منهم فيون وشرودر...

قادة أوروبيون سابقون في جيب بوتين...!

قادة أوروبيون سابقون في جيب بوتين...!

-- تم تجنيد رؤساء وزراء سابقين من قبل مجموعات روسية كبيرة، وكلهم يتوجّهون بعبارات لطيفة للكرملين

   كان فرانسوا فيون إيجابيًا بالنسبة لـ كوفيد-19، وفي حجر صحي قبل العطلة. لذلك شارك عن بعد، في أول اجتماع لمجلس إدارة سيبور. وكانت هذه المجموعة الروسية للبتروكيماويات قد أعلنت في 23 ديسمبر عن انضمام رئيس الوزراء الفرنسي السابق (2007-2012) اليها، مشيدة بـ “خبرته الفريدة” في مجال “التنمية المستدامة” (كذا). ليس هذا فقط: المرشح الرئاسي السابق لعام 2017، الذي استأنف عقوبة بالسجن مدتها خمس سنوات، بينها ثلاث مع تأجيل التنفيذ، بتهمة اختلاس الأموال العامة، هو أيضًا أحد المسؤولين، منذ يوليو، في شركة زاروبزهنفت، وهي شركة نفط عموميّة مقرها موسكو.

   هذا التعيين المزدوج يدخله إلى النادي المختار والمثير للجدل، لزعماء أوروبيين سابقين يتلقون رواتب من مجموعات روسية. النقطة المشتركة بينهم؟ لكل منهم عبارات لطيفة تجاه فلاديمير بوتين وسياسته. على مر السنين، ندد فرانسوا فيون باستمرار بالعقوبات المفروضة على روسيا بعد احتلال شبه جزيرة القرم، بل ووصفها في يونيو بأنها “غبيّة وغير قانونيّة».

   لا يأتي هذا الدعم من فراغ: فقد تعاطف ابن سارثوا مع ضابط المخابرات السوفياتية السابق عندما كانا رئيسين للوزراء. لكن يظل التقارب مع غيرهارد شرودر أكبر. عام 2014، ورغم الأزمة الأوكرانية، احتفل المستشار الألماني السابق بعيد ميلاده مع “صديقه” من الكرملين، هو المدين له بتعيينه رئيسا لشركة نوردستريم، المسؤولة عن بناء خطوط أنابيب الغاز في بحر البلطيق. ويشير أنطون شيخوفتسوف، مدير مركز النزاهة الديمقراطية، إلى أن “الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حيث يظل مؤثرًا، قدّم دعمًا حاسمًا لتحقيقه».

   ما الذي يمكن أن يقدمه فيون لروسيا؟ “يهدف تعيينه إلى إظهار أن موسكو لا تزال شريكًا منفتحا على الساحة الدولية؛ إنه رافعة تأثير لشركتي سيبور وزاروبيجنفت”، يرى الخبير الاقتصادي جوليان فيركويل، نائب رئيس إينالكو.

   إن “بوتين لا يحتاج إلى فيون لمشاريعه، يقول ساخرا نائب سابق من حزب الجمهوريين، لكن مع هذه المناصب ذات الأجور العالية، فإنه يرسل إشارة إلى أن الخطابات المؤيدة لروسيا يمكن أن تكسبك تقاعدًا ذهبيًا.»
   وتبقى النمسا بطلة هذه “الرّسكلة”. يتلقى المستشاران السابقان فولفغانغ شوسيل وكريستيان كيرن، رسوم حضور من شركة لوك أويل والسكك الحديدية الروسية على التوالي. وكانت وزيرة الخارجية كارين كنيسل، قد دعت بوتين الى حضور حفل زفافها عام 2018 ورقصت معه. وهي الآن تتعامل مع شرودر في مجلس إدارة شركة روسنفت، والتي تدفع لكل منهما أكثر من 500 ألف دولار في السنة.

   «إنه شكل قانوني من أشكال الفساد لا تحكمه ضوابط “، ياسف عضو البرلمان الأوروبي رافاييل غلوكسمان. وسيتعين على اللجنة الخاصة بالنفوذ الأجنبي، التي يرأسها، التحقق من صحة تقرير يثير المشكلة في نهاية يناير الجاري. وستتم دراسة العديد من التوصيات، منها “قائمة الشركات الإشكالية للغاية والتي قد تكون محظورة على كبار القادة الأوروبيين”. ومع ذلك، من غير المؤكد أنّ هذا سيثني البعض عن تأثيث دفتر عناوين الرئيس الروسي.