الاعتقاد بأنه قد تم تجنب الأسوأ شوش رد فعل الكرملين

لماذا أتت استجابة روسيا لفيروس كورونا مشوشة؟

لماذا أتت استجابة روسيا لفيروس كورونا مشوشة؟


اقترح الباحث المشارك في برنامج أوراسيا التابع لـ “معهد أبحاث السياسة الخارجية” فابريس ديبريز عدداً من الأسباب التي يمكن أن تفسر الاستجابة الروسية المتذبذبة لفيروس كورونا. تم الإعلان عن إغلاق موسكو في 29 مارس (آذار) وهي خطوة غير مسبوقة في تاريخ روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
وأدخلت إجراءات مشابهة في سائر أنحاء البلاد لمواجهة الفيروس. لكن نمط الاستجابة الروسي كان غير اعتيادي: تحرك مبكر سريع، فأسابيع عدة من الخمول المضطرب، ثم بروز نشاط جديد تم تحويله من الكرملين إلى الأقاليم، مع ارتفاع عدد الإصابات.

الاعتقاد الخطأ
وصلت الأزمة إلى روسيا حين كان الكرملين يسعى إلى تركيز طاقاته السياسية على التعديلات الدستورية التي ستسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالبقاء في السلطة بعد 2024. ومع ارتفاع أعداد الضحايا في العاصمة الروسية، تردد الكرملين. لكن التوترات في النظام الروسي السياسي والأهم الاعتقاد بأنه قد تم تجنب الأسوأ، عناصر شوشت رد فعل الكرملين. بالمقارنة مع الدول الغربية، كانت مواجهة روسيا للفيروس سريعة وواسعة النطاق بما أن الحدود التي تبلغ أكثر من 4000 كيلومتر جعلت التهديد ملموساً أكثر.
أنشئت مقرات خاصة لمحاربة كورونا في 27 يناير (كانون الثاني) وأغلقت روسيا حدودها مع الصين بعد ثلاثة أيام. وفي 31 يناير، أي في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه إيطاليا أول إصابة بالفيروس، أعلنت منطقتان في روسيا أن سائحين صينيين حملا الفيروس مما جعلهما الإصابتين الأوليين في روسيا. ولم يعلن عن منع المواطنين الصينيين من دخول روسيا إلا في 20 فبراير (شباط). تم فتح الحدود لاحقاً بشكل جزئي بعدما أدى انقطاع التجارة إلى رفع الأسعار في المناطق الواقعة أقصى شرق روسيا. أطلقت هذه الإجراءات مشاكل لكنها أظهرت إرادة في التعامل مع التفشي في مراحله الأولى.

حين سيطرت المخاوف
سرعان ما تلاشت هذه الإجراءات بينما ظلت أعداد الإصابات دون المئة من 31 يناير حتى 16 مارس (آذار). وفي اليوم التالي، أعلن بوتين أن “الوضع عموماً تحت السيطرة”. بعد سبعة أيام، وصلت الإصابات إلى حوالي 500 وتحدث بوتين عن إعطاء الروس أسبوع عطلة، وهو كان عملياً أمراً بالحجر الصحي وفقاً لديبريز. ما أظهرته الأسابيع القليلة الأولى على تفشي الفيروس في روسيا هو أن موسكو رغبت واستطاعت التحرك بحزم حين ارتبط الأمر بمنع كورونا من دخول البلاد وحين كانت تتعامل مع تهديد خارجي: أثار قرار إغلاق الحدود مع الصين ومنع الصينيين من الدخول إلى روسيا انزعاجاً في الدوائر الديبلوماسية الصينية لكن موسكو لم تتأثر. حين أصبح واضحاً أن الفيروس استقر في روسيا، وحتى مع بقاء أعداد الإصابات منخفضة، سيطرت المخاوف الداخلية مما أدى إلى استجابة مترددة.
حاول بوتين إبقاء نفسه على مسافة من التعامل مع الأزمة. تفادى غالب الأحيان التعليق على أخبار الفيروس وارتدّت زيارة نادرة إلى مستشفى في موسكو بشكل سلبي عليه حين تبين أن طبيباً سلم عليه كان مصاباً بالفيروس. وامتنع خلال كلماته عن إطلاق نداءات للتعبئة العامة التي أصبحت أمراً روتينياً في دول أخرى. في بلد اعتاد طوال عقدين على تدخل بوتين المباشر في الأزمات، كان الرئيس الروسي الحاضر في كل مكان غائباً بشكل كبير عن واحدة من أكبر الأزمات بعد سقوط الاتحاد الأوروبي.

فرضيات إضافية
برز افتراض مشترك لدى مراقبي شؤون الكرملين وهو أن بوتين كره دوماً أن يجر إلى هذا الموقع حيث يكون ذلك تعبيراً عن أن النظام يفشل في العمل. وقد يرى بوتين أن الوضع ليس سيئاً بما يكفي كي يتدخل شخصياً. قالت مصادر لموقع ميدوزا الروسي أن بوتين خشي تأثير الإجراءات الصارمة على شعبيته. لكن ديبريز كتب أنه من غير الواضح كيف لإظهار قيادة قوية في مواجهة جائحة دولية أن تؤثر على شعبيته، خصوصاً أنه اتخذ إجراءات سابقة مؤلمة مثل رفع سن التقاعد. من المحتمل أيضاً أن الكرملين يريد حماية بوتين من الأزمة.

الملجأ الأخير؟
حوّل بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين القرار الصعب إلى حكام المقاطعات وعهدا إليهم اتخاذ قرارات حساسة كفرض الحجر الصحي وآلياته. كان أهم وأبرز مسؤول روسي شوهد في الصراع مع الوباء رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين. حين أعلن الأخير رسمياً إغلاق موسكو، دعا ميشوستين مناطق أخرى للقيام بالأمر نفسه. خلال سنوات بوتين، تم استخدام حكام المقاطعات بشكل اعتيادي كأكباش فداء لإبعاد الانتقاد عن الكرملين والسماح بأن يُنظر إلى بوتين على أنه الملجأ الأخير لحل المشكلة عوضاً أن يكون مصدر المشكلة. لكن هذه المرة، عنى وضع الحكام على الخط الأمامي للمواجهة مع الجائحة إعطاءهم سلطة إضافية وقد أظهرت استطلاعات الرأي زيادة في شعبيتهم.

معاناة
طرح ديبريز سؤالين: ماذا إن أثبتت إجراءاتهم فاعليتها؟ وماذا لو تدهور الوضع في مناطق عدة خارج موسكو واضطر عندها بوتين للتدخل؟ سيعاد عندها التساؤل عن السبب الذي منع بوتين من التدخل في المقام الأول. هنالك إشارات إلى أن الكرملين يعاني لإيجاد التوازن الصحيح. في 6 أبريل الحالي، انتقد ميشوستين قرارات بعض حكام المقاطعات بإغلاق حدودها مدعياً أنه “يجب عليهم ألا يخلطوا بين الصلاحيات الإقليمية والفيديرالية”. لكن مع عدم رغبة بوتين نفسه بتولي المسؤولية، سيبقى السؤال مفتوحاً عما تعنيه فعلاً الصلاحيات الفيديرالية في هذه الأزمة.



 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/