قصص قصيرة 1
(1)
في مساء أحد الأيام، انزوى في الزاوية الخارجية لمنزله، يبكي، يسأله المارة لمَ تبكي؟ يجهش بالبكاء ويقول: لا أُريد الذهاب إلى المدرسة، وبخه كل من سمع جملته، فالسبب لا يجلب التعاطف، ركض عند جدته، مرتمياً في حضنها: لا أُريد الذهاب إلى المدرسة، قالت له: ولا يهمك باجر إجازة من عندي، غاب يوماً وعشق الدراسة دهراً.
(2)
صاحب شركة إنتاج، شاهد عرضاً مسرحياً، أٌعجب بالعرض لدرجة أنه قال: لم أشهد عرضاً مثل هذا من ذي قبل، قام وسلم على الممثلين ممثلاً ممثلاً، ما هذا الإبداع المتجلي، غداً تأتون الشركة كلكهم لتسجيل أسمائكم والتقاط صور لكم، فستكونون أبطال مسلسلي القادم في رمضان، أتى رمضان وأتى المسلسل ولم يشاهدوا في التتر سوى اسم شركة المنتج، وبعض من الشلة الذين حضروا معه المسرحية؟
(3)
يمشي في أحد الفرجان، ماراً على رجلين يتسامران ويشربان بعضاً من القهوة في جلسة عربية أصيلة، قالا له بصوت واحد: اقرب ، رد عليهم مشكورين مرة ثانية إن شاء الله، أصرا عليه بكلمة اقرب مراراً وتكراراً، فاستحى وجلس معهم، صبوا له فنجاناً من القهوة والثاني، هز الفنجان، ليحصل بين الرجلين حوار كل واحد يقول للثاني خذ علومه، والآخر يرد: عندك، خذ علومه، عندك ، إنت الأكبر، لا ما تعداك ، لدرجة أنهم أمسكوا أيادي بعض ، وملابس بعض، فتبدو للذي ينظر إليهم من بعيد وكأنها مشاجرة، الرجل المسكين ينظر لهم ويقول في نفسه: عاد يالله والعلوم، شو الي خلاني أتقهوى ؟ وبعد شد وجذب بين الرجلين، التفت الرجل الأكبر سناً للضيف وقال له: علومك، رد عليه: تبقى ودوم، من صوبك، لتحل الهدوء والسكينة وتنتهي دوامة المعازم بكلمة علومك.
(4)
شايب ينظر إلى السح وينادي أين الجامي، المائدة أمامه وكل الأطباق مغطاة ماعدا طبق السح، أخذ بعضاً من السح، ونادى أين الجامي، وبعد أن تناول السح لأكثر من مرة أتى رجل آخر ليتفوّل، فتح غطاء الطبق الذي بجانب السح، ليجد الجامي، قال الشايب: هاذو الجامي، إنت ساحر يوم ييت وصل الجامي من الصبح أدوره، قال له الرجل على هواك، تفضل، أخذ الشايب ملعقة وتناول الجامي من غير السح حفاظاً على السكر من الارتفاع، أهم شي ما يخلي الجامي في خاطره مع إنه الشايب هيز.
