نافذة مشرعة

ماذا لو أصبح ترامب وبايدن من الماضي...؟

ماذا لو أصبح ترامب وبايدن من الماضي...؟


   تظهر التقلبات والمنعطفات الأخيرة في المحكمة العليا والكونغرس أنّ البلاد تزداد تطرّفا وراديكالية، ولكن بشكل أكبر بالارتكاز على شخصيات بارزة وقوية مثل الرئيس الأمريكي وسلفه.
   من الواضح أن قرارات المحكمة العليا في الأيام الأخيرة مخيفة. الإجهاض والأسلحة النارية والمناخ: لقد تم اعطاء الدليل على أن تعيين دونالد ترامب لثلاثة قضاة محافظين هو أعظم انتصار سياسي له. ومن الواضح أيضًا، وعلى الرغم من تمرير قانون حديث من الحزبين بشأن تشديد طفيف للرقابة على شراء الأسلحة النارية، فإنّ عجز الديمقراطيين في مجلس الشيوخ عن إصلاح البلاد ثابت.

   في مجلس النواب، حيث لا يزال الديمقراطيون يشكلون الأغلبية حتى نوفمبر، نجحت لجنة التحقيق في الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير، نجحت في إثبات أن دونالد ترامب كان سبب الفتنة. لكن من غير المؤكد قانونياً وسياسياً أنّ هذه النتائج ستقنع وزارة العدل، تحت زخم البيت الأبيض، بتوجيه الاتهام إلى الرئيس السابق من أجل تقديمه أمام القضاء بتهمة التحريض على العنف ضد المؤسسات الديمقراطية في الولايات المتحدة.
   إن إلقاء نظرة فاحصة على نتائج الموجة الأخيرة من استطلاعات الرأي هذا الأسبوع، والتي أجراها معهد هاريس لمركز هارفارد للدراسات السياسية، ربما تكون أكثر ما يكشف عن الشعور بالضيق العميق الذي تمر به الديمقراطية الأمريكية.

   -70 بالمائة من الأمريكيين يعتقدون أن الدولة واقتصادها يسيران في الاتجاه الخطأ.
   -في أقل من عام تضاعفت نسبة الأمريكيين الذين يعتقدون أن وضعهم المالي قد تدهور، من 32 بالمائة إلى 64 بالمائة.
   -خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، خسر الرئيس بايدن 23 نقطة من شعبيته، لتصل إلى 38 بالمائة اليوم.
   -في تسعة مجالات عمل تتراوح من السياسة الخارجية إلى السياسة الداخلية مرورا بالاقتصاد، فشل جو بايدن في إقناع الأمريكيين باستثناء مجال واحد، وهو مكافحة جائحة كوفيد -19.

   -في لعبة التنافس على ثقة المواطنين بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، يسجل المحافظون خمس نقاط أكثر من التقدميين، حتى لو لم يتجاوز أي منهما نسبة 50 بالمائة من الآراء الإيجابية.
   -في نفس الوقت، تراجعت الثقة في الكونجرس للتشريع لصالح الأمريكيين في عام واحد بمقدار 26 نقطة، من 54 بالمائة إلى 28 بالمائة.
  -من بين أقوى 17 شخصية سياسية في الدولة، تمكّن اثنان فقط من الحصول على تصنيف إيجابي من المستجوبين: الحاكم الجمهوري لفلوريدا رون ديسانتيس (+6) والسيناتور الجمهوري الأفرو-أمريكي من ساوث كارولينا تيم سكوت (+3) بينما جو بايدن -16، ونانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب -27، ودونالد ترامب -12، وميتش ماكونيل، زعيم المعارضة في مجلس الشيوخ، -22.

   -من بين المؤسسات أو المنظمات الأكثر شعبية في البلاد، يتقدم الجيش بدلتا تفضيل 67 نقطة، والشرطة بـ 43، ومكتب التحقيقات الفيدرالي بـ 31، والمحكمة العليا بـ 8، وحركة حياة السود مهمة بنقطة واحدة فقط.
   -من بين القضايا التي تهم الأمريكيين، يأتي التضخم والتوظيف والأسلحة النارية والهجرة في المراتب الأربع الأولى، وتغيّر المناخ في المرتبة العاشرة، واقتحام مبنى الكابيتول 14، والعلاقات بين الأعراق والحق في التصويت في المرتبة 17 و18، ووكيزم 22، بينما كانت الموضوعات الثلاثة الأخيرة هي الشرطة والأمن السيبراني والدفاع الوطني.

   -في نوايا التصويت في انتخابات التجديد النصفي، سيخسر المعسكر الديمقراطي 5 نقاط مع ناخبي الضواحي السكنية، و6 مع الناخبين الأمريكيين من أصل أفريقي، و2 مع النساء، و4 مع الناخبين المستقلين، و2 مع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا.
   -بالنسبة لجو بايدن، 60 بالمائة لديهم شكوك حول قدراته الجسدية لممارسة وظيفته، و64 بالمائة يعتقدون أنه أكبر من أن يكون رئيساً.
   -بالنسبة للانتخابات الرئاسية لعام 2024، 56 بالمائة من الناخبين الجمهوريين يريدون ترشّح دونالد ترامب، و36 بالمائة رون ديسانتيس إذا امتنع ترامب، بينما 30 بالمائة فقط من الديمقراطيين يريدون ترشّح جو بايدن، و25 بالمائة نائبه كمالا هاريس إذا رفض الرئيس إعادة انتخابه. وإذا كان جو بايدن مرشحًا لإعادة انتخابه، فسيهزمه ترامب بثلاث نقاط، وكمالا هاريس بست نقاط.
  -لكن الشيء الأكثر إثارة للاهتمام هو أن 71 بالمائة من الأمريكيين لا يريدون أن يترشح بايدن مرة أخرى، وو61 بالمائة لا يريدون ترشّح ترامب للبيت الأبيض مرة أخرى. في مثل هذه الحالة وفي مبارزة افتراضية بين رون ديسانتيس وكامالا هاريس، ستفوز هذه الأخيرة بفارق نقطتين.

سأم من ترامب وبايدن
   يخبرنا هذا الاستطلاع الكبير للرأي أيضًا، أنّ الأمريكيين يشعرون بخيبة أمل عميقة من القرارات السياسية والقضائية في الأيام الأخيرة. وعلى العكس من ذلك، فهم لا يعتقدون أن لجنة التحقيق في 6 يناير موضوعية، ويريدون من الكونغرس أن يخدم شيئًا آخر غير ما يفسره على أنه تصفية حسابات سياسية. بعد قرار المحكمة العليا بشأن الإجهاض، الذي لا يوافقون عليه، يعتقدون مع ذلك أن الأمر لا يعود للكونغرس للتصرف من خلال تبني قانون فيدرالي من شأنه أن يطبّق في جميع الولايات الفيدرالية. بعبارة أخرى، هم أقرب إلى القرار القانوني البحت للمحكمة والذي بموجبه لا يصبح الإجهاض محظورًا ولكن الأمر متروك للولايات الفيدرالية لاتخاذ قرار بشأنه.

    سنفهم ذلك بشكل أفضل بعد مراجعة كل هذه الأرقام التي هي مجرد لمحة انية عن الرأي العام، هناك تأثير سأم من ترامب وبايدن. فداخل الحزب الديمقراطي، هناك نوع من خيبة الأمل التي ترجع بشكل خاص إلى شلل الكونجرس. بدون إصلاحات، يظهر الرئيس كما هو، أي ضعيف وغير حاسم.
   وحتى لو ولّدت سياسته الخارجية شكلاً من أشكال الإجماع ضد روسيا والصين، فإن الديمقراطيين يشعرون أن بلادهم لم تكن محترمة كما كانت لحظة هزيمة ترامب في نوفمبر 2020. فمنذئذ، وفق دراسة أخرى أجراها مركز بيو، انخفضت شعبية الولايات المتحدة في بقية العالم بشكل كبير، حتى لو بقيت في المعسكر الغربي أعلى بكثير من منافسيها الروس والصينيين.

   يبدو أنه لا يوجد أدني شك في أن الكونجرس سينعطف بالكامل نحو اليمين هذه المرة. والسؤال هو هامش انتصار الجمهوريين. سواء كان محدودا أو متوسطا، فإنه لن يغيّر الوضع جذريا. بشكل ملموس، سيجد جو بايدن نفسه في وضع بيل كلينتون وباراك أوباما بعد عامين في المنصب. وهذا لم يمنع أي منهما من إعادة انتخابه. المشكلة هي أن بايدن أكبر سنّا بكثير، وما كان يعتبر ثانويًا امام أولوية هزم ترامب أصبح عقبة خطيرة.   كما سيكون من الضروري بعد العطلة تقييم الانتخابات التمهيدية لهذه الانتخابات النصفية. على الجانب الجمهوري، للتحقق مما إذا كان المرشحون الذين تبنّاهم دونالد ترامب قادرين على الفوز، وعلى الجانب الديمقراطي، ما إذا لا يزال الوسطيون مسموعين امام الجناح اليساري للناخبين. يُظهر استطلاع هاريس، أنّ الموضوعات الأكثر تقدمية داخل الحزب تراجعت كثيرًا في مراتب أولويات الناخبين. فهل يمكن أن تكون هذه علامة على أننا يجب أن نعود إلى أساسيات النضال من أجل اقتصاد يستفيد منه أكبر عدد؟

   لئن رأيت في كل هذه الأشكال، حركة “ارحل” في طور التكوين، فهذا لا يعني أن ذلك سيتحقق بذاته. قد تكون حملة منتصف المدة التي ستبدأ فعليّا في سبتمبر مليئة بالمفاجآت. لكنني أسمع من الان، في أماكن السلطة في باريس ومن عواصم أخرى، صعود موسيقى صغيرة حول موضوع عودة الترامبية المحتملة عام 2024. لن يكون هناك شيء أكثر تباينا من المماطلة في هذا الموضوع كما لو أنه مازال امامنا عامين آخرين. إن التحضير لعواقب فصل ثان للثورة الشعبوية اليمينية في الولايات المتحدة أمر ضروري.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot