الرسم السَّاخِرُ أو كاريكاتير هو تصوير يبالغ في إظهار خصائص أو نقائص شخص أو غيره من جماد أو حيوان، بهدف السخرية أو النقد الاجتماعي أو السياسي أو الفني أو غيره، وفن الرسوم الساخرة له القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية أحيانا، قد تٌشاهد رسماً ساخراً فتبكي وقد تضحك على محاكاة الشخصية المبالغ فيها إلى حد القهقهة، رسام الكاريكاتير مثقف ومتفاعل مع المجتمع ومطلع ولديه فكر مختلف فليس من السهل أن تصيغ موضوع متكامل أقرب إلى قصة قصيرة في صفحة رسوم وألوان. ارتبطت علاقتي بفن الكاريكاتير أيام دراستي الجامعية من خلال صديقي ودفعتي الموهوب- إيهاب النوبي، وبعد التخرج عمل رساماً كاريكاتيرياً في جريدة مصر اليوم، فكان في زمن الدراسة يرسم الزملاء والطلاب والدكاترة بطريقة فنية ساخرة، فعلى سبيل المثال رسم دكتور في إحدى المحاضرات قصير جداً وفي يده ورقة الغياب كبيرة ومبالغ في إبرازها أي أن بعض الدكاترة همه الغياب وليس محتوى المادة، ولديه العديد من الرسومات من الممكن الرجوع إليها والبحث عن اسمه عبر النت، إيهاب لم أره في حياته إلا مبتسماً، توفي عام 2021 عن عمر ناهز 33 عاماً بسبب وعكة صحية طارئه، رحل سريعاً وما زال يحلم بغدٍ أفضل له ولوطنه، رغم شبابه إلا أنه ترك إرثاً ثقافياً ومعرفياً لا تملك إلا أن تبتسم فرحاً أو أساً على رسوماته المعبرة، رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته.  أتوقع أن سبب تميز إيهاب بفن الكاريكاتير أنه أصقل موهبته بدراسته للمسرح فكان رحمه الله _قسم ديكور_ فقراءة النصوص المسرحية وتحليل الشخصيات وتحليل الأزياء والديكور والإضاءة وتخيلها ولدت لديه كماً معرفياً وخيالاً واسعاً في إبداع الشخصيات نافس بلوحاته كبار رسامين الكاريكاتير. نرجع للكاريكاتير الي عدنا ، الي ماسك مايك ويحاور الشباب الصغار ويسألهم أسئلة تتعلق بآداب المجالس والأمثال الشعبية والمصطلحات التراثية وينزل على التيك توك، والطبيعي بأن الجيل الحالي ستكون ردوده بنسبة كبيرة خاطئة ومحرجين من عدم معرفتهم الإجابة الصحيحة فيبتسمون ابتسامة خافتة، وهذا الشخص يُعالج الخطأ بالخطأ فكان من باب أولى أن يستضيف هذا المهتم بالتراث كبار السن والمحافظين على التراث والمهتمين ويسألهم حتى يستفيد المستمع والجيل الجديد من إجاباتهم وأن يكون الموضوع توعوي أفضل من أن تظهر صورتنا أمام الناس بأن أبنائنا لا يفقهون بتراثهم.