رئيس الدولة ونائباه يهنئون ملك البحرين بذكرى اليوم الوطني لبلاده
لغز الهيمالايا النووي.. خفايا جهاز التجسس الأمريكي المفقود منذ 1965
في قلب جبال الهيمالايا، على ارتفاع يزيد عن 25 ألف قدم، تكمن قصة مثيرة للدهشة تجمع بين الحرب الباردة، وكالة المخابرات المركزية، وجهاز نووي مفقود يمكن أن يتحول إلى كارثة بيئية بشرية.
القصة، التي بدأت في خمسينيات القرن الماضي، لم تفقد صداها رغم مرور أكثر من ستة عقود، لتكشف اليوم عن أخطار محتملة على ملايين البشر في الهند والصين، وفق صحيفة «يوراسيان تايمز».
أصل القنبلة المفقودة
في أعقاب التجربة النووية الصينية الأولى عام 1964، وضعت وكالة المخابرات المركزية خطة جريئة لمراقبة التكنولوجيا النووية والصاروخية الصينية من خلال جهاز تجسس نووي موضوعة على أحد أعلى قمم جبال الهيمالايا.
الجهاز، الذي يعمل بالبلوتونيوم، كان مصممًا للبقاء لعقود، ولكنه فقد في عام 1965 قبل أن يبدأ مهامه بشكل فعلي.
تكمن المأساة المحتملة في أن البلوتونيوم المستخدم يمكن أن يتسرب إلى المياه الجليدية ويصل إلى نهر الغانج، مهددًا ملايين الأشخاص بالتسمم أو وقوع انهيارات أرضية وجليدية وفيضانات مفاجئة.
تم اختيار جبل ناندا ديفي، على ارتفاع 25,645 قدمًا، بعد استبعاد جبل كانشينجونغا الذي وصفه المتسلقون الهنود بأنه مستحيل للوصول.
في سبتمبر 1965، بدأ فريق من المتسلقين الأمريكيين والهنود رحلة شاقة، حاملاً مولدًا نوويًا وهوائيات وكابلات، في ظروف مناخية قاسية.
وجعلت الحرارة الناتجة عن البلوتونيوم، إلى جانب جهل الفريق بمخاطره، مهمة التثبيت محفوفة بالخطر.
كما اضطر الفريق لوضع الجهاز في كهف جليدي بعد تعرضهم لعواصف ثلجية، ومنذ ذلك الحين لم يُعثر على الجهاز، ما جعله يُعتبر «قنبلة نووية موقوتة» في أعالي جبال الهيمالايا.
أبعاد سياسية وتاريخية
القصة ليست مجرد حكاية إثارة، بل تعكس عقلية الحرب الباردة حيث كانت حياة الملايين تُقاس في ميزان التجسس والاستخبارات. تعاونت الولايات المتحدة مع الهند، التي كانت ما زالت تعاني من تداعيات هزيمتها أمام الصين في 1962، لتنفيذ المهمة، ما يعكس مستوى المخاطرة والتورط الدولي في هذه العمليات السرية.
على مدى العقود، أُعيدت المحاولات لتحديد مكان الجهاز دون جدوى، في حين تقدمت الولايات المتحدة في تقنيات الأقمار الصناعية التي جعلت مثل هذه العمليات البدائية عالية الخطورة غير ضرورية.
ومع ذوبان الجليد في المنطقة نتيجة التغير المناخي، قد يكون الجهاز النووي المفقود لا يزال مدفونًا في النهر الجليدي، ما قد يؤدي إلى فيضانات مفاجئة أو تسرب مواد مشعة إلى نهر الغانج.
أصبحت القصة التي بدأت كعملية استخباراتية، الآن تذكيرًا حيًا بالعواقب البيئية طويلة المدى للقرارات العسكرية السرية.
تبرز قصة ناندا ديفي الفجوة بين الأمن القومي والتداعيات الإنسانية والبيئية، وتعيد إلى الأذهان أن لعبة الجواسيس والحروب الباردة يمكن أن تترك إرثًا يمتد لعقود، مع تأثير محتمل على ملايين الأرواح.