في حوار استراتيجي نظمه مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية

مدير عام أبوظبي التقني يستعرض نجاحات مرحلة التمكين وآفاق المستقبل في رؤية محمد بن زايد للتعليم التكنولوجي والمهني

مدير عام أبوظبي التقني يستعرض نجاحات مرحلة التمكين وآفاق المستقبل في رؤية محمد بن زايد للتعليم التكنولوجي والمهني

• مبارك الشامسي: رئيس الدولة يستهدف جعل الوطن واحة إبداع وثراء مصدره المواطن القادر على تحقيق تقدم ورقي الأمم
• القيادة تهتم بالذكاء الاصطناعي الذي سيطرح ملايين الوظائف وفرص العمل الجديدة في كافة القطاعات
• التعليم المستمر: هو سر النجاح الدائم في الحياة، وهو الحل لمواكبة العصر باكتساب المهارات العلمية والعملية والقيادية الجديدة


قال سعادة الدكتور  مبارك سعيد الشامسي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني:
إن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- في التعليم، تستهدف جعل الوطن كله؛ واحة إبداع وثراء فكري وإنساني وعلمي وتكنولوجي، مصدره الرئيسي هو المواطن باعتباره أغلى ثروات الوطن، والقادر على المساهمة بقوة في تقدم ورقي الأمم،  مشيراً الى أن هذه الرؤية التي تستشرف المستقبل؛ تقوم على أسس متينة؛ منها الإرتباط الوثيق بالمجتمع وحتمية تطويره، بجانب أهمية تحقيق التكامل والتوازن بين الدراسات النظرية والإنسانية، والدراسات العملية والتطبيقية كالطب والصيدلة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والزراعة وغيرها، ومن هنا جاءت قرارات سموه بإنشاء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وكذلك جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ليعكس ذلك مدى اهتمام القيادة الرشيدة بالتخصصات النوعية التي يكون لها الدور الأكبر في صناعة الكفاءات الوطنية القادرة على تلبية متطلبات العصر والمستقبل بشكل متوازن ومدروس.

جاء ذلك خلال "الحوار الاستراتيجي" الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في جناحه بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022، ضمن مبادرة "مفكرو الإمارات" لسعادة الدكتور مبارك سعيد الشامسي، بعنوان "التعليم والتدريب المهني في مرحلة التمكين وآفاق المستقبل"، وبحضور سعادة الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، والدكتور عبدالرحمن جاسم الحمادي مدير عام معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني، والمهندس علي محمد المرزوقي رئيس مهارات الإمارات، ونخبة من المسؤولين، حيث إستعرض الشامسي أبرز النجاحات التي حققتها القيادة الرشيدة ممثلة في المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، لاستشراف المستقبل خلال مرحلة التمكين، وباعتباره "طيب الله ثراه" قائد مرحلة التمكين، التي تم خلالها إنشاء معهد التكنولوجيا التطبيقية عام 2005، ليعمل على صناعة المهندسين في كافة التخصصات التكنولوجية والهندسية والعلمية، ومن ثم صدر مرسوم إنشاء مجلس أبوظبي للتعليم، ومعهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني، جامعة خليفة، وكلية فاطمة للعلوم الصحية، وفي 2010 صدر مرسوم إنشاء الهيئة الوطنية للمؤهلات؛  المعنية بعمل نظام موحد لجميع المخرجات الفنية، ومنح المواطن  الفرصة للتدريب والتعليم المهني ، سواء نظامي أو غير نظامي والاعتراف بشهاداتهم، بجانب إنشاء مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، الذي يقود منظومة متكاملة من التعليم الجامعي والثانوي والتأسيسي المتخصص، والذي بدوره عمل على انتشار مؤسسات التعليم التقني والمهني في كافة إمارات الدولة، وهي المؤسسات المتميزة التي تضم أكثر من 16 ألف مواطن ومواطنة يدرسون في مؤسساتنا التعليمية تحت مظلة "أبوظبي التقني" الذي يخرج سنويا مئات الكفاءات الوطنية القادرة على رفد سوق العمل والمجتمع بالكوادر المتخصصة في كافة المجالات، بالإضافة إلى تحقيق إنجازات كبيرة وقفزات نوعية في القطاع التعليمي، فقد شهدت مرحلة التمكين الاهتمام ببناء مخرجات تعليمية متميزة، وبناء المهارات وجودة التدريب بحيث ترتكز على تعزيز مؤشرات جودة المخرجات التعليمية، من خلال بناء جيل إماراتي موهوب ومبتكر يتمتع بسمات عصرية.

وأضاف سعادة الدكتور مبارك الشامسي قائلا" كما تتجلى رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد؛ نحو آفاق المستقبل؛ من خلال الإهتمام بقطاعات الذكاء الاصطناعي الذي سيخلق فرص عمل جديدة ومشروعات اقتصادية مبتكرة،  حتى أصبحت الإمارات من أوائل الدول التي عملت على إنشاء المشروعات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وضرورة تطوير الصناعات الموجودة  وفق ذلك الأمر، ونحن في ثانويات التكنولوجيا التطبيقية على سبيل المثال بدأنا منذ 8 سنوات  في تدريس البرمجة وغيرها ؛ لطلبة الصف السادس وشجعناهم منذ سنواتهم الدراسية الأولى على ابتكار مشروعاتهم العلمية  وريادة الأعمال وهو الأمر الذي يؤكد على أن الذكاء الاصطناعي سيطرح ملايين الوظائف وفرص العمل الجديدة، كما تختفي معه وظائف أخرى، وكما نرى اليوم فإن أبناء المجتمع يمكنهم إنجاز المعاملات الحكومية و البنكية من خلال التقنيات الحديثة، والإمارات لها الريادة في ذلك ، ونحن في "أبوظبي التقني" والمؤسسات التابعة له؛ نعلم طلابنا وموظفينا أن التعليم المستمر مدى الحياة هو سر النجاح الدائم في الحياة، وهو الحل لمواكبة العصر، باكتساب المهارات العلمية والعملية والقيادية الجديدة، التي تؤهل أبناء المجتمع لتطوير الذات ومواكبة التطور الوظيفي بما يحمله من وظائف ومهام جديدة، وبالتالي يصبح المواطن قادر على المنافسة والتنافسية في سوق العمل، وهو الأمر الذي يجعله دائما قادر على تخطي عقبة اختفاء الوظائف الحالية، كونه قادر على أداء المهام الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، كما يعمل"أبوظبي التقني" على تربية وتعليم الطلبة على الصفات القيادية  واعتزازة بهويته الوطنية ولغته العربية بجانب الاهتمام بالعلوم الهندسية والتطبيقية والتكنولوجية."

وأوضح سعادة الدكتور مبارك الشامسي فقال" ومما يشير الى رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لأهمية التعليم التقني والمهني، وإستشراف المستقبل؛ قرار سموه منذ العام 2007 بانشاء كلية فاطمة للعلوم الصحية في ابوظبي ، ومن ثم فتح أفرع أخرى للكلية في الظفرة والعين وعجمان، حتى نتمكن الآن من مواجهة حاجة القطاع الصحي في الدولة الى الكوادر الوطنية، القادرة على تلبية متطلبات هذا القطاع الهام،  وكمثال على ذلك فان عدد الممرضات في الدولة يبلغ نحو 50 الف تقريباً، 2% منهم مواطنات، وهو الأمر الذي يؤكد ضرورة العمل من أجل استقطاب المواطنات للعمل في هذا التخصص الهام وغيره من التخصصات الصحية ، ولقد ظهرت هذه الأهمية جلية خلال جائحة كورونا حيث عرف العالم أجمع مدى حيوية وأهمية الكفاءات الطبية والصحية في المجتمع، ومن هنا أطلقت القيادة عبر "نافس" وبالتعاون مع كلية فاطمة للعلوم الصحية؛ مشروع تدريب وصناعة عشرة آلاف مواطنة للعمل في مهنة التمريض خلال 5 سنوات، كما جاءت توجيهات القيادة الرشيدة؛ بتنظيم "أبوظبي التقني" للمسابقة العالمية للمهارات 2017 لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ودعوة نحو مائة ألف شخص، لمتابعة المنافسات بين نحو ألف خمسمائة متسابق يمثلون 70 دولة، من أجل تبادل الخبرات واكتساب المزيد من المهارات والقدرات العالمية والتخصصات والممارسات المطلوبة في سوق العمل حالياً ومستقبلاً، كما توجد الكثير من التخصصات الحيوية والهامة مثل البرمجة والذكاء الاصطناعي  والطاقة المتجددة وبكل أنواعها، وقطاع الطيران  الذي ينمو بشكل كبير في الدولة ولدينا أفضل شركات الطيران المشهود لها بالكفاءة العالمية مثل طيران الاتحاد، وطيران الإمارات، والعربية وغيرها من الناقلات الجوية وجميعها بحاجة الى كوادر وطنية متخصصة في التخصصات الهندسية   والإدارية بالمطارات ".

واختتم مدير عام "أبوظبي التقني" حديثه قائلا" ومن نتائج رؤية واهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالتعليم المتخصص، زيادة إقبال الطلبة على ثانويات التكنولوجيا التطبيقية وغيرها من المؤسسات التابعة لـ"أبوظبي التقني" والمنتشرة في كافة إمارات الدولة، كما أصبح طلبة المركز؛ هم  الأفضل من الناحية الأكاديمية، بجانب تصدر طلبة ثانويات التكنولوجيا التطبيقية؛ مراكز متقدمة في اختبار الإمارات القياسي EMSAT"" 2020-2021، ووصول الدولة الى المركز الثامن في التعليم والتدريب التقني والمهني عالمياً في مؤشر المعرفة العالمي 2021، والمركز الأول على المستوى العربي للسنة الخامسة على التوالي، وذلك من أجل بناء جيل متمكن ومواكب للثـورات العلميـة والتكنولوجيـة في سوق العمل، وفي عام 2015 استحدثت أبوظبي؛ منظمة مهارات آسيا العالمية لتكون أداة لتعزيز الواجهة التعليمية لدولة الامارات بشكل عام وإمارة أبوظبي، باعتبارها المقر الدائم للمنظمة، وفي عام 2017 تم منح "أبوظبي التقني"؛ دور المنسق الإقليمي لشبكة يونيفوك (UNIVOC) وهو المركز الدولي للتعليم والتدريب التقني والمهني التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وهو الأمر الذي يكشف بوضوح مدى نجاح رؤية القيادة الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان؛ لاستشراف المستقبل وفق أعلى الآفاق والمعايير العالمية".

وفي ختام الحوار الاستراتيجي قام سعادة الدكتور سلطان محـــــمد النــــــعيمي، مــــديـــــر عــــــام مركز الإمـــارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بتكريم مدير عام"أبوظبي التقني" مثمناً عاليا ثراء الرؤى والأفكار التي تم طرحها .