فن العيالة (1)

فن العيالة (1)

فن العيالة من أكثر الفنون الشعبية انتشارا في دولة الإمارات، وهو فن يجسد مشهد لمعركة، حيث إنه عبارة عن صفين متقابلين ومتلاحمين ومتراصين لصد العدو، يضع كل منهما يده على أسفل ظهر المؤدي الآخر حاملين عصي الخيزران، والعصا دلالة على السلاح والرماح والحربة التي يواجهون بها العدو، ويحركون العصي يمنة ويسرة، مع تحريك الرقبة وكسرة الصف، مما يضفي للوحة جمالية وتناغم فني، ويمارس فن العيالة في حفلات الزفاف(الأعراس) وفي المناسبات الوطنية.
يجتمع أعضاء فرقة العيالة عند موقع العرس بعد صلاة العصر مباشرة، بل منهم من يُصلي العصر في المسجد المجاور لمكان العرس كي لا يتأخر عن العيالة، وبعد الاجتماع في مكان الحدث يؤدون التحية ويتبادلون الحديث ومن ثم يشربون بعضاً من الشاي والقهوة ويأكلون قليلا من الفاكهة، لنجد رئيس الفرقة ويسمى أيضاً النوخذة أو أبو العيالة يقوم ليعطي إشارة البدء، أو في أحيان يقول كلمة فوق (أي حان وقت بدء العيالة) أول من يقوم من أعضاء العيالة هو دقيق طبل الرأس ويبدأ بالطرق على الطبل بإيقاع مُعين بدون أن يُلقي الشلة ويسمى أيضاً النشيد (الغناء) ويسمى وزن الإيقاع الذي يبدأ به دقيق الرأس باسم التخمير(نسبة إلى طبل التخامير لأن إيقاع وريتم طبول التخامير ثابت من بداية العيالة إلى نهايتها للمحافظة على وزن وإيقاع العيالة، ولكن الوزن الموسيقي من ناحية تسريع الإيقاع وبطئه مسؤولية دقيق الرأس فهو يُخمِر بناءاً على النشيدة التي سيتم إلقاؤها ،يُركب الإيقاع لأصحاب التخامير ومن ثم ينطلق بالنقش على طبل الرأس(العزف الحر على طبل)، ومن مقاصد التخمير على طبل الرأس أيضاً أن صوت الطبل الذي يُصدره دقيق الرأس كناية عن مناداة أعضاء فرقة العيالة للاستعداد والاصطفاف لأداء اللوحة الفنية فيستمع للصوت القريب والبعيد فيسرع الخطوة للمجيء، لأن صوت الطبل وبالأخص طبل الراس ومع قوة دفع الهواء يصل مسمعه إلى مسافات طويلة المدى، فإذا كان عضو من أعضاء فرقة العيالة متأخرا وسمع صوت الطبل يُسرع في مشيه لكي يلحق بزملائه ، فنجد الجيل القديم من كبار السن يقولون قوم إزقر (نادي أي من المناداة) وليس المعنى تناديهم بصوتك وإنما الطرق على الطبل(أي قوم خَمِر) حتى يصطف مؤديين العيالة وعندما يرى دقيق طبل الرأس بأن الإيقاعين (التخامير، السماعات، الطوس) لحقوا به وركبوا على نفس وزن الإيقاع الذي يريده وتتطلبه النشيده وبأن الصف اكتمل أو شبه مُكتمل يبدأ بغناء الشطر الأول من القصيد أو في أحيان يقول أول كلمتين من البيت ليطغى على صوته صوت الصف بأكمله. فعلى سبيل المثال: البداية من شخص واحد ويٌقدَم في شل بداية القصيدة الأكبر سناً والأكثر خبرة احتراما وتقديراً لتاريخه الفني فيبدأ (باللحن) "ونطلب المعبود علام السراير" لتُعيد المجموعة البيت نفسه  بصوت جماعي، وتبدأ العيالة بهذا التسلسل، وللعيالة مقامات يطول شرحها، وللمقال بقية، ودمتم.
سعيد الزعابي

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot