قراءة في كتاب (العربية أسرار وعذوب)

قراءة في كتاب (العربية أسرار وعذوب)


في قراءة الأدب متعة، وفي إدراك مقاصد الكلمة في فقه اللغة ،أو قواعدها ،أو جمالياتها ،فيرقى الكاتب والقارئ معا إلى انتقاء السكب ,وسلاسة السبك ،وبلوغ الغاية الأسمى ،بالأسلوب الأرقى ،مما يوفر التوازن باكتمال جمالية المبنى والمعنى ،وسهولة الوسيلة والغاية ،ببلاغة الإيجاز ،وبلوغ القصد ،وانسجام اللفظ والمعنى ،رغبة أو رهبة ،علما أو أدبا ،حقيقة أم مجازا ،نغما أو حشرجة ،انسيابا أو تلكؤا.

فيغدو التفاضل في التعبير قرينا للتكامل ،ويتبلور اللفظ الأجمل لإبراز المقصود الأرقى ،وهي المفاهيم التي يدركها كاملة بجملتها وتفاصيلها ،من ملك ناصية اللغة و وتتبع مسيرتها ،منذ الجاهلية الأولى ،وما قبلها  (وعلم آدم الأسماء كلها) صدق الله العظيم ،إلى عصور الحضارة الإسلامية المتوالية ،فإلى عصرنا الحديث وما شهدته اللغة من نحت واشتقاق ،وتسكين وتحريك ،و مباشرة وتورية ،وصراحة وإشارة وتعليل وتأويل ،أثرى مسيرتها ،وجعلها اليوم في مقدمة لغات العالم ،وهي التي أعلى القرآن الكريم مكانتها الدائمة ،من قبل ومن بعد.

وفي الآونة الأخيرة صدر عن دائرة الثقافة في إمارة الشارقة كتاب جديد حول اللغة العربية وأسرار عذوبتها بعنوان (العربية أسرار وعذوبة) للأستاذ فواز الشعار الباحث اللغوي المتميز، والأديب المتبحر في معاني المفردات ومقاصدها وتباينها ،محيطا معارفه بشواهد الشعر والنثر التي تزود القارئ بكل طارف وتليد ،بقدر ما تكنز ملكته وسليقته وفطرته اللغوية ،بجماليات المفردات ،وثراء المفردات في تباين اللفظ والمعنى ،أو في سياق الجناس و الطباق ،والبلاغة والإنسابية ،والتورية والاستعارة ،وما إلى ذلك من تشريح للمفردات ،والشواهد على دلالاتها من هنا وهناك وهنالك.

مقدمة ودلالات
يقول المؤلف الأستاذ فواز الشعار في المقدمة (منذ سنوات وعيي الأولى ،عشقت لغتنا ،وبدأت أبحر في ينابيع ثرائها ،وعذوبتها وسحرها ،التي لا تنضب ،ولا يمكن الوصول إلى مظانها جميعا ،فعمالقة الأدب والشعر قديما وحديثا أقروا بأنهم لم يتمكنوا من سبر أغوارها ،وتملك ناصيتها ،فكلما قرأت في إبداعات متخصصيها ،ازددت حبا بنهل المزيد.
ويضيف المؤلف:وهذا كله دفعني إلى دراستها والتخصص فيها ،وعملت على خدمتها بكل ما أوتيت من شغف وعلم.
ويستطرد فيقول: حين قدمت إلى إمارات الخير ،قبل ثلاثة وعشرين عاما سكنت مدينة الشارقة ،وسعدت كثيرا في الإقامة فيها ،لكن ما زاد سعادتي أن حاكمها رجل مثقف ،يمنح كثيرا من وقته لخدمة العلم والمعرفة ،ليصلا إلى الجميع ،فهما أساس الحضارة.
ويخلص الأستاذ فواز الشعار في مقدمته إلى القول:بعد هذه السنوات في شارقة الثقافة ،أتشرف،أن أقدم شيئا يسيرا مما حاولت فيه خدمة العربية ،إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ،وأتمنى أن أكون لبنة في مدماك هذا الصرح العظيم.

الفصول تتوالى
وبعد المقدمة تتوالى فصول الكتاب ،من فقه اللغة إلى “ في الكليات “ إلى “ فروق لغوية “ إلى “ خصائص “ إلى أخطاء وتصويبات.
وقد اعتمد المؤلف في كتابه الممتمع والنافع ،على باقة من المصادر القيمة ،والمؤسسة في علم اللغة مثل كتاب “ أسرار البلاغة  لعبد القاهر الجرجاني ، وكتاب فقه اللغة وسر العربية لأبي منصور الثعالبي ،وكتاب  الفروق في اللغة لأبي هلال العسكري ،ومعجم لسان العرب لابن منظور وكتاب مختار الصحاح –لأبي بكر الرازي ،وكتاب المغني في علم النحو للجاربردي ،وهي متوافرة في دور النشر في القاهرة وبيروت وغيرهما ،وصدرت بطبعات جديدة ،بين العام 1991 والعام 2011.

ولابد من الإشارة إلى أن هذا الكتاب على ما فيه من اكتناز معارف لغوية ،وقد نشر تباعا في الزميلة – الخليج – في الإمارات ،يعيدنا إلى سلسلة من البرامج اللغوية التي عنيت بلغتنا وساعدت على إذكاء شغف الباحثين في أسرارها أمثال برنامج “ قول على قول “ للمرحوم الأستاذ حسن الكرمي في إذاعة لندن – القسم العربي ،وقد صدر البرنامج بحلقاته كاملة ،في كتاب: قول على قول من مكتبة لبنان في بيروت بأكثر من عشرين جزءا ،ثم برنامج اللغة والناس من التلفزيون العربي السوري للباحث الأديب الدكتور يوسف الصيداوي ،ثم برنامج لغتنا الجميلة للأديب الباحث المرحوم الأستاذ فاروق شوشة من إذاعة القاهرة ،والأديبة الفلسطينية ناهدة فضلي الدجاني من إذاعة لبنان وغيرهم.

وياحبذا لو كانت مراجع لغوية أخرى قد لاقت اهتمام الباحث الحاذق الأستاذ فواز الشعار مثل  “شذور الذهب: لابن هشام ،مغني اللبيب لابن هشام كذلك ،
وكتاب الخصائص لابن جني ، وألفية ابن مالك لابن مالك الأندلسي.
يبقى هذا الجهد الأدبي اللغوي الرائع يجعلنا بانتظار المزيد ،لإضافة المزيد والمزيد إلى ما قدمه الدكتور إحسان عباس ،والأستاذ سعيد الأفغاني ,و الدكتور عبدالعزيز عتيق ،والدكتور أهيف سنو ،الدكتورة لميعة عباس عمارة ،والشيخ فهيم أبوعبية ،والدكتور ناصر الدين الأسد ،والدكتور نافع عبدالله ،والأستاذ بلال البدور ،والشاعر حمد خليفة بوشهاب والأستاذ علي أبو الريش ،والدكتور نصر عباس ،والدكتور نجيب عبدالوهاب الفيلي ،والدكتور سعيد حارب ،

والأستاذ إبراهيم بو ملحة ،والأستاذ حسيب كيالي والأستاذ علي عبيد الهاملي وغيرهم وغيرهم ممن أثروا الثقافة اللغوية في دولة الإمارات العربية المتحدة ،والعالم العربي باجتهاداتهم ،وأبحاثهم ،ومناظراتهم ،ومحاضراتهم ،وبرامجهم المتواصلة ،والتي لا يخبو نورها ،ولا يشح زيتها ويبقى سطوعها ،وأخلص إلى قصيدة الشاعر اللبناني المهجري الكبير حليم دمّوس الرائعة حول اللغة العربية وجاء فيها:
لغة إذا وقعت على أسماعنا
كانت لنا بردا على الأكباد
ستظل رابطة تؤلف بيننا
فهي الرجاء لناطق بالضاد

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/