليساريون 48 فاصل 4 بالمائة من الأصوات (باستثناء أقصى اليسار) في الجولة الأولى.
رقم قياسي؟ عام 2017، كان مجموع اليسار 26 فاصل 14 بالمائة -ولكن بمرشحين اثنين فقط، وهما جان لوك ميلينشون (19 فاصل 58 بالمائة) وبينوا هامون (6 فاصل 56 بالمائة).
قبل ذلك، كان المجموع 30 فاصل 69 بالمائة فقط عام 2007، ولكن 42 فاصل 04 بالمائة عام 2012 عندما فاز فرانسوا هولاند.
إن “الانتخابات الرئاسية هي رجل أو امرأة يُمنح المفاتيح طيلة خمس سنوات، لذا يجب أن يجذب، ويفاجأ ويدهش، ولديه كاريزما ... واحدة من مشاكل اليسار أنه في 5 سنوات، لم يبرز أحد”، يتابع المؤرخ كريستيان دلبورت.
ويضيف فريديريك دابي، “الشيء المهم في الانتخابات الرئاسية هو التجسيد أولاً وقبل كل شيء، البرنامج مهم، ولكن وحده لا يكفي. رغم ان هذا الأخير، يعتقد أن بعض الموضوعات التي تهم الفرنسيين “تتطابق جيدًا” مع اليسار، مثل القدرة الشرائية أو الصحة أو التعليم.
في الموجة الثامنة من بارومتر ايفوب “ان تكون من اليسار اليوم”، الذي نُشر في صحيفة لومانيتيه في بداية سبتمبر، أكد 45 بالمائة من المستطلعين أنهم على يسار الطيف السياسي، بزيادة قدرها 3 نقاط مقارنة بعام 2020. “هناك مشكلة في ترجمة ذلك انتخابيا”، كما يترجم خبير استطلاعات الرأي فريديريك دابي.
مسألة ما بعد عام 2022
خمسة مرشحين اليوم، كم سيكون عددهم في 10 أبريل 2022؟ قد لا يذهب بعضهم الى النهاية. فخلال الانتخابات الرئاسية السابقة، انضم مرشح الخضر يانيك جادو إلى الاشتراكي بينوا هامون في 23 فبراير 2017.
وعام 2012، أعلن جان بيير شوفانمون انسحابه من سباق قصر الإليزيه في 1 فبراير، ثم مساندته لفرانسوا هولاند.
عام 2007، كان يوم 22 يناير عندما تخلى نيكولا هولو عن الترشح... ثم هل سيحصلون جميعًا أيضًا على 500 توقيع المطلوبة؟
«الانتخابــــات الرئاســــية بمثابـة نـــــوع من الانتخابات التمهيديـــــة، اي لتعيين المرشــــــح اليساري الذي سيكون في الدور النهائي، في الجولة الثانية. اما هنا، فهي بمثابة التمهيدية لتعيين القوة اليسارية الرئيسية، أي الزعامة، يقول المتخصص كريستيان دلبورت: “اليسار يلعب ما بعد الانتخابات الرئاسية».
لو جورنال دي ديمانش