بعد التشاور مع رئيس الدولة واعتماده.. محمد بن راشد يعلن تغييرات في حكومة الإمارات
في قلب التحولات.. هل تتدخل موسكو بين نيران طهران وتل أبيب؟
مع تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران، برزت تساؤلات بشأن موقف روسيا وإمكانية تدخلها في ظل اتفاقيات تعاون تربطها بطهران، وفي وقت تشهد فيه المنطقة تحولات عسكرية متسارعة وتهديدات متبادلة. أكد مدير مركز «جي إس إم» للدراسات في موسكو، آصف ملحم، أن روسيا تفضّل الحلول الدبلوماسية في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن التدخل العسكري غير وارد في هذه المرحلة بسبب «الاختراق الكبير» الذي تعرضت له إيران وفقدان وضوح الصورة الكاملة بشأن حجم الخطر.
وأضاف أن الحرب تمر حاليًا بـ»طور الصعود»، حيث يمتلك كل طرف بنك أهداف، وبعد نفاده ستدخل المواجهة «طور التوازن»، وهو ما قد يفتح الباب أمام تدخل روسي عقلاني ومحسوب.
تل أبيب: لا مصلحة لموسكو في التدخل
من جهته، أكد رئيس مركز صفدي للدبلوماسية الدولية وعضو في الليكود، مندي صفدي، أن روسيا لا تملك مصلحة في الانخراط بالحرب، خاصة في ظل علاقتها مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن موسكو تركز على ملفات أخرى، أبرزها الحرب في أوكرانيا.
وأوضح صفدي أن التنسيق الأمني بين روسيا وإسرائيل قائم منذ سنوات، خصوصا في الملف السوري، مرجحا أن تلعب موسكو دورًا في التهدئة لاحقًا، بعد إنجاز «المهام العسكرية المطلوبة».
الأولويات الروسية: أوكرانيا أولا
من القاهرة، قال محمد عباس ناجي، الخبير في الشأن الإيراني بمركز الأهرام، إن إيران ليست على رأس الأولويــــــــات الروسية حاليا، مؤكدًا أن موسكو لن تغامـــــــر بتقديم دعــــــم مباشر لطهران في هذا التوقيت.
وأشار ناجي إلى أن موسكو تعارض امتلاك إيران لسلاح نووي، لكنها ترفض أيضا اتفاقا نوويا قد يُعيد النفوذ الأميركي إلى حدودها الجنوبية، ما يجعل موقفها معقدا ومرتبطا بحسابات أمنية وجيوسياسية دقيقة.
وفي تحليله لمجريات الحرب، اعتبر ملحم أن إسرائيل تُستخدم كأداة أميركية غربية لهدف أوسع يتمثل في «تفكيك البنية السياسية والعسكرية الإيرانية»، محذرًا من سيـــــــناريوهات قد تشمل زعزعة الاستقرار في مناطق حدوديــــــة مثل جنوب القوقاز وآسيا الوسطى.
واتهم ملحم دولا بالسعي لمد نفوذها الإقليمي بدعم من واشنطن ولندن، مضيفًا أن البيئة المحيطة بإيران «ملتهبة» وتتضمن فصائل مسلحة في أفغانستان والعراق وسوريا وباكستان، ما يزيد من تعقيد المشهد.
ميدانيًا، تواصلت الضربات الإيرانية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صواريخ جديدة أطلقت من إيران باتجاه النقب وتل أبيب، بينما توعّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ»إزالة الخطر النووي والصاروخي الإيراني بشكل كامل».
وأجمع المحللين على أن التدخل الروسي المباشر مستبعد في المرحلة الراهنة، مع تركيز موسكو على تجنّب التصعيد الإقليمي، إلا أن استمرار الحرب وبلوغها طور الاستنزاف قد يدفع الكرملين للانخراط، ولو سياسياً، في جهود احتواء النزاع بين طهران وتل أبيب.