بالتنسيق مع مركز قيادة العمليات الطبية الموحدة التابع لدائرة الصحة – أبوظبي
فريق طبي في مدينة خليفة الطبية ينجح في إنقاذ حياة طفل في الرابعة من عمره
فريق متعدد التخصصات يتغلب على حالة معقدة من الالتهاب الرئوي الفيروسي وفشل التنفس الحاد بدعم طويل الأمد للحياة خارج الجسم
نجحت مدينة الشيخ خليفة الطبية (SKMC)، إحدى منشأت "صحة، التابعة لـ "بيورهيلث" - أكبر مجموعة للرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط، بتعافي طفل يبلغ من العمر أربع سنوات بعد إصابته بفشل تنفسي حاد مهدد للحياة نتيجة التهاب رئوي فيروسي. وتمثل هذه الحالة مثالًا قويًا لما يمكن تحقيقه من خلال الرعاية الطبية المتقدمة ونهج الفريق الطبي متعدد التخصصات.
وفي التفاصيل، استقبلت مدينة الشيخ خليفة الطبية الطفل في حالة حرجة جدا ناتجة عن فشل تنفسي حاد ناجم عن التهاب الرئوي فيروسي، أدى إلى مضاعفات استدعت حاجته إلى تدخلات طبية متقدمة لإنقاذ حياته. بالتنسيق مع مركز قيادة العمليات الطبية الموحدة التابع لدائرة الصحة – أبوظبي، الذي يتولى الإشراف ودعم جهود تقديم خدمات تقنية دعم الحياة خارج الجسم المعروفة بالإيكمو (ECMO) في الإمارة باعتبارها من التقنيات الحيوية المنقذة للحياة، سارع فريق الخبراء في مدينة الشيخ خليفة الطبية إلى تنفيذ تقنية الإيكمو وهي الأكسجة الغشائية خارج الجسم والتي تتيح للدم بتبادل الغازات خارج الجسم، متجاوزاً القلب والرئتين، لتأدية وظائفهما مؤقتاً في تزويد الجسم بالأكسجين والتخلص من ثاني أكسيد الكربون. ويساعد ذلك القلب والرئة على الراحة والامتثال للشفاء.
وعلى الرغم من تعقيد المسار العلاجي والمضاعفات العلاجية المصاحبة المحتملة كجلطات المجرى التنفسي وقصور الاستجابة الوعائية، خضع الطفل لعدة تغييرات وتحويلات في إجراءات الإيكمو، بالإضافة إلى العمليات الجراحية المساندة كإصلاح الناسور القصبي الجنبي واستئصال الفص السفلي الأيسر من الرئة وذلك لمعالجة المضاعفات المستمرة من استرواح الصدر وتضرر الرئة.
كذلك إلى جانب الأكسجة الغشائية خارج الجسم، استخدم الفريق العلاجي تهوية التذبذب عالي التردد (HFO)، ووضعية الانبطاح لتحسين وظائف الرئة، وتنظير القصبات المتكرر لإزالة الجلطات من المجرى التنفسي. وعلى مدار ما يقارب أربعة أشهر من الإقامة في وحدة العناية المركزة، استقر الطفل تدريجيا وتمكن من اجتياز تجربة ناجحة لفصل الأكسجة الغشائية خارج الجسم، وفي النهاية خرج من المستشفى في حالة مستقرة. أعرب الدكتور خوان بابلو مونتيل، أخصائي جراحة قلب الأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية، عن فخره بجهود الفريق وبهذا الإنجاز المعقد قائلا: "نحن فخورون للغاية بجهود فريقنا وبالتعافي المذهل لهذا الطفل. تُظهر هذه الحالة أهمية النهج متعدد التخصصات في التعامل مع الحالات الطبية المعقدة."
تعكس هذه القصة المؤثرة عزيمة المريض الصغير وتفاني الفريق الطبي في تقديم الرعاية. لقد ساهم في هذا النجاح فريق متكامل من الأطباء، والجراحون، وأطباء عناية مركزة، وأخصائيو الأكسجة الغشائية خارج الجسم، ومعالجو تنفس وممرضون، وفرق دعم رعاية الأطفال. لقد عكس التزامهم بالجودة والابتكار وإرادة لا تلين في السعي نحو إنقاذ الحياة حتى في أصعب الحالات.
وتُجسد هذه الحالة أيضا مزايا النموذج العلاجي الشامل في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الذي يجمع بين التكنولوجيا المستندة إلى الأدلة والتعاون المستمر والرعاية الرحيمة. بغض النظر عن العمر، فإن هذا الطفل هو دليل حي على سعي دولة الإمارات نحو رعاية صحية عالمية المستوى وتحقيق أفضل النتائج. اليوم، يُعد هذا الطفل الشجاع البالغ من العمر أربع سنوات رمزا للأمل والقوة، وكل ما يمكن أن يتحقق من خلال رعاية متخصصة تعتمد على العمل الجماعي.