رئيس الدولة ونائباه يهنئون ملك البحرين بذكرى اليوم الوطني لبلاده
السفير السعودي يجري لقاءات مكثفة بشأن الانتخابات
في ذكرى الحرب الأهلية...المظلة العربية لإنقاذ لبنان من جهنم
بدأت العلاقات الخليجية اللبنانية التعافي مع عودة سفراء السعودية والكويت إلى بيروت، في وقت يتعرض فيه لبنان لخطر الإفلاس الرسمي، والخضوع الكامل لإيران بسيطرة وكيلها حزب الله، على البرلمان المقبل بعد انتخابات مايو (أيار).
ووفق صحف عربية صادرة أمس الأربعاء، فإن السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، يجري لقاءات مكثفة مع مسؤولين في الطائفة السنية لتحفيزهم على المشاركة في الانتخابات.
تحفيز السنة
وفي هذا السياق نقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن مصادر أن عودة السفير ولقاءاته تعبير عن رفض السعودية للمقاطعة السنية للانتخابات وتشديد على أن تكون الطائفة السنية جزءاً من المشهد الانتخابي، وهو ما بدأ ينعكس ارتياحاً لدى بعض القوى السياسية السنية التي تراهن على أن يُساعد النشاط السعودي في تحفيز السنة على المشاركة في الانتخابات والتصويت لملء الفراغ الذي خلّفه غياب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وكشفت المصادر، أن البخاري سيرعى، في الفترة المقبلة، اجتماعات للم شمل الحلفاء الذين فرّقتهم الملفات الداخلية، وإعادة تجميعهم تمهيدا لفترة ما بعد الانتخابات وربطاً بالتحولات التي تشهدها المنطقة.
وأكدت الصحيفة، أن الانفتاح السعودي على لبنان في هذه المرحلة يمثل جرعة دعم للمكون السني الذي يعاني من الارتباك والضعف. ويرى مراقبون، أن انكفاء زعماء السنة عن خوض الانتخابات البرلمانية بما يفتح الباب أمام التغيير، وقد يفرز قيادات سنية جديدة تقطع مع الفشل الذي رافق الزعماء السابقين، الذين تعهدوا مراراً للرياض بتحجيم نفوذ حزب الله وحصر سلاحه ولم يتقيدوا بذلك.
واقعية
في صحيفة "الوطن" البحرينية، يقول الكاتب ظافر محمد العجمي، إن دوافع التحول الخليجي إلى الواقعية السياسية كثيرة كالتطورات الإقليمية، فغير مقبول غياب الخليج عن أي ساحة، فهناك تغيرات في معادلة الحكم في العراق، والنظرة العربية لسوريا، بالإضافة إلى الاتفاق النووي الإيراني وحرب أوكرانيا. ويقول العجمي، إن أسباب تحول الخليجيين إلى الواقعية السياسية والعودة للبنان "حدة الاصطفافات الإقليمية في الحرب الروسية الأوكرانية، ما يتطلب موقفاً خليجياً يتناسب مع المتغيرات، ومثلها الانحياز الغربي في ملف النووي الإيراني، وربما السير بمحاذاة المساعي الفرنسية التي تقر أنه لا يمكن ترك لبنان لحزب الله".
كما أن من أسباب تحول الخليجيين للواقعية والعودة للبنان تجاوب بيروت مع المبادرة الكويتية ووقف كافة الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمس دول الخليج، وربما التمهيد عن طريق بيروت لعودة سوريا للعالم العربي لارتباط أمن لبنان بدمشق، بالإضافة إلى ضرورة الوجود الخليجي قرب صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية ثم الانتخابات الرئاسية، والأهم مد يد المساعدة للفئات اللبنانية التي تعيش قرب الرصيف جراء بوادر انهيار الاقتصاد اللبناني، فالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي تتطلب أن يحول الخليج بين لبنان والهاوية.
شبح الاقتتال
من جهته، يقول الكاتب رامي الريس في موقع "نداء الوطن" :"في الذكرى السنوية لاندلاع الحرب الأهلية في لبنان، لا بد من التوقف عندها بما يتخطى النواحي الفولكلوريّة والاكتفاء بإصدار بيانات الاستذكار والدعوات السطحية لاستخلاص العبر والدروس من تلك التجربة القاسية".
ويضيف الكاتب "يبدو أن تعزيز الاستقرار والبناء للمستقبل أكثر أهميّة من العودة إلى الماضي ونبش دفاتره القديمة وتقليب صفحاته المؤلمة بكل مضامينها ومآسيها" مؤكداً أن "الحاجة تبدو أكثر إلحاحاً للذهاب نحو الخطوات التي من شأنها تعزيز الإستقرار الداخلي والحيلولة دون سقوط لبنان مجدداً في التجربة المريرة والقاسية للاقتتال الأهلي الذي تغذيه الأطراف الخارجية".
ويؤكد الريس، أنه لذلك "لا يمكن التقليل من أهمية عودة المظلة العربية إلى لبنان في هذه اللحظة السياسية التي أصبحت فيها البلاد على مشارف الانتخابات النيابية وقبل أشهر معدودة من الانتخابات الرئاسية" مضيفاً أنه إذا "كانت عودة العلاقات السياسية مطلوبة بالدرجة الأولى لتصحيح الاعوجاج الكبير الذي اعترى العلاقات اللبنانية العربية خلال السنوات القليلة الماضية، فإن اعتباره بمثابة المدخل الحتمي لعودة العلاقات الاقتصادية إلى سابق عهدها من شأنه أن ينعش الإقتصاد اللبناني حتى ولو أنه وحده لم يعد كفيلاً بمعالجة المشاكل العميقة والمتراكمة التي تعاني منها البلاد، إن عودة العرب إلى لبنان ولبنان إلى العرب هي المسار الذي انتظره اللبنانيون طويلاً...على أمل أن تستمر خطواته دون تراجع".
روح لبنان وهويته
في موقع "اندبندت عربية" يقول رفيق خوري، إن حرب لبنان التي بدأت رسمياً في 13 أبريل (نيسان) 1975 لم تنته بعد، وإن توقفت المعارك في بداية التسعينيات. هي حرب موزعة على فصول مختلفة.
ويقول خوري، إن الفصل الأول من حرب لبنان دام 15 عاماً حامية، وانتهى باتفاق الطائف برعاية الملك فهد والملك الحسن الثاني والرئيس الشاذلي بن جديد، وضمان أمريكي وتكليف سوريا برعاية الاتفاق الذي أعاد "هندسة" التوازن بين الطوائف في إدارة النظام.
ويُذكر الكاتب بالمراحل الأربعة التي قطعها لبنان منذ اتفاق الطائف ونهاية الحرب في 1990 رسمياً، وصولاً إلى الفصل الراهن أو الرابع حسب توزيعه للفصول فيقول :"كل شيء على مفترق طرق في صراع على روح لبنان وهويته. فما رافق الوصاية الإيرانية، هو نهاية الاستقلال، وخطف قرار الشرعية ودفع البلد والناس إلى جهنم، في أخطر أزمة مالية واقتصادية واجتماعية، وتخريب العلاقات بين لبنان وأشقائه العرب وأصدقائه الدوليين. والرهانات على الانتخابات النيابية والرئاسية هي صدام إرادات بين من يريد أخذ لبنان نهائياً إلى المحور الإيراني، ومن يريد استعادة لبنان المخطوف.
لكن كل قوة داخلية أو خارجية حاولت الهيمنة على لبنان وأخذه إلى مدارها، اصطدمت بالعجز عن تحقيق أهدافها. وليست الهيمنة الشيعية المتصاعدة استثناءً من القاعدة".