يشكلون 50 % من سكان المدينة
لمن يصوت الأمريكيون العرب في ديربورن؟
في أعقاب تصاعد العنف في غزة، يعاني الأمريكيون العرب في ديربورن بولاية ميشيغان، المدينة ذات أعلى كثافة للأمريكيين العرب في الولايات المتحدة، من خيبة الأمل من الحزبين السياسيين الرئيسيين قبل انتخابات 2024، وفق تقرير لشبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية.
وقالت ميرنا الشريف، المحررة المتخصصة في الشؤون السياسية لدى الشبكة الإخبارية الأمريكية في تقريرها إن العديد من الناخبين يميلون تقليدياً للحزب الديمقراطي، ويعبرون الآن عن استيائهم من السياسة الخارجية للحكومة الأمريكية، خاصة موقفها من غزة. خلق هذا الأمر معضلة لناخبي ديربورن، الذين يناقش العديد منهم إذا كانوا سيدعمون مرشحاً من حزب ثالث، أو يستمرون في دعم الديمقراطيين، أو يمتنعون عن التصويت تماماً.
مجتمع في صراع
ديربورن، حيث يشكل العرب الأمريكيون حوالي 50% من السكان، لها تأثير انتخابي كبير في ميشيغان، وهي ولاية متأرجحة رئيسية. يشعر الناخبون فيها كما يشعر آدم فحص، وهو جراح عظام أمريكي من أصل لبناني، بالصدمة العاطفية والسياسية بسبب ما شهدوه أو عاشوه في غزة.
وصف فحص، الذي عالج الفلسطينيين الجرحى في غزة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الصدمة والمخاطر اليومية التي يواجهها المدنيون. وتثقل الذكريات الحية للمستشفيات المليئة بالنساء والأطفال المشوهين خياراته السياسية. وهو يعتقد أن الرئيس السابق دونالد ترامب ونائب الرئيس كامالا هاريس لا يهتمان بحياة العرب.
يعكس هذا الشعور، حسب التقرير، خيبة أمل أوسع في مجتمع ديربورن العربي الأمريكي من سياسات الإدارة الأمريكية الحالية. تاريخياً، اتجهت ديربورن نحو الحزب الديمقراطي، ولكن في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في 2024، دعم كثير من ناخبي ديربورن خيار “غير مهتم”، ما يشير إلى قلة رضاهم عن تعامل الرئيس بايدن مع أزمة غزة.
الإحباط من الديمقراطيين
وأعرب الزعماء والمسؤولون المحليون من أصل عربي عن خيبة أملهم من مؤتمر اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز في ديربورن، في سبتمبر (أيلول) الماضي. ووصف ممثل الولاية العباس فرحات، الذي تضم دائرته وسط ديربورن، الصراع الدائر في غزة بـ “إبادة جماعية».
وانتقد فرحات الحزب الديمقراطي لفشله في اتخاذ إجراءات حاسمة، مثل وقف إمدادات الأسلحة لإسرائيل أو الفشل في توفير منصة للأصوات الفلسطينية في المؤتمر الوطني الديمقراطي.
وترك استمرار إدارة بايدن في توفير الأسلحة لإسرائيل والجهود المحدودة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة العديد من الأمريكيين العرب يشكون في خياراتهم السياسية. بالنسبة للبعض، أصبح الحزب الديمقراطي بعيداً بشكل متزايد، حيث يكتفي بالخطاب بدل التغيير الحقيقي.
ليست غزة فحسب
وفي حين تهيمن الحرب الحالية في غزة على عقول العديد من الناخبين الأمريكيين العرب في ديربورن، فإن مخاوفهم تمتد إلى ما هو أبعد من هذا الصراع. وخلّف تأثير السياسة الخارجية الأمريكية في دول أخرى في الشرق الأوسط مثل اليمن، والعراق، وسوريا، وليبيا ندوباً دائمة على المجتمع.
وأعرب الزعماء الدينيون المحليون مثل صالح القزويني عن إحباطهم من المعايير المزدوجة التي تنتهجها الحكومة الأمريكية فيما يتصل بحقوق الإنسان. وتساءل القزويني، الذي شهدت عائلته حرب العراق، عن سبب استمرار الولايات المتحدة في دعم الإجراءات في غزة، التي تضر بالمدنيين بينما تزعم أنها تدافع عن حقوق الإنسان في العالم.
ويرى البعض أن التصويت لـ “حزب الخُضْر” هو عمل رمزي للاحتجاج وليس مساراً عملياً للتغيير. ويرى آخرون، مثل أيان عجين وأرحوم أرشاد، وهما زوجان في ديربورن، أن التصويت لحزب ثالث هو خيارهم الوحيد القابل للتطبيق للتعبير عن السخط على نظام الحزبين.
ردود متباينة على ترامب
رغم سياساته المثيرة للجدل، فإن بعض الأمريكيين العرب في ديربورن، يعيدون النظر في آرائهم في ترامب. على سبيل المثال، لا يزال عمار شوهاتي، وهو أمريكي يمني، غير حاسم،
ولكنه يعترف بأن إدارة ترامب لم تبدأ حروباً جديدة، ما يجعله خياراً مفضلاً محتملاً في نظره.
من ناحية أخرى،
يتضمن سجل ترامب حظر سفر المسلمين، ونقضه مشروع قانون إنهاء تورط الولايات المتحدة في الحرب في اليمن، والذي يكمل قانوناً آخر ينص على أن الولايات المتحدة لن تتدخل في الحرب في اليمن.
دعوة للمشاركة المدنية
ومع اقتراب انتخابات 2024، يواجه المجتمع العربي الأمريكي في ديربورن خيارات صعبة حيث تشتبك القضايا المحلية مثل الرعاية الصحية، والاقتصاد مع الدور الأمريكي في الصراعات الجارية، في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.ومع تحول المشهد السياسي، قد تلعب أصوات الناخبين في ديربورن دوراً حاسماً في تحديد الرئيس المقبل، ما يجعل خيبة أملهم عاملاً مهماً يجب مراقبته، حسب التقرير.