محمد بن راشد: التنمية هي مفتاح الاستقرار .. والاقتصاد أهم سياسة
فوربس: الشرق الأوسط ساحة حرب بين المقاتلات والطائرات دون طيار
قالت مجلة “فوربس” الأمريكية إن الشرق الأوسط أصبح ساحة حرب بين الطائرات دون طيار، والطائرات المُقاتلة التي تُستخدم لمواجهتها، خاصة بعدما أثبتت الدفاعات الجوية أنها “لا تكفي” لمواجهة مثل هذا السلاح. وفي بداية مقاله، ذكر بول إيدون، الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية والسياسة للشرق الأوسط، بهجوم 14 سبتمبر(أيلول) 2019، على منشآت بقيق وخريص النفطية في السعودية، الذي يُعتقد أن إيران كانت وراءه، والذي استغرق 17 دقيقة فقط، وكلف حوالي مليوني دولار.
ضعف “باتريوت»
وقال آرام نركيزيان، المدير المشارك لبرنامج العلاقات المدنية العسكرية في الدول العربية في مركز “كارنيغي” للشرق الأوسط، لموقع “ديفنس نيوز” في نوفمبر(تشرين الثاني) 2019: “أنظمة باك-2 وباك-3، من صاروخ باتريوت، لم تتمركز في السعودية لاعتراض صواريخ كروز منخفضة الارتفاع أو التي تُعانق الأرض، للإفلات من الرادار، أو الطائرات دون طيار الصغيرة ومنخفضة الارتفاع، سواءً كانت مسلَّحة أو غيرها». وأضافت المجلة أن الطائرات دون طيار كانت قادرة على استغلال التضاريس لإخفاء تحركاتها. وقال ديف دي روش من جامعة الدفاع الوطني بواشنطن لوكالة رويترز بعد وقت قصير من الهجوم: “معظم رادارات الدفاع الجوي التقليدية مصممة للتهديدات التي تحلق على ارتفاعات عالية مثل الصواريخ». وأضاف “تُحلّق صواريخ كروز والطائرات دون طيار بالقرب من الأرض، ولذلك لا يمكن رؤيتها بسبب التضاريس. والطائرات دون طيار، صغيرة جداً ولا بصمة حرارية لها تدركها معظم الرادارات».
وقالت المجلة إنه رغم أن المُقاتلات في دوريات جوية قتالية على ارتفاع منخفض، قد تكون الطريقة الوحيدة لكشف عن مثل هذه التهديدات ومواجهتها بطريقة مناسبة، إلا أن استخدامها المستمر “أمر متعذر».
وأضافت المجلة أنه، حتى إسرائيل، التي تملك على الأرجح نظام الدفاع الجوي الأكثر تقدماً في العالم، لا يمكنها على ما يبدو الاعتماد كلياً على أنظمة أرضية لاكتشاف الطائرات دون الطائرات المعادية والدفاع عن نفسها ضدها.
إيران والتصدي
لهجمات المسيرات
وفي إيران أيضاً، ظهر مقطع فيديو غير مؤرخ، في أكتوبر(تشرين الأول)، لتمرين تدريبي يُظهر طائرة إيرانية من طراز “ميغ-29 إيه فلكروم” وطائرة “إف-5 تايغر 2” تحلقان على ارتفاع منخفض في تمرين بالذخيرة الحية. وأطلقت الطائرة “إف-5” هدفاً، والطائرة “ميغ-29” على الفور أحد صواريخها “فيمبل آر-73” الصاروخ جو-جون الذي يبحث عن مصدر حرارة، ودمر هذا الهدف على الفور.
ورغم أنه قال إن الهدف من التمرين “لا يزال غير واضح”، فإن إيدون رجح أن القوات الجوية الإيرانية كانت تتدرب على مواجهة الطائرات دون طيار، التي تحلق على ارتفاع منخفض.
أذربيجان وطائرات «هاروب»
ودخلت إيـــران وأذربيجان في مواجهة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ طالبت طهران باكو بقطع علاقاتها الدفاعية الوثيقة مع إسرائيل.
لكن الرئيس الأذري إلهام علييف ردّ بصور له مع طائرة “هاروب” الإسرائيلية دون طيار، التي تعرف باسم “الدرون الانتحارية”، في تحذير غامض لطهران.
ويوضح الكاتب أن طائرات “هاروب” التي استخدمتها أذربيجان لعبت دوراً أساسياً في انتصار باكو على الجيش الأرمني في حرب ناغورنو قره باخ في العام الماضي، حيث نجحت في تدمير العديد من أنظمة الدفاع الجوي روسية الصنع، الأكثر تقدماً التي تملكها يريفان.
المزيد من الطائرات المقاتلة
ورجح إيدون أن تكون إحدى الحالات الطارئة التي تدربت عليها القوات الجوية الإيرانية هي مواجهة مثل هذه الطائرات دون طيار، إذا نشبت حرب ضد جارتها الشمالية أذربيجان، أو مع الأعداد المتزايدة من الجهات الممثلة أو غير الممثلة للدول التي تملك طائرات دون طيار، معقدة وفتاكة، على نحو متزايد. في ضوء هذا الانتشار الكبير للطائرات دون طيار، توقّع الكاتب استخدام المقاتلات بشكل أكبر لمواجهة هذه المركبات الجوية غير المأهولة، في سماء الشرق الأوسط في المستقبل القريب.