لن تتم مجاملتك.. هل تعمد الفيفا استفزاز كريستيانو رونالدو؟
في خطوة بدت وكأنها ترضية ظاهرية تخفي في طياتها رسائل مبطنة، أعاد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نشر بوستر كأس العالم 2026 بعد عاصفة من الهجوم الجماهيري بسبب استبعاد الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو من النسخة الأولى.
لكن، وبدلاً من أن يكون البوستر الجديد راية بيضاء، تحول إلى وثيقة إدانة جديدة تفتح الباب لتساؤلات مشروعة: هل يتعمد الفيفا استفزاز الدون في فصله الأخير؟
المتابع للوهلة الأولى قد يرى أن الفيفا استجاب للضغط وأعاد رونالدو للصورة، لكن التدقيق في لغة الصورة يكشف عن تعمد واضح لتكريس الفوارق، وذلك عبر 4 ملاحظات لا تخطئها العين في التصميم الجديد:
المركزية لميسي: احتفظ ليونيل ميسي بمكانه في قلب الصورة تماماً، كنقطة ارتكاز يدور حولها باقي النجوم، مما يرسخ فكرة أنه البطل الأوحد للرواية.
لعبة الأحجام: ظهرت صورة ميسي بحجم أكبر نسبياً وبوضوح أعلى من باقي اللاعبين، في رسالة بصرية تمنحه الأفضلية المطلقة.
رمزية الكأس: وضع المصمم كأس العالم ملاصقاً لميسي، في إشارة واضحة ومباشرة لكونه حامل اللقب والبطل المتوج، وهو ربط شرطي يغيب عن باقي المنافسين.
التهميش المتعمد: حينما قرر الفيفا إضافة رونالدو، لم يضعه في مكان يوازي ميسي (يمين الصورة مثلاً)، بل تم وضعه في زاوية جانبية بمكان أقل بروزاً، وكأنه ضيف شرف تم استدعاؤه في اللحظات الأخيرة لإسكات الأصوات الغاضبة فقط.
صحيح أن الصورة الأخرى تم نشرها في سياق مختلف عن كأس العالم 2026 لكن توقيت نشرها وطريقة عرضها بعد أزمة الصورة السابقة تضع علامات استفهام أكثر للمشهد من تلك التي تجيب عليها.
لا يمكن قراءة هذا المشهد بعيداً عن الزيارة الأخيرة والمثيرة للجدل التي قام بها كريستيانو رونالدو للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض. في أروقة السياسة الرياضية، يدور حديث لا ينقطع عن نفوذ ترامب الطاغي على جياني إنفانتينو (رئيس الفيفا)، خاصة مع تنظيم المونديال في الأراضي الأمريكية.
هنا، يرجح المحللون أن الفيفا تعمد تجاهل رونالدو في البداية، ثم تهميشه في البوستر الثاني، كنوع من المزايدة بالاستقلالية. الرسالة التي أراد إنفانتينو إيصالها للعالم هي: لا تعتقدوا أننا خاضعون لترامب.. حتى صديقه المقرب (رونالدو) لن يحصل على أي معاملة خاصة. الفيفا قرر أن يلعب دور الفتوة على حساب رونالدو لينفي عن نفسه تهمة الانصياع لرغبات الرئيس الأمريكي.
تصريحات إنفانتينو المفخخة
المشاكل لم تقتصر على هذا التصميم فهي تأتي امتدادًا لتصريحات إنفانتينو الأخيرة عندما تساءل: هل سيكون هذا عام تتويج البرتغال؟
الجملة التي تبدو كأمنية، قرأها معسكر الخصوم على أنها علامة على تساهل محتمل مع البرتغال، هو ما سيريد الاتحاد الدولي نفيه عن نفسه وعن بطولته المفضلة بشكل قاطع، ولا يوجد سبيل أقصر لهذا من منصات التواصل الاجتماعي وإقصاء رونالدو من ملصق البطولة.
يعلم الجميع أن كريستيانو رونالدو ليس من النوع الذي تمر عليه هذه التفاصيل مرور الكرام. إنه لاعب يتغذى على التقدير، وهذه التصرفات تجعله غاضبًا وفي بعض الأحيان مشتاق للانتقام، وهو بالضبط ما يبدو أن الفيفا يفعله ببراعة.
لقد نجح الفيفا في تحويل الأنظار من احتفاء بالبطولة إلى استفزاز لنجمها، وكأنه يقول لرونالدو: في أمريكا 2026، ستكون مجرد لاعب آخر، ربما في محاولة لتسخين الأمور قبل البطولة، أو في رغبة بنفي أي تهم تحيز.