نافذة مشرعة

كمالا هاريس رئيسة بداية من عام 2023...؟

كمالا هاريس رئيسة بداية من عام 2023...؟


    إنه ليس شبحًا يخيّم على واشنطن العاصمة، كما كان الحال في أوروبا زمن ماركس، ولكنها شائعة... ويمكن أن تكون الشائعة أكثر فتكًا ممّا هو جليّ وظاهر.
   تقول هذه الشائعة، أنّ جو بايدن قد يغادر البيت الأبيض قبل صيف 2023 من أجل إفساح المجال لنائبه، وبالتالي فتح طريق سيارة لها للانتخابات الرئاسية لعام 2024.
   يمكن أن تكون الفكرة ذكية. ولنتخيل للحظة: أن الديمقراطيين خسروا انتخابات التجديد النصفي، وأعلن ترامب ترشّحه. وكل استطلاعات الرأي مذعورة لصالحه.

   فقد مصداقيته، وبدون أي تأثير، جو بايدن، البالغ من العمر 80 عامًا، يعلن تقاعده من الحياة العامة لأسباب صحية -صدقوني، لن يشكك أحد في كلمته -وبين عشية وضحاها، تصبح كامالا هاريس أول امرأة تشغل المكتب البيضاوي. ستتأسّس ديناميكية... وستكون الانتخابات التمهيدية مجرّد فسحة بالنسبة لها، ولن يوجد ديمقراطي جاد يريد معارضة الرئيسة المباشرة، وها هي منتخبة في نوفمبر 2024. وهكذا يحتفظ حزب الحمار بالبيت الأبيض وبقليل من الحظ يستعيد ما خسره في الكونغرس عام 2022.

   سيناريو ليس سيئا على الورق...
 لكني لا أصدق ذلك.
    ليس لان الامر سيزعجني، على العكس تماما. نشهد اليوم أسوأ رئاسة ديمقراطية منذ أكثر من قرن، ويجب العودة إلى جروفر كليفلاند لنرى شيئًا كهذا، وحتى كارتر يبدو وكأنه بطل امام بايدن. من التضخم، الأسوأ منذ عقود، إلى انفجار العنف غير المسبوق الذي تشهده البلاد، إلى الإدارة المؤسفة لوباء كوفيد-19 “حوالي 2000 حالة وفاة أخرى يوميًا حتى مارس”، للأمريكيين انطباع بأنه لم يعد يوجد أي شخص في القيادة، ناهيك عن التناقضات المتكررة للبيت الأبيض في الأزمة الأوكرانية.

   إلى هنري كيسنجر، الذي أعلن قبل أيام قليلة أن الحل الوحيد لإنهاء الحرب هو تقديم تنازلات إقليمية لروسيا، أجاب الرئيس الأمريكي أنه سيفكر، لأنه يجب دائما الاخذ بعين الاعتبار أفكار وزير خارجية نيكسون السابق ورؤاه، ولكنه في نفس الوقت، فضّل الاستمرار في تسليم الأسلحة إلى كييف ... شخصيًا، أعتقد أنه كان عليه تفادي القول منذ البداية إن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريًا بأي حال من الأحوال، يا له من خطأ!

    اخيرا، وباختصار، كل هذا لأقول إنني لا أمانع في رؤية السيد جوزيف روبينيت بايدن جونيور ينحني لصالح كامالا هاريس. على الأقل لن يضطر دافع الضرائب الأمريكي إلى تمويل فرقة مكافحة اخطاء البيت الابيض الملتصقة بالرئيس 46 للولايات المتحدة. لكن هذا لن يحدث... وفي كل الاحوال، ليس بهذه الطريقة.

   وذلك ببساطة لأن بايدن ودائرته الداخلية لا يستطيعان تأطير هاريس.
 لقد تركت الهجمات العنيفة، والمبررة في كثير من الأحيان، خلال حملة الانتخابات التمهيدية ضد نائب الرئيس الســــابق لباراك أوباما ندوبًا عميقة.
ومنذئذ، لم يغفر بايدن لنفسه استسلامه لضغوط الذين دفعوه إلى اختيار المنتخبة عن كاليفورنيا كنائب للرئيس في الانتخابات.
 لذلك فإن التعليمات هي ان تدفع “التي تم اختيارها فقط لأنها تنتمي إلى الأقليات” الثمن عن طريق إخراجها من مراكز صنع القرار وعزلها قدر المستطاع عن المشهد السياسي الداخلي.

   وهذا مؤسف... لأنه سواء بصفتها عضوًا في مجلس الشيوخ أو كمدعية عامة لولاية كاليفورنيا، أظهرت كامالا هاريس في عدة مناسبات مثابرة وشجاعة نموذجية، بالإضافة إلى حس سياسي حقيقي. وهذه صفات ليست شائعة جدًا في الإدارة الأمريكية الحالية.

    لذا، إذا كان من غير المحتمل في رأيي أن يكون فريق البيت الأبيض وراء شائعات رحيل بايدن، فمن أين يمكن أن تأتي؟ هل من أعداء مختبئون يسعون إلى إذلال الرئيس بإبراز حالته الصحية المتدهورة؟ هل من الديمقراطيين الذين يخشون قبل كل شيء رؤية بايدن يشرع في حملة رئاسية جديدة لا يمكنه إلا أن يخسرها، والذين يأملون أنه من خلال تكرار هذه المعلومات الزائفة عن التقاعد المبكر المحتمل، ينتهي الأمر بالتأثير على الواقع -بعد كل شيء وكما قيل من قبل، وحتى إن كان بلا جدوى دائمًا وضع خطط غير واقعية، فقد يبدو السيناريو الذي تم الكشف عنه أعلاه بمثابة “خطة جيدة” -؟

    ومهما كان الأمر، سيقول لكم كل الذين اعتادوا على مآدب العشاء في المدينة، من طُقوس واشنطن، حيث ينسج المرء شبكاته جامعا بين المنافسين والأصدقاء، ان الحملة غير الرسمية للانتخابات الرئاسية لعام 2024 بدأت، وجميع الضربات والطعنات مسموحة.
   للمتابعة إذن... وحتى ذلك الحين، صيف رائع للجميع

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot